"تضخم" الحشد الشعبي "يحيّر" إسرائيل
شفق نيوز/ تساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، يوم الأربعاء، عن الأسباب التي تجعل إيران بحاجة الى وجود نحو 200 ألف مقاتل في صفوف الحشد الشعبي العراقي، متناولة احتمالات ما بين تشكيل جبهة ضد اسرائيل، او الاستيلاء على أموال عراقية وتمويل الفصائل الفلسطينية.
وذكّرت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، بما نشر قبل ايام حول تفاصيل الموازنة الاتحادية التي ترصد نحو 2.7 مليار دولار لقوات الحشد الشعبي التي تضاعف عددها خلال العامين الماضيين، لتصبح ثالث اكبر قوة عسكرية في العراق.
داعش والفتوى والحشد
واشارت الى نشوء الحشد الشعبي في العام 2014 بعد فتوى المرجع الأعلى علي السيستاني للدفاع عن بغداد بعد هجمات تنظيم داعش، والذي يضم العديد من الفصائل من بينها منظمة بدر وكتائب حزب الله المرتبطة بشكل قوي بالحرس الثوري الايراني، مضيفة ان بعض هذه القوى هددت اسرائيل على مر السنين، مثل عصائب اهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، وحركة حزب الله، وحركة النجباء.
ولفت التقرير الى ان الحشد الشعبي تنامى عددا وساند حكومة حيدر العبادي المدعومة من الغرب بقوة، مقابل تحويل الحشد الى قوة رسمية، وصولاً إلى احباط ايران وقاسم سليماني والحشد الشعبي استفتاء استقلال كوردستان في العام 2017، ثم تقدم الحشد الشعبي للسيطرة على أجزاء من الدولة.
واعتبر التقرير ان ذلك يمثل نموذجاً للحرس الثوري الإيراني، على غرار ما جرى مع حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.
المزيد من الأموال
والان، يقول التقرير ان الفصائل تريد المزيد من الاموال لـ"جيش الظل" المكون من الميليشيات، مضيفا انه ليس من الواضح ما اذا كان هؤلاء الرجال يحملون جميعهم السلاح بالفعل، ام انهم "وحدات اشباح" موجودة على الورق فقط، بهدف "سرقة موارد الدولة العراقية بحيث يمكن للاموال ان تتدفق الى طهران او الى سوريا حيث لاستخدامها في تهديد القوات الامريكية واسرائيل".
وبعدما لفت التقرير الى الغموض المحيط بالحشد الشعبي، قال ان عدد افراده زاد الى 238 الف مقاتل، متسائلا "اين سيتم استخدام هؤلاء الرجال؟".
وتابع قائلا ان هذه الارقام ليست مؤكدة ولا تعكس بدقة العدد الحقيقي، حيث يشتبه بأنه يجري تضخيم اعداد الافراد ضمن الحشد وضمن الاجنحة الاخرى في قوات الامن بهدف سرقة اموال الدولة.
حرب ضد إسرائيل
الى ذلك، اوضح التقرير ان الميليشيات المدعومة من ايران في العراق هددت كثيرا في السنوات الماضية، بالانخراط في اي حرب ضد اسرائيل في المنطقة، مضيفا ان ذلك قد يكون جزءا من خطة ايران "لتوحيد الجبهات ضد اسرائيل" بحيث تستخدم ايران حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله واخرين كخط امامي ضد اسرائيل.
وتابع التقرير هذه القوى تمثل "وقود المدافع بالنسبة للايرانيين" والتي تدفع كلفتها من ميزانية العراق، مضيفا ان الناس في البصرة ليس بإمكانهم الحصول على المياه النظيفة، الا ان الميليشيات بمقدورها الحصول على كل ما تحتاجه من تمويل، مشيرا الى ان هذه الجماعات كانت شاركت في قمع المتظاهرين في العراق.
"جيش الظل"
وختم التقرير بالقول ان "ايران ربما تقوم ببناء جيش ظل في العراق، او انها تعمد الى سرقة موارد العراق، او اعداد ميليشياتها للحرب ضد الولايات المتحدة واسرائيل"، مشيرا الى ان ايران قامت بنقل طائرات مسيرة وصواريخ الى العراق لهذه الميليشيات، وان طائرة مسيرة اطلقت من العراق مستهدفة اسرائيل في ايار/ مايو عام 2021.
وتابع قائلا ان الدعم الايراني لجماعات مثل الجهاد الاسلامي في فلسطين، قد تكون له خيوط مالية مرتبطة بالعراق، موضحا انه في حال تمكنت ايران من سرقة ملايين الدولارات من العراق الى ميليشياتها، فإنها قد تقوم بتحويل هذه الاموال وتوجيهها لدعم الجهاد الاسلامي.
وخلص الى القول ان اي توسع في موارد الميليشيات العراقية الموالية لايران، هو بمثابة خبر سيء للعراق وايران وسوريا ولبنان والمنطقة.