تشتت حزبي وعراقيل أكتوبر.. "ضبابية" المشهد الانتخابي تسيطر على كورد ديالى
شفق نيوز/ يسعى المكون الكوردي في محافظة ديالى إلى استعادة دوره السياسي والاداري عبر بوابة الانتخابات المحلية، رغم تشتت القوائم وتعددها وتبعات أحداث تشرين الأول/ اكتوبر 2017، وفيما تجد أغلب الأحزاب السياسية الكوردية المشاركة مشهد الانتخابات "ضبابياً" ولن يتبين إلا بعد النتائج.
ومحافظة ديالى تمتلك حدوداً مع إيران، كما أنها ترتبط بحدود مشتركة مع إقليم كوردستان، ويسكنها خليط من القوميات.
"جزم" وتهميش اداري وأمني للكورد
ويقول مسؤول اللجنة الانتخابية للحزب الديمقراطي الكوردستاني في خانقين ابراهيم عزيز في حديث لوكالة شفق نيوز "اجزم بصعوبة عودة خانقين وتوابعها الى ما قبل تشرين الأول/ اكتوبر 2017 ولن تحقق الانتخابات ذلك مهما كانت نتائجها بسبب السيطرة على خانقين من قبل فصائل الحشد والقوات الأمنية الاتحادية مقابل تهميش وانهاء الدور الامني للبيشمركة والآسايش رغم الوجود المحدود للأخيرة في القضاء".
ويضيف ان "القرار الاداري والامني في خانقين خارج ارادة ومشاركة الكورد وهو عامل سلبي يواجه العملية الانتخابية وحملات التواصل مع الجماهير".
واخلى الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه مسعود بارزاني مقاره في المناطق المتنازع عليها بعد الحملة العسكرية التي شنتها القوات العراقية عقب استفتاء الاستقلال الذي أجراه الإقليم في سبتمبر من عام 2017، بما في ذلك مناطق متنازع عليها في ديالى على غرار قضاء خانقين الذي تسكنه غالبية كورية.
وعن مخاوف ومضايقات تواجه مرشحي الحزب الديمقراطي الكوردستاني خلال الحملات الانتخابية في خانقين وتوابعها يوضح عزيز" لم تؤشر حتى الآن اية مضايقات وبدأنا بنشر الدعايات الانتخابية في خانقين، وستنشر تباعا في النواحي التابعة لها"، مشيرا الى ان "الحزب الديمقراطي ملتزم بثوابته في ترسيخ التعايش السلمي والحفاظ على المصالح العامة لخانقين بأجمعها".
ويرى المسؤول الحزبي أنه "لا يمكن التكهن بحظوظ الحزب الديمقراطي مسبقاً لحين بيان نتائج الانتخابات"، لافتا الى أن "حزبه سيخوض الانتخابات بشعار تجديد المرشحين لما تتطلبه التحديات القادمة".
ستراتيجيات انتخابية خاطئة
من جانبه يستعرض مرشح الاتحاد الوطني الكوردستاني طه ابراهيم مجمل المشاكل والعراقيل التي يواجهها المكون الكوردي في المنافسة الانتخابية وابرزها "تجريده من الملف الامني وصعوبة حل الملفات والمشاكل العالقة مع الجهات الحكومية المعنية وتحديات الاستراتيجيات الانتخابية الخاطئة طيلة الدورات الماضية".
ويضيف ابراهيم في حديث لوكالة شفق نيوز ان "أبرز التحديات الانتخابية الجسيمة فقدان حزبه والكورد بشكل عام زمام الملف الامني ما يشكل تحدياً للعملية الانتخابية من ناحية جبارة وصولاً الى ناحية قزانية، وقطع وعدم انتظام الرواتب من قبل حكومة الإقليم، وعدم ايجاد حلول لطلاب جامعة كرميان بشأن التعيينات الحكومية، إلى جانب أخطاء واستراتيجيات الماضي بتكرار ترشيح أشخاص فشلوا انتخابياً او تخلوا عن الجماهير بعد الفوز الانتخابي".
ويبين المرشح للانتخابات المحلية أن "قائمتنا الحالية تضم وجوهاً جديدة وكفاءات متخصصة بينها شخصيات عملت في المنظمات الدولية والانسانية ما يجذب الجماهير لرد الجميل ، بعكس القوائم الاخرى التي لازالت تخوض الانتخابات بنفس الوجوه تقريبا ما نعده نقاط قوة لقائمتنا من جانب".
ويؤكد ابراهيم ان "تجريد الكورد من الملف الامني يعد تحدياً كبيراً للعملية الانتخابية في المناطق التابعة لخانقين، لكننا اعتمدنا تكتيكا جديداً بإعادة ثقة الناخب وبسلاح التجديد والكفاءات والمقبولية الاجتماعية".
تأييد الدائرة الانتخابية الواحدة
بدوره يجد مسؤول الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكوردستاني في خانقين حسين جليل إن "اعتماد دائرة انتخابية واحدة يمنح الكورد المنتشرين في عموم الوحدات الادارية بانتخاب مرشحيهم والقوائم الكوردية، أو مؤيدين من مكونات اخرى للقوائم الكوردية".
ويرجح جليل في حديث لوكالة شفق نيوز حصول الكورد على "مقعدين في مجلس ديالى على اقل تقدير بوجود 3 قوائم كوردية متنافسة في الانتخابات مع اقبال كوردي واسع على الانتخابات".
وعن حظوظ القوائم الكوردية يبين جليل انه "لا يمكن التكهن مسبقا بسبب التنوع السكاني في خانقين".
توقعات الغياب الكوردي في مجلس المحافظة
من جانبه توقع الناشط الاعلامي والسياسي في ديالى علي عبد الستار الحجية "غياب تمثيل المكون الكوردي عن مجلس ديالى بسبب فقدان الشعب الكوردي لثقته بالقوى السياسية رغم انها ازمة عامة في عموم القوى السياسية والعراق بشكل عام الى جانب تشتت القوائم الكوردية التي ربما تجعل اصواتهم بعيدة عن الظفر بأي مقعد في مجلس المحافظة.
ويؤشر الحجية في حديثه لوكالة شفق نيوز "وجود تأثيرات سلبية تطال حظوظ الكورد واصواتهم بعد اعتماد دائرة انتخابية واحدة وتعدد القوى المتنافسة السنية والشيعية في الانتخابات في خانقين وتوابعها".
وعن الحظوظ الانتخابية لقوائم الكورد يرى الحجية ان "الاتحاد الوطني الاوفر حظاً مقارنة بالقوائم الاخرى بسبب هيمنته على الحكومة المحلية في خانقين".
وتشكل الانتخابات المحلية أهمية، ذلك أن هذه المجالس هي التي تتولى اختيار المحافظ ونائبيه وإعداد موازنة المحافظة في ضوء ما تخصّصه الحكومة في بغداد لها من اعتمادات مالية، ولتلك المجالس الحق في إقالة المحافظين ورؤساء الدوائر، ويجري اختيار تلك المجالس بناء على حجم التركيبة السكانية لكل محافظة.