تداعيات معركة الموصل تثير القلق.. وما قصة الحاكم العسكري الذي ينوي العبادي تنصيبه
2016-07-20T09:51:12+00:00
شفق نيوز/ يلتقي العشرات من وزراء الدفاع والخارجية في واشنطن يومي الأربعاء والخميس لبحث الحرب ضد تنظيم داعش وسيكون تركيزهم على الجائزة الكبرى وهي الموصل معقل التنظيم في العراق.
ويقول مسؤولون من العراق والأمم المتحدة والولايات المتحدة إن من المتوقع أن تكون معركة الموصل صعبة لكن ما بعدها قد يكون أصعب. وحتى الآن لا توجد خطط أو أموال لاستعادة الخدمات الأساسية وتوفير الأمن للسكان وما قد يصل إلى 2.4 مليون مشرد.
وسيجتمع وزراء دفاع الدول المشاركة في التحالف ضد التنظيم في قاعدة أندروز قرب واشنطن غدا الأربعاء ويعقب ذلك جلسة مشتركة لوزراء الخارجية والدفاع يوم الخميس.
وتجهز الأمم المتحدة لما تصفها بأنها ستكون أكبر عملية إغاثة إنسانية هذا العام حتى الآن مع ابتعاد السكان المذعورين عن طريق تقدم الجيش العراقي وعن المدينة نفسها. وسيحتاج هؤلاء للمأوى والغذاء والمياه والصرف الصحي لمدة تتراوح من 3 إلى 12 شهرا بناء على مستوى الدمار المتوقع بالمدينة.
وقال دبلوماسي كبير يقيم في بغداد طلب عدم ذكر اسمه "يوجد منطق في التحرك بأسرع ما يمكن لكن ثمة مخاطر في أنه إذا لم تكن الاستجابة الإنسانية بالمستوى الذي أعدت له...فقد نشهد كارثة إنسانية ومشكلات محتملة بشأن إدارة الموصل سياسيا بعد تحريرها."
وسيكون أغلب النازحين من المسلمين السنة الذين يشعر كثيرون منهم بأن الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة تحرمهم من حقوقهم ويمثل ذلك ما قد تكون مشكلة أكبر.
وقال مصدر في مجلس الأمن الإقليمي الكوردي "إذا لم يتم دعم الهجوم على الموصل بتسويات سياسية حقيقية بين السنة والشيعة فإننا نعتقد أنها ستكون مجرد مسألة وقت قبل أن ينفجر (الوضع) مرة أخرى."
وتقول مصادر عديدة إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يخطط لتنصيب حاكم عسكري على الموصل بعد طرد التنظيم.
لكن مسؤولا عسكريا أمريكيا طلب عدم ذكر اسمه شكك في قدرة الجيش العراقي على استعادة المدينة دون "مساعدة طويلة وكبيرة" من قوات الأمن الكوردية والفصائل الشيعية. وأوضح أن الخليط الطائفي قد يعقد محاولات المصالحة بعد الصراع.
وقال مصدر بقوات الأمن الكوردية "إن تنظيم داعش سيخسر بصرف النظر عمن سيتقدم. ليس المهم هزيمة عسكرية ولكن المهم قدرة الحكومة العراقية على الإحاطة بقضايا الإدارة بعد (خروج) التنظيم ومنها الاستياء السني داخل الموصل وحولها. عليهم التعامل مع ذلك قبل الهجوم."
الموصل التي سيطر عليها التنظيم من الجيش العراقي في يونيو حزيران 2014 هي ثاني أكبر مدن العراق ويعيش فيها خليط قابل للاشتعال من السنة والكورد والتركمان وغيرهم.
ورغم عدم إعلان المسؤولين العراقيين والأمريكيين عن جدول زمني للتحرك نحو الموصل قال دبلوماسي كبير يقيم في بغداد إن العبادي يرغب في تقديم بدء حملة الموصل إلى أكتوبر تشرين الأول بعد السيطرة على الفلوجة من التنظيم في الشهر الماضي.
وفي وقت سابق هذا الشهر استعادت القوات العراقية وبدعم جوي أمريكي قاعدة القيارة الجوية التي تقع جنوبي الموصل وستكون مركزا للدعم اللوجستي للهجوم الرئيسي على المدينة.
وقال بريت ماكجورك المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي باراك أوباما في القتال ضد داعش يوم الثلاثاء "نتطلع إلى الموصل التي ستكون أكبر تحد حتى الآن."
وقال ماكجورك إنه اجتمع في الآونة الأخيرة مع مسؤولين عراقيين في أربيل لبحث "استعداد القوات" للمعركة.
وأضاف أن القوات ستشمل مقاتلين من البيشمركة الكوردية والجيش العراقي و15 ألف مقاتل محلي من ولاية نينوى.
وقال ماكجورك إن هناك ثلاثة تحديات أخرى ستتطرق إليها اجتماعات هذا الأسبوع بالتفصيل وهي الخطط الخاصة بإغاثة إنسانية فورية واستقرار الموصل على المدى القصير والحكم المحلي.
وعندما سئل وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري عما إذا كان يعتقد أن متشددي داعش سيقاتلون بقوة في الموصل أجاب قائلا أنه يتوقع أن يفعلوا مثلما فعلوا في الفلوجة.
وأبلغ الجفعري الصحفيين في واشنطن "في الفلوجة هم هددوا وتوعدوا بأن يقاتلوا حتى الرمق الأخير... الأمور انتهت بشكل مختلف .. بعضهم قتلوا وبعضهم هزموا مبكرا وبعضهم تنكروا في هيئة نساء من أجل الفرار."
وقال المسؤول العسكري الأمريكي إنه توجد خلافات داخل الجيش الأمريكي بشأن الجدول الزمني.
وقال المسؤول "هذا يبدو منطقيا كما يقول (القائد الأمريكي اللفتنانت جنرال شين) ماكفارلاند للاستفادة من الانتكاسات الأخيرة التي مني بها التنظيم بالتحرك نحو الموصل والرقة في هذا الخريف."
والرقة معقل التنظيم في سوريا.
وقال "المشكلة هي "ثم ماذا؟" وهي معقدة لأنه في حالة تطويق المدينة فلن يكون أمام التنظيم أي سبيل للانسحاب مثلما حدث في الفلوجة وقد يسفر ذلك عن قتال أطول وأشرس وأكثر تدميرا إذا قرر الكثير منهم الاستشهاد هناك."
وقالت ليز جراند نائبة ممثل الأمم المتحدة في العراق في مقابلة عبر الهاتف "نتفهم أنه قد توجد خطط عاجلة بشأن الموصل ولا نعرف ما هي هذه الخطط لكن علينا أن نستعد لها."
وتقول الأمم المتحدة إنها تحتاج إلى 280 مليون دولار بشكل فوري للبدء في توفير إمدادات -ومنها على سبيل المثال عشرات الآلاف من الخيام والمئات من المراكز الصحية المتنقلة- استعدادا للتدفق المتوقع للنازحين.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية لصحفيين يوم الاثنين إن من المتوقع أن يجمع اجتماع للدول المانحة للعراق في واشنطن يوم الأربعاء بحضور 24 دولة أكثر من ملياري دولار.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنه في أسوأ السيناريوهات فإن من المحتمل تشرد أكثر من مليون شخص من الموصل و830 ألف شخص آخرين يقطنون على امتداد ممر جنوبي المدينة وهو ما يزيد من عبء الاعتناء بنحو 3.5 مليون عراقي تعرضوا للتشريد نتيجة هجوم التنظيم في 2014 والهجمات العراقية المضادة التي تدعمها الولايات المتحدة.