تحذير مخابراتي.. داعش يجد موطئ قدم ويعيد تنظيم صفوفه في بقعة عراقية

تحذير مخابراتي.. داعش يجد موطئ قدم ويعيد تنظيم صفوفه في بقعة عراقية
2021-07-11T18:32:43+00:00

شفق نيوز/ كشف ضباط مخابرات وشيوخ عشائر عراقيون، يوم الأحد، أن تنظيم داعش يعيد تجميع صفوفه في مثلث من الأراضي الوعرة والتضاريس المختلفة بين محافظتيّ كركوك وصلاح الدين، محذرين من أن عدم تدارك الأمر سيؤدي إلى عودة ظهور التنظيم مجدداً.

وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية في تحقيق استقصائي، اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، أن عناصر داعش يهاجمون بمجموعات صغيرة من المسلحين نقاط التفتيش للجيش والشرطة وينفذون عمليات اغتيالات للقادة المحليين، الى جانب مهاجمة أبراج نقل الطاقة الكهربائية، والمنشئات النفطية.

ونقلت الصحيفة عن زعماء قبليين محليين وضباط مخابرات، قولهم إن أعداد عناصر داعش ما تزال قليلة قياسًا بما كانت عليه عند سيطرة التنظيم على مساحات شاسعة من العراق وسوريا، بسبب افتقارهم إلى الدعم المحلي بعد الدمار الذي أحدثوه خلال فترة سيطرتهم.

ورأت الصحيفة أنه "بسبب عدم قدرتهم على السيطرة على الأراضي في مواجهة القوات الحكومية العراقية الأكثر تفوقًا، فقد لجأ مسلحو داعش إلى ما يشبه حياة الرُحّل، وصاروا يبحثون عن مأوى في الجبال والوديان، ويتحركون باستمرار حتى يتم حشد الموارد الكافية، والرجال، لرص الصفوف مجددًا، بعد استنزاف مواردهم المالية".

ونقلت الصحيفة عن ضابط مخابرات عراقي بارز يتمركز في المنطقة قوله إن هذه المنطقة، وهي مثلث من الأرض بين كركوك في الشمال، وبيجي في الغرب، وسامراء في الجنوب، مهمة جدًا لداعش، مبينًا أن "هذا المكان هو وسط العراق، ويحوي التلال والجبال، وهو مكان مثالي للاختباء، وفي الغرب تمتد الصحارى التي تقود إلى سوريا".

وشدد الضابط بالقول "لن يتركوا هذه المنطقة أبدًا".

كما أكد للصحيفة أحد زعماء القبائل الذي حارب رجاله ضد داعش في هذه المنطقة، أنه "على الرغم من أن أعداد المسلحين قليلة في الوقت الحالي، إلا أنهم يعملون على إعادة تهيئة الظروف التي سمحت لهم بالسيطرة على المنطقة، وإذا تم تركهم دون رادع، سيتمكنون قريبًا من التنظيم، وإعادة التجميع".

وبين أن "أفراد داعش الآن في نفس موقف القاعدة بعد هزيمتها العام 2009. لقد اختفوا لإعادة تجميع صفوفهم، وقد استغرق الأمر منهم أقل من 3 سنوات ليعودوا أقوى".

واشار الى ان نفس الظروف التي سمحت لداعش باستغلال الغضب المحلي، وحشد الدعم لا تزال قائمة، لافتا إلى أن "هناك ثقة ضئيلة أو معدومة في الحكومة العراقية، وتتم معاقبة المجتمعات المحلية بشكل جماعي، ومعاملتها كأعضاء في داعش حتى تثبت براءتها".

وأشارت الصحيفة إلى أن الشكوك المتبادلة بين السلطات العراقية والأهالي ظهرت بصورة كبيرة في عملية عسكرية في كركوك، إذ تحركت خلالها قافلة للقوات الخاصة العراقية ببطء، وسط التضاريس التي يصعب على السيارات السير فيها بسرعة.

وفي بعض الأحيان، وفقًا للصحيفة، "كان الرتل يسير خلف جنود إزالة الألغام الذين كانوا يسيرون إلى الأمام، ويفحصون الأنابيب المكسورة، والأكياس المهملة، ويبحثون عن عبوات ناسفة محتملة"، في مؤشر على انعدام الثقة.

وعندما وصل الرتل إلى قرية صغيرة، نزلت فصائل من الجنود، يرتدون الزي الأسود، ووجوههم مغطاة بالأقنعة، وانتشروا بين البيوت الطينية، وحظائر الحيوانات، مختبئين خلف الجدران، وبنادقهم موجهة في اتجاهات متعددة، بحسب تقرير الصحيفة.

لكن القرية لم تكن مهجورة، كما تقول الصحيفة، إذ بدأ الجنود في اعتقال الرجال، وأجبروهم على الانحناء، ووجوههم موجهة للجدران، فيما وقفت النساء والأطفال في مداخل قريبة، يراقبون بنظرات خائفة جنودًا اعتادوا على الاستجوابات والمداهمات لما يقرب من عقدين.

وعندما بدأ الضابط في استجواب الرجال واحدًا تلو الآخر حول مكان تواجد أحد المطلوبين المنتمي إلى داعش، نفوا معرفتهم به، لكن رجلًا كشف أن مقاتلي التنظيم مروا بالقرية خلال الأسابيع الأخيرة، غير أنه عاد وقال "لا نعرف متى يأتون ويغادرون".

وسأله الضابط "هل تعطونهم خبزًا؟"، وقبل أن يسارع الرجل بالنفي سأله الضابط، مجددًا، وهو يبتسم "لماذا أنت خائف؟ لن نؤذيك.. تحدث.. لماذا تخاف؟" فأجاب الرجل "أقسم أنني لا أعرفهم".

وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش حذّر مرارًا من أن التنظيم يعيد لملمة صفوفه بمناطق في العراق، وشرق سوريا.

وأوضح قائد مركز التنسيق المشترك في التحالف الدولي الكولونيل ديف وليامز، أمس السبت، أن داعش يعمل على تنظيم صفوفه في ديالى، مشيرًا إلى أن الميليشيات الخارجة عن القانون تضايق السكان السُنة، وتدفعهم إلى الانخراط في صفوف التنظيم.

وتابع أن هجمات تلك الميليشيات المستمرة ضد القوات الأمريكية قد أدت إلى تشتيت الأخيرة عن مهمتها الأساسية في العراق والمتمثلة بمحاربة داعش.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon