تحذير لبايدن من سحب القوات الأمريكية: هذا ما سيحصل في العراق والعالم
شفق نيوز/ دعا القيادي في قوات البيشمركة سيروان بارزاني في مقال نشرته شبكة التلفزة الامريكية "سي ان ان" ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى البقاء في العراق، لا من اجل اقليم كوردستان، وانما من أجل امريكا والعالم حيث لا يزال الارهاب يشكل تهديدا.
وكتب سيروان بارزاني في مقاله ان "الاسلاميين المتطرفين يراهنون على الذاكرة القصيرة، وعندما يواجهون انتكاسة في ساحة المعركة، يذوبون في الخلفية بانتظار ان يحين وقتهم، وهم يعملون وفق مقياس مختلف عنا جميعا، وينظرون الى الهزيمة العسكرية على انها انتكاسة مؤقتة، وهم يعتقدون ان العالم الغربي منحط، ومنهمك بالمدى القصير".
وتابع بالقول، "ما زال داعش يشكل تهديدا امنيا عالميا، وهو حاضر في عدة قارات، والارهابيون مستعدون لشن هجمات. وكما راينا في افغانستان، فان المعركة معهم ليست سهلة، ولا وجود لمفاوضات طبيعية لنزع السلاح والسلام وهي حرب طويلة. وفي السنوات الاخيرة، تحول القتال ضد داعش من مواجهة جماعة إرهابية مع ما يسمى بالخلافة، والسيطرة على مدن ومناطق شاسعة من العراق وسوريا، الى محاربة التمرد في المخابئ النائية".
واشار الرئيس بايدن في الشهر الماضي الى ان الولايات المتحدة ستنهي مهمتها القتالية في العراق مع نهاية العام الحالي.
وقال بارزاني إنه "من دون وجود القوات الامريكية على الارض للمساعدة في القتال اذا اقتضت الحاجة، فان تهديد داعش سيزداد اضعافا مضاعقة، ليس قفط في هذا البلد، وانما في انحاء العالم".
وأردف بأن "الارهاب الاسلامي حركة عالمية ملتزمة بايديولوجية دينية-سياسية عابرة للاوطان، والتهديد الذي لا يزال قائما من جانب الجماعات الارهابية مثل داعش، لم يبدأ مع 11 سبتمبر، ولن ينتهي اذا غادرت الولايات المتحدة والحلفاء الاوروبيين العراق فجأة مثلما غادرت افغانستان".
وقال إنه "ردا على خسارة الاراضي في الشرق الاوسط، فان مسلحي داعش الى جانب تنظيم القاعدة، بدأوا استثمار الوقت والجهد في افريقيا، خاصة في منطقة الساحل، لكن برغم جهود داعش لتوسيع حضورها، بامكاننا ان نتوقع ان الشرق الاوسط سيظل اولوية للتنظيم بالنظر الى اهميته التاريخية وضروريته من اجل حملته الدعائية".
وأضاف أنه "فعليا، فان داعش يعود للانتقام في المنطقة، اذ تعتقد قواتنا ان هناك اكثر من 7 الاف مقاتل لداعش في العراق تمكنوا من الإفلات من الاعتقال، وان كل واحد من هؤلاء المسلحين لديه القدرة على زرع تطرف عند العديد من الأشخاص عن بعد، بالنظر لقدرة التجنيد اونلاين، اذ يمكنهم القيام بذلك عبر هواتفهم أو الانترنت ، لذا فان المسافة لا تجعلك في مأمن منهم".
وزاد أنه "خلال فترة الوباء (كورونا)، قام تنظيم داعش باعادة تنظيم نفسه وشن هجمات ارهابية بشكل متزايد في العراق ضد المدنيين والعسكريين والاجهزة الأمنية، وقد اظهرت الهجمات في فيينا (النمسا) ودريسدن (ألمانيا) في العام الماضي ان التنظيم لا يزال لديه القدرة على الالهام لتنفيذ اعمال ارهابية بلا رحمة في الخارج، كما شنت الجماعات المرتبطة به هجمات خلال العام الماضي في نيجيريا والنيجر والفلبين ودول اخرى، وقتل الجهاديون من (الذئاب المنفردة) الملتزمون بايديولوجية مشابهة، مواطنين أبرياء في نيس (فرنسا) واماكن أخرى".
وأشار إلى أن "الرئيس بايدن يدرك بان للولايات المتحدة حلفاء في المنطقة يتمنون ان يروا القوات الاميركية باقية، ونحن سنكافح من اجل تأمين وطننا ونقوم بما يلزم مهما كان، لكن الانسحاب من المعركة ضد داعش وتركها للقوات المحلية، يشكل مقامرة كبيرة. وفي العام 2014، اضطرت البيشمركة ان تتولى العملية في كركوك لحماية ابار النفط بعدما اصبح الجيش العراقي غير قادر على احتواء داعش في المنطقة".
ورأى بارزاني أنه "من الضروري ان تواصل ادارة بايدن سياسة دعم عمليات البيشمركة لالحاق الهزيمة بداعش، اذ يعرف الرئيس بايدن اهمية الاستقرار الاقليمي، وهو كنائب للرئيس خلال ولاية اوباما، قام بزيارة العراق وقام بذلك مرات عديدة في حياته المهنية، كان بايدن منخرطا بشكل كبير في العمليات العسكرية الاولية للولايات المتحدة ضد داعش".
ولفت إلى أنه "عندما اعلن الرئيس دونالد ترامب عن عزمه سحب القوات الامريكية فجأة من سوريا في العام 2019، رد بايدن بأن ذلك من شأنه يجعل الحلفاء الكورد السوريين عرضة للخطر وان الولايات المتحدة ستواجه تهديدا اكبر من هجمات داعش. وربما يكون الصراع قد تغير منذ ذلك الوقت، لكن اعلان بايدن الاخير بان امريكا عادت يبدو فارغا بالنسبة لبعض هؤلاء الموجودين على الارض ممن يقاتلون داعش في كوردستان العراق، والذين يرون ان أمريكا عوضا عن ذلك، تدير ظهرها لحلفائها في اربيل".
وقال بارزاني "نريد دعما اضافيا، وليس اقل، للقضاء على داعش، وكحليف رئيسي للغرب، فان البيشمركة كان في قلب جهود التحالف الذي قادته الولايات المتحدة لالحاق الهزيمة بالتنظيم الارهابي عندما كان في قمة قوته، وتصدى لهجمات بالقرب من العاصمة الكوردية اربيل والحق الهزيمة بداعش في معركة الموصل الى جانب القوات الحكومية العراقية".
وتابع بالقول، "بينما تستعد الولايات المتحدة لانهاء مهمتها القتالية في العراق، فان التهديد في منطقتنا يتزايد، وتحولت جبال قراقوش في كوردستان، الى ملاذ آمن لمقاتلي داعش، تشهد منطقة مخمور اعادة احياء لقوة داعش".
وشدد على أنه "لا يمكننا ان نسمح للجهاديين بمساحة تتيح لها اعادة التجمع في دول فاشلة او مناطق لا تخضع للقانون، والعالم يراقب افغانستان عن كثب فيما طالبان تعود، ولديه مخاوف مشروعة بانها ستسمح للقاعدة باستخدام اراضيها كقاعدة عمليات مرة اخرى. وفي العراق، فان على الولايات المتحدة وحلفائها ضمان ان يبقى بلدا ببيئة معادية لداعش".
وقال إن "هناك شيئين بامكان الرئيس بايدن القيام بهما؛ الالتزام بالابقاء على الوجود الاميركي في سوريا والعراق، وبامكان القوات الاميركية ان توفر القوة النارية الضرورية والخبرة التقنية والقدرات لمساعدة البيشمركة والقوات الحليفة الاخرى، في ضمان ان المنطقة متحررة من ترهيب داعش، وان تقديم هذا الدعم من شأنه ان يكون مؤشرا ايضا على التزام الرئيس بالقضاء على الجماعات الارهابية وسيتجه نحو تصحيح قرار الرئيس ترامب بالانسحاب لتظهر اميركا كقوة للخير على المسرح العالمي".
وتابع بالقول، "وفيما يتعلق بالولايات المتحدة، فستكون هناك مخاطر، متمثلة على سبيل المثال بهجمات الفصائل الشيعية المدعومة من ايران على القوات الامريكية في العراق، لكن نظرا لان داعش يمثل تهديدا خطيرا للمنطقة والعالم، فأعتقد ان هذه المهمة تستحق السعي من أجلها".
ولفت إلى أنه "يتحتم على الولايات المتحدة ان تكثف مساعداتها العسكرية والعربات والمعدات المقدمة الى قوات البيشمركة اذ كانت هذه المساعدات حاسمة في السماح للبيشمركة بمواصلة عملها بفعالية من اجل القضاء على داعش في كوردستان العراق، ومن خلال الشراكة المستمرة مع الولايات المتحدة والدعم الذي تقدمه، ستكون القوات الكوردية في اقوى وضع لالحاق الهزيمة بداعش".
ورأى أن "الولايات المتحدة والكورد كانا دوما شركاء في الحرب ضد الارهاب والاستبداد، وما زال تنظيم داعش يمثل تهديدا خطيرا للاستقرار في الشرق الاوسط وعلى امن الغرب، من خلال تعزيز دعايتهم لايديولوجيتهم العالمية من خلال وجودهم في الشرق الأوسط الذي له أهمية دينية".
وختم بارزاني بالقول، "يجب على الرئيس بايدن، ليس فقط من اجل امن كوردستان العراق ولكن من أجل امريكا والعالم، ان يقف الى جانب الكورد لضمان عدم منح مقاتلي داعش مساحة لتكبير طموحاتهم وقتل المزيد من المدنيين الابرياء".