تحت ظلال آبار النفط.. سوريون يلجأون إلى القمامة
شفق نيوز/ في مكب للنفايات على أطراف مدينة ديرك (المالكية) في شمال شرق سوريا يتجمع النساء والرجاء والأطفال وهم منهمكون في البحث عن بقايا طعام يسدون بها جوعهم أو عبوات بلاستيكية لبيعها وثياب لارتدائها.
عشر سنوات من الأزمة السورية دفعت بالكثير من العائلات للجوء إلى مكبات القمامة بحثاً عن كل ما قد يسد رمقهم ويوفر لهم بعض الأموال في ظل التدهور الاقتصادي الذي تشهده البلاد.
تحت ظلال آلات استخراج النفط تبحث يسرى ياسين بيدين عاريتين بين أكوام النفايات عن قطعة طعام صالحة للأكل او قطعة ثياب تقي فيها نفسها من البرد.
تقول يسرى لوكالة شفق نيوز "مع ساعات الصباح الباكر اتوجه كل يوم برفقة أبني (10 أعوام) إلى هذا المكب.. ننتظر سيارات القمامة ونبحث بين هذه الأكوام عن كل ما يمكن بيعه من بلاستيك ونحاس وكثيرا ما ينتهي اليوم دون أن نجد ما يوفر ثمن ربطة خبز أو وجبة غداء لعائلتي".
تضيف يسرى أنها يومياً تبحث لأكثر من خمس ساعات بين القمامة لتجمع ما قيمته بين 2 إلى 3 آلاف ليرة سورية (أقل من 1 دولار).
على مقربة من يسرى تمزق نجاح الأكياس بأداة حديدية بعد أن جرحت يدها الأسبوع الماضي وتقول "كثيرا ما تجرح أيدينا ونحن نمزق الأكياس والعلب وانا اعاني من مشاكل في الرئة كسائر من يتواجد هنا جراء رائحة الدخان المتصاعد من حرق النفايات وأصيب بعضنا بكورونا ومع ذلك لا يمكننا التوقف عن العمل.. فهذا مصدر عيشنا الوحيد".
غمرت السعادة وجه نجاح بعد أن تمكنت من إيجاد دمية صغيرة تقول أنها سوف تأخذها لطفلتها ذات الثلاث سنوات وتضيف أننا "نعمل لأجلهم" في إشارة منها إلى أطفالها الخمس.
في مشهد تراجيدي تتسابق النساء والأطفال خلف سيارات القمامة القادمة إلى المكب فمن يصل أولاً سوف يحصد الجوائز قبل أقرانه كما تقول نجاح وهي تحاول الصعود للشاحنة.
يتخذ الأطفال استراحة صغيرة ويتجمعون حول نار أوقدوها في المكب.. سامي (13 عاماً) يقول إنه ترك الدراسة حتى يتمكن من العمل إلى جانب أمه ويساعدها في البحث بين القمامة وحين تكون مريضة يأتي لوحده إلى المكب..
ويضيف "أحب العمل لكن الأمر متعب هنا.. سوف أعمل في الصيف على تعلم مهنة ما ولكني لا أحب العمل لدى الغرباء، انهم يتعاملون معنا بقسوة".
مع بدء الصراع في سوريا عام 2011 شهدت البلاد أسوأ أزماتها الاقتصادية والمعيشية التي ترافقت مع انهيار قياس في قيمة الليرة حيث وصل سعر صرف الدولار الواحد مقابل الليرة السوري 3600 ل.س فيما كان يعادل الدولار الواحد أقل من 50 ل.س قبل الأزمة وتراجعت القدرة الشرائية للسوريين الذين بات الجزء الأكبر منهم يعيش تحت خط الفقر بحسب تقارير دولية.
وبحسب تقديرات برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يعاني نحو 9.3 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي.