بين تحشيد إيران العسكري والعلاقة مع بغداد.. أربيل حائرة
شفق نيوز/ سلطت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية الضوء على الوضع الذي وصفته بالحساس الذي يواجهه إقليم كوردستان في محاولة تحقيق التوازن ما بين تعاطفه مع القضايا الكوردية كما يجري بالنسبة للكورد الإيرانيين من جانب إيران، وبين حاجة الإقليم الى الاحتفاظ بعلاقات ايجابية مع الحكومة الاتحادية في بغداد المرتبطة بعلاقات وثيقة مع طهران.
وذكرت الصحيفة البريطانية في تقرير لها ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "قياديين في جماعات كوردية إيرانية معارضة، يعتبرون ان الهجمات الصاروخية من جانب ايران، والتي اوقعت 19 قتيلا في صفوفهم، هدفها استخدامهم ك"كبش فداء" لتشتت طهران من خلال الهجمات الانتباه عن الاضطرابات التي تشهدها مدن ايرانية ضد النظام".
ملاذ آمن
وأضاف التقرير أن "جماعات المعارضة الكوردية الايرانية، وجدت ملاذا امنا نسبيا منذ عقود داخل العراق، وان بعضها حارب الى جانب قوات الامن الكوردية ضد تنظيم داعش، فيما تتعرض مواقعهم خلال الاسابيع الماضية الى هجمات بالصواريخ والطائرات الايرانية المسيرة في اقليم كوردستان، حيث تتهمهم طهران بدعم التظاهرات المعارضة للحكومة الايرانية التي اجتاحت البلد منذ منتصف سبتمبر/ ايلول الماضي".
ونقل التقرير عن المتحدث باسم حزب حرية كوردستان خليل نادري قوله "يتم استخدامنا كبش فداء"، لافتاً إلى أن "ما لا يقل عن 19 عضوا من الحزب قتلوا منذ ان بدأت الهجمات على قواعدهم في نهاية ايلول/ سبتمبر".
ولفت التقرير البريطاني، إلى أن "إيران تتهم الجماعات الكوردية المعارضة بتهريب الأسلحة عبر الحدود والتحريض على التظاهرات الايرانية"، مذكرا بان وزارة الخارجية الايرانية قالت الاربعاء الماضي ان هناك "76 قاعدة ارهابية" متورطة، وهو ما تنفيه هذه الجماعات.
تدخل دولي
واعتبر التقرير أن هذه التوترات المتزايدة "تهدد بارباك حكومة اقليم كوردستان حيث انها دعت الى تدخل دولي من اجل وقف الهجمات في ظل علاقاتها المعقدة مع بغداد والكورد الايرانيين".
ونقل التقرير البريطاني، عن مسؤول في حكومة إقليم كوردستان قوله انه "لا يمكن استمرار الامور بهذا الشكل، ويجب وقف هذه الهجمات.. المدنيون يموتون واقتصادنا يتعرض لضربة خطير".
ونوه تقرير فايننشال تايمز، إلى أن "حكومة اقليم كوردستان سمحت منذ سنوات عديدة للكورد الايرانيين بالعمل في الاقليم، كما احتفظت ايضا بعلاقات عملية مع طهران وحلفائها في بغداد".
وفي الوقت نفسه، فإن "إقليم كوردستان الذي نال الحكم الذاتي في التسعينيات من القرن الماضي، يعتمد بدرجة كبيرة على الحكومة الاتحادية في بغداد من اجل ميزانيته واحتياجاته الامنية، ولهذا فانه يتحتم عليه أن يوازن بين تضامنه الكوردي وبين حاجته الى تهدئة العلاقات مع بغداد الواقعة هي تحت ضغط من إيران".
تحشيد إيراني
ونقل التقرير، عن ثلاثة مسؤولين عراقيين وكورد قولهم إن اجتماعاً عقد في بغداد في الأسبوع الماضي مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ومع مسؤولين حكوميين، فان قائد قوة القدس الايراني الجنرال اسماعيل قااني، هدد بـ"اجتياح بري ايراني في حال فشلت بغداد في نزع سلاح الجماعات المعارضة وتحصين حدودها".
وأضاف أحد المسؤولين، في بغداد أن "هذا التهديد الايراني يجب أن يؤخذ بشكل جدي.. لقد حشدوا (الايرانيون) قواتهم على الحدود، والعراق لا يملك القوة لمنعهم من المجيء".
وقال المسؤول في بغداد إنه قبل هجمات هذا الأسبوع، أرسل السوداني مستشاره للأمن القومي، وهو نفسه شخصية بارزة في فيلق بدر المدعوم من إيران، إلى طهران لمحاولة التفاوض على حل.
وتابع التقرير ان "حكومة الاقليم تراهن على ان تقوم حكومة السوداني بإيجاد حل، وان رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني بينما كان يزور بغداد الثلاثاء الماضي، بحث قضية الهجمات مع السوداني، وقال المسؤول في بغداد انها كانت خطوة أولى جيدة".
جبال كوردستان
ونوه التقرير، إلى أن "أعضاء حزب الحرية الايرانية، الذين يتخذون من جبال إقليم كوردستان مقراً لهم، يستعدون لاحتمال تعرضهم لهجمات جديدة".
وقال نادري، القيادي في حزب الحرية، إن "ما لا يقل عن 150 متظاهرا انضموا الى صفوف الحزب، وان مجموعة صغيرة سجلت من اجل الخضوع للتدريب كمقاتلين، معظمهم من النساء الهاربات "من اجل حقوقهن".
وخلص نادري إلى القول: "هدفنا الاكبر هو اقامة كوردستان مستقلة، وهو اكثر ما يخيف النظام الايراني. الكورد داخل ايران واجهوا القمع والتطهير العرقي والابادة الجماعية والقتل. الناس ليس بمستطاعها التحمل اكثر من ذلك".