بـ3 سيناريوهات كوردية.. "البارتي" يقود حراك تشكيل الحكومة العراقية الجديدة
شفق نيوز/ وفقاً للنتائج التي أفرزتها صناديق الاقتراع، يسير الحزب الديمقراطي الكوردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، بخطى ثابتة لرسم خريطة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وأولى هذه الخطوات بحث وحدة الصف الكوردي، قبيل التوجه إلى بغداد.
توحيد يسبق التشاور
"البارتي" الذي بدأ فعلياً مارثون المسافات القصيرة لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، متسلحاً بـ 33 مقعداً برلمانياً، اختار أن أتكون أول خطواته من السليمانية، لبحث سبل توحيد القوى الكوردية الفائزة والخاسرة، قبيل التوجه إلى بغداد، وخوض مشاورات التحالفات مع القوى الأخرى من المكونين الشيعي والسني لتشكيل حكومة عراقية جديدة.
وبعد تصدر الحزب الديمقراطي جميع الأحزاب في إقليم كوردستان وحصوله على (33) مقعداً في مناطق الاقليم والمناطق الكوردستانية المستقطعة، تحتم عليه هذه النتيجة تبني مسؤولية قيادة مارثون تشكيل الحكومة العرقية على مستوى أحزاب الإقليم أولاً.
وعن هذا الحراك، رأى المحلل للشأن السياسي الكوردي، فخر الدين عز الدين، أن "فوز الديمقراطي الكوردستاني وبتفوق كبير عن منافسيه التقليديين يحتم عليه بدء الماراثون على مستوى أحزاب الاقليم حتى يتوجه بقوة أكثر إلى بغداد للتفاوض مع المنافسين الوطنيين من المكونين الشيعي والسني.
ورجح عز الدين، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "يكتب النجاح لخطوات (البارتي) التي بدأها في السليمانية لمد جسور التواصل مع أحزاب السليمانية بما فيها الخاسرة التي لم تحصل على أي مقعد لها في الانتخابات التشريعية العراقية".
ثلاث سيناريوهات
من جانبهم، توقع مراقبون كورد، ثلاثة سيناريوهات لمشاركة القوى الكوردية في مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية، وقالوا إنها تعتمد على طبيعة تقبل الأطراف الكوردية لمبادرة الحزب الديمقراطي في توحيد البيت الكوردي في بادئ الأمر.
الإعلامي والمراقب للشأن السياسي الكوردي، سفين محمد، أشار عبر حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "توجه القوى الكوردية لبغداد للمشاركة في مارثوان المسافات الطويلة لتشكيل الحكومة في بغداد ينحصر ضمن ثلاثة سيناريوهات، أولها أن يذهب الكورد بوفد موحد وهذا ما بدأ العمل عليه الحزب الديمقراطي اليوم.
أما السيناريو الثاني، وفقاً لمحمد، فهو "تشكيل وفد مشترك بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني بسبب العلاقات الاستراتيجية الطويلة بين الحزبين"، في حين تمثل السيناريو الأخير "ذهاب كل حزب بوفد إلى بغداد".
ورجح أن يكون "السيناريو الثاني أقرب من جميع السيناريوهات لأسباب عديدة، أهمها طبيعة العلاقة بين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستانيين، وكذلك موقف الأحزاب الضعيفة من الحزبين، وكذلك مدى تأثير أحزاب بغداد على بعض الأحزاب الكوردية، كما أن للعامل الخارجي تأثير في تشكيل تحالف كوردي داخلي"، وفق تعبيره.
الأقرب للكورد
وعن التحالفات الأقرب إلى القوى الكوردية في بغداد، فأكدت معظم القيادات الكوردية، وعلى رأسها رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، أن "مصلحة شعب إقليم كوردستان، هي الفيصل بين حزبه وبين أي قوة تريد التحالف معه".
إذاً معيار مصلحة الشعب الكوردي، سيكون أساسا ومنطلقاً لأي تحالف مع القوى السياسية في بغداد، وهو ما لا يمكن الحياد عنه في أي تحالف سيضم الأطراف الكوردية، وفقا لمراقبين.
الكتلة الصدرية
وكان المتحدث الرسمي باسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني، محمود محمد، قد أكد خلال مؤتمر صحفي حضره مراسل وكالة شفق نيوز، أن "الحزب الديمقراطي لديه تقارب مع جميع الأحزاب، لكن الكتلة الصدرية بزعامة مقتدى الصدر، هي الأقرب من جميعها، رغم عدم وجود أي اتفاق رسمي بين الطرفين.
وشدد محمد، على ضرورة "التباحث مع بغداد من أجل تحديد حصة الكورد من المناصب الوطنية، وبعدها يتم التباحث فيما بين الأحزاب الكوردية لتحديد حصة كل طرف"، مؤكداً في الوقت نفسه "عدم السماح للحكومة الاتحادية إشغال شعب كوردستان باستحقاقات الكورد الدستورية، هي حقوق ويجب أن تقر".