بـ"أم العين".. مشهد مصغر سيراه البابا فرنسيس لكارثة المسيحيين في العراق

بـ"أم العين".. مشهد مصغر سيراه البابا فرنسيس لكارثة المسيحيين في العراق
2021-03-05T18:08:01+00:00

شفق نيوز/ استعرضت وكالة "اسوشيتدبرس" الأمريكية، لمناسبة زيارة البابا فرانسيس الى العراق، صورة مصغرة عن الكارثة التي حلت بالمسيحيين في البلد الذي مزقته الحروب والنزاعات خلال العقدين الماضيين، مشيرة إلى ان مسيحيي العراق تحولوا من كونهم جزءا حيويا ومكملا للمشهد العراقي، الى طائفة مشتتة أصابها الخراب.

الشعور بالمرارة

وبعدما أشارت الوكالة الاميركية الى ان عدد المسيحيين في العراق كان يبلغ 1.5 مليون نسمة قبل العام 2003، ذكرت أن جذورهم تعود الى القرون الاولى من العهد المسيحي وهم يشملون الكنائس الكلدانية والسريانية والآشورية والارمنية.

والآن، تشير الوكالة إلى أن تقديرات مسؤولي الكنائس تتحدث عن مئات الآلاف من المسيحيين في العراق، وان البقية انتشروا في أصقاع العالم، واستوطنوا في دول بعيدة كاستراليا وكندا والسويد بالإضافة إلى بعض الدول المجاورة.

وذكرت أن العديد ممن بقوا في العراق يشعرون بالعجز والمرارة وانه تم التخلي عنهم، والبعض يشعر بالقلق من جيرانهم الذين تشاركوا معهم يوما ما طعامهم والمناسبات الدينية.

رسالة أمل

ولطالما اعرب الفاتيكان عن قلقه ازاء هجرة المسيحيين من الشرق الأوسط، بسبب الحروب والفقر والاضطهاد والتمييز. ويأمل البابا فرانسيس من خلال زيارته الى العراق، وهي الاولى للحبر الأعظم، بأن يوجه رسالة أمل وتضامن.

وتناولت الوكالة الأميركية أهم المحطات التي عاشها المسيحيون منذ اسقاط نظام صدام حسين وصولا الى الحملة الدموية لتنظيم داعش.

وحول مرحلة الغزو الاميركي، اشارت الى ان المسيحيين كانوا يتمتعون بالحماية والحقوق المتساوية مع الغالبية المسلمة تحت حكم النظام السابق، لكنهم صاروا من بين الشرائح الاولى التي استهدفت مع انهيار الأمن وحمام الدم المذهبي الذي تلا العام 2003 ودخول القوات الأميركية.

ومهد الغزو الأميركي وسنوات الفوضى التي جاءت لاحقا، لصعود التطرف الديني، وكان تنظيم القاعدة في الطليعة، حيث سادت عمليات القتل والخطف والتفجير بشكل يومي، واحيانا بعمليات تفجير متعددة في اليوم الواحد.

مقتل الاسقف

وعثر على أسقف كلداني مقتولا في العام 2008 بعدما خطفه مسلحون. تم استهداف كنائس في انحاء العراق بعمليات تفجير بشكل متكرر من جانب متطرفين سنة، ما أرهب الطوائف المسيحية واطلق موجة هجرة استمرت الى يومنا هذا.

وحول مذبحة كنيسة سيدة النجاة في 31 أكتوبر/تشرين الاول 2010، حيث استولى مسلحون اسلاميون لمدة أربع ساعات على الكنيسة خلال قداس الأحد، وقتلوا عشرات الأشخاص بما في ذلك رجلي دين، ما اعتبر الهجوم الاكثر دموية ضد مسيحي العراق.

وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم على الكنيسة المفترض أن يصلي البابا فرانسيس فيها خلال زيارته الى بغداد. وتسبب المجرزة في تعميق انعدام الثقة بين المجتمع المسيحي وبين جيرانهم المسلمين، وتفاقمت دوافع هجرة المسيحيين من البلاد، والتي حفرت عميقا في أذهان ابناء الطائفة حتى اليوم.

حقبة داعش

اما حول الحقبة الاجرامية لتنظيم داعش، فقد اشارت الوكالة الى ان عناصر التنظيم استولوا في العام 2014 على مساحات كبيرة من العراق بما في ذلك مدينة الموصل وقرى وبلدات عديدة في سهل نينوى، ما أجبر الاف المسيحيين على النزوح أمام تقدم المسلحين الارهابيين، واللجوء الى اقليم كوردستان، او مغادرة البلد نهائيا.

وفي السنوات التي تلت ذلك، قتل المسلحون الاف المدنيين العراقيين من مختلف الطوائف والاديان، كما دمروا المباني الاثرية والتاريخية التي اعتبروها متنافية مع مفهومهم للإسلام، بما في ذلك الاديرة والكنائس والمساجد والاضرحة في كل من العراق وسوريا.

حلم الهجرة

وختمت الوكالة الأميركية؛ بالاشارة الى ان طاغوت داعش والحرب الطويلة لدحر مسلحي التنظيم، تسببت في تدمير وسحق ونهب المنازل في أنحاء المناطق الشمالية، وهرب مسيحيو نينوى اما هجوم داعش، وما زال العديد من الذين عادوا يحلمون بالهجرة للاقامة في الخارج.

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon