"بغداد أرحم من برلين".. لاجئون أضاعوا الوطن مرتين
شفق نيوز/ لم يعد اللاجئ السوري محمد يتحمل البقاء في ألمانيا رغم أنه خاطر بحياته وخسر ماله من أجل تحقيق حلمه في الوصول إلى هذا البلد، لكن "الحلم الألماني" أصبح كابوسا بالنسبة لهذا الرجل الأربعيني. ويؤكد محمد أن سبب إصراره على العودة إلى سورية هو عدم تمكنه من جلب زوجته وبناته السبع وولده الوحيد ذي الـ 12 ربيعا. يتقاسم محمد هذه المشكلة مع الكثير من اللاجئين، فسلطات ألمانيا تقول إنها لا تريد السماح للاجئين بالعودة إلى أماكن النزاع، نظرا لخطورة ذلك على حياتهم، لكن في الوقت نفسه يجد لاجئون أن الحياة لا معنى لها ما لم يجتمع شمل العائلة. وتعيق الإجراءات الإدارية المعقدة والطويلة أحيانا لم شمل العائلة، فضلا عن صعوبة خروج بعض العائلات من سورية إلى لبنان أو تركيا حيث بإمكانها أن تبدأ إجراءات الحصول على تأشيرة ألمانية. "لم نجد ما كنا نحلم به" بداية العام الجاري، أكدت وزارة الخارجية الألمانية أن السفارة العراقية في برلين أصدرت 1400 جواز سفر لعراقيين يريدون العودة إلى بلادهم، بعد أن خابت آمالهم في تحقيق ما كانوا يحلمون به حين جاءوا إلى هذا البلد. وقال لاجئون عراقيون في ألمانيا، لشبكة "DW عربية" التابعة للحكومة الألمانية، إنهم فوجئوا بظروف الحياة "القاسية" في ألمانيا وبات كل حلمهم هو العودة إلى العراق. ونقلت " DW عربية" عن إحدى اللاجئات العراقيات قولها "ما عشته هنا في ألمانيا مأساة حقيقية لن أنساها ما حييت. عشنا أياما وليالي دون طعام أو شراب، وعوملنا معاملة سيئة. صحيح أن ألمانيا فتحت باب اللجوء أمامنا، ولكنها لم تستقبلنا استقبالا حسنا. ألمانيا دمرت حياتنا". ويقف اللاجئ العراقي عبد الحسن عبد الله في مطار تيغل بالعاصمة برلين منتظرا الطائرة التي ستقله وزوجته وأطفالهما الخمسة إلى بغداد. كان هذا الشاب المتحدر من البصرة يعد الساعات المتبقية للوصول إلى الوطن. يقول إنه تخلى عن حلم العيش في ألمانيا، التي عبر من أجلها أربع دول ودفع أموالا طائلة للمهربين من أجل الوصول إليها. وإذا كان حلم العودة للاجئ العراقي عبد الله يمكن تحقيقه، فإنه بالنسبة للاجئين سوريين محفوف بالمخاطر. وحسب وكالة أسوشيتد برس يعتزم مئات اللاجئين خوض مغامرة جديدة لا تقل خطورة في بعض فصولها عن رحلة اللجوء، إذ يرغب العشرات في شراء تذاكر إلى أثنيا ومن ثم الدفع للمهربين لأخذهم إلى تركيا ومنها يتبعون الطريق نفسها للوصول إلى مدنهم التي هجروها ذات لحظة يأس وخوف من ويلات النزاع. وقال اللاجئ السوري محمد إنه سبق أن اشترى تذكرتين للسفر، لكن السلطات الألمانية منعته من السفر، وهو الآن مصر على أن يكرر المحاولة حتى يستطيع أن يعانق عائلته من جديد. وينتظر اللاجئ السوري عبد الله الحموي، من جهته، بكثير من الصبر أن تلد زوجته حتى يحزم حقائبه للعودة إلى سورية التي تركها سنة 2014. يقول الحموي إن سلطات اللجوء في ألمانيا حاولت إقناعه مرارا بالبقاء، لكنه يريد العودة بصفة نهائية.