بعض مدارس سوريا تمحو الأسد من المناهج لكن التوتر يتصاعد بشأن اللغة الكوردية

بعض مدارس سوريا تمحو الأسد من المناهج لكن التوتر يتصاعد بشأن اللغة الكوردية
2017-09-07T20:10:00+00:00

شفق نيوز/ تضج المدارس القليلة، التي لم يدمرها تنظيم الدولة الإسلامية والتي تتناثر على جدرانها آثار الرصاص، بأصوات التلاميذ وهم يتعلمون للمرة الأولى منذ سنوات.
وفي قرية حزيمة، شمالي الرقة، أعطى المعلمون دروسا في الهجاء للفصول المكتظة بالتلاميذ في أحد أيام الصيف الحالي قبل أن يبدأ الفصل الأول من العام الدراسي الجديد.
وقال معلم يدعى أحمد الأحمد وهو يقف إلى جانب فتحة بجدار المدرسة خلفها انفجار لغم أصاب زميلا له ”المهم الآن هو عودة الأطفال إلى فصول الدراسة“.
وأغلق التنظيم المتشدد هذه المدرسة وكثيرا غيرها في شمال سوريا بعدما سيطر على المنطقة في 2014 بعد ثلاثة أعوام على بداية الحرب الأهلية في البلاد. وبدلا من ذلك شرع في تعليم الأطفال الفكر المتطرف في المساجد.
ولكن بعد طرد قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف عسكري تسانده الولايات المتحدة، مسلحي الدولة الإسلامية من معظم الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في الرقة ومحيطها يشير الجدل المتصاعد بشأن التعليم إلى التوتر العرقي المتوقع أن يطفو على السطح في المستقبل.
وتعتبر المواد الدراسية التي يتعين تدريسها في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية من الأسئلة العديدة المتعلقة بكيفية إدارة الأجزاء التي يغلب العرب على سكانها في شمال سوريا بعد دخولها تحت سيطرة الكورد.
وستدرس المدارس في أنحاء الرقة هذا العام منهجا جديدا يستند إلى الكتب القديمة لكنه يمحو فكر حزب البعث الذي يمثله الرئيس السوري بشار الأسد وهو قرار وافق عليه المعلمون العرب والكورد على السواء.
لكن مسؤولا في قوات سوريا الديمقراطية طرح فكرة تدريس اللغة الكوردية في مدارس الرقة وهي فكرة أثارت حفيظة المسؤولين المحليين.
وعلى عكس المناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والتي تدرس الكوردية منذ سنوات لا توجد خطط حتى الآن لتدريس تلك اللغة في الرقة التي يهيمن عليها العرب.
ويقول المسؤولون إن ذلك سيحتاج إلى توافق عام في الرأي ملمحين إلى مخاوف من أن إضافة هذه اللغة إلى المناهج على نحو متسرع يمكن أن تحدث اضطرابات.
وقال الأحمد ”ما في أي مشكلة مع تعليم الكوردية. (لكن) إذا فرضوها راح يكون في مشاكل“.
* استياء من سلطة الكورد
يقول مسؤولون إن وحدات حماية الشعب الكوردية تسيطر على مناطق شمال شرق سوريا منذ بدايات الحرب التي بدأت قبل ست سنوات والتي تخضع الآن لإدارة حكم ذاتي يعارضها الأسد. وتسيطر قواته على المراكز السكانية الرئيسية في الغرب وتتقدم كذلك على حساب الدولة الإسلامية وقوات تدعمها تركيا.
وجميع المجموعات العرقية ممثلة في الهيئات المحلية التي تدير المناطق ذات الأغلبية العربية التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية بعد طردها لمقاتلي الدولة الإسلامية لكن منتقدين يقولون إن الأكراد يهيمنون على صنع القرار.
وتشير مقابلات أجرتها رويترز مع مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية والسلطات المحلية إلى استياء من السلطات الكوردية بسبب خطط التعليم.
وقال مستشار كبير لقوات سوريا الديمقراطية ومنسق يعمل مع التحالف الأمريكي إنه يعتقد أن اللغة الكوردية سيجري تدريسها للتلاميذ الكورد في أنحاء الرقة هذا العام على غرار ما يحدث في المدارس الأخرى في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وقال آمد سيدو عبر الإنترنت ”أي مكون له الحق في التعلم بلغته وهذا ينصب في صلب مشروعنا الديمقراطي“.
وفوجئ المسؤولون في مجلس الرقة المدني، وهو هيئة حكم محلي تشكلت حديثا، بهذا القرار.
وقال عمار الحسين المسؤول بلجنة التعليم في المجلس في مكتبه ببلدة عين عيسى ”لا.. ما يصير بدون استشارة معنا والمجلس هو اللي لازم يتفق...توجد حاليا العربية مع دروس إنجليزية وفرنسية“.
وأضاف مرددا ما قاله العديد من أعضاء المجلس إن الكوردية ستدرس فقط إذا طلبت الأسر ذلك وإذا كان هناك ما يكفي من المعلمين المؤهلين وإذا أقر المجلس العربي الكوردي ذلك.
وقال مسؤول آخر بلجنة التعليم يدعى علي شنه ”في حال اتفق الشعب الموجودين هنا ... (والسلطات) بس يتفقوا ما في أي اعتراض... هو يعرف اللغة الكوردية شو بده يتعلم“.
وذكر معلم زج به الأسد في السجن لإصدارة مجلة بلغة كوردية ”أبغض هذا الاتجاه. إنه جهل..إنه نفس تفكير (تنظيم الدولة الإسلامية)“.
* مخاوف من الاضطرابات
تسببت الحساسية بشأن اللغة في اضطرابات بالفعل في الحسكة إلى الشمال الشرقي وهي منطقة تسيطر عليها منذ سنوات وحدات حماية الشعب الكردية حيث يجري تدريس منهج جديد بالعربية والكوردية وكلتيهما لغة رسمية.
وقال مصطفى بالي المسؤول بقوات سوريا الديمقراطية إنه لا توجد نية لفرض اللغة الكوردية على العربية أو كبح العربية.
وأضاف ”أنا لا أؤيد التوجه العنصري باتجاه اللغة. لكن حاليا في (يوجد) توجه لدى الكثير من الشباب الكوردي إنه يمنعوا تدريس اللغة العربية في المناطق الكوردية كانتقام من مرحلة البعث“.
وتعلي مناهج البعث القومية العربية على الهوية العرقية. وكان التلاميذ الكورد يعاقبون إذا تحدثوا بلغتهم الأم في أفنية المدارس. والآن يتعلم الكورد الكوردية حتى في بعض البلدات ذات الأغلبية العربية.
والمسؤولون الكورد في الرقة مصممون على فرض أسلوبهم على الرغم مما يقولون إنها تهديدات محتملة من الأسد أو تركيا.
وقالت ليلى مصطفى الرئيسة المشاركة لمجلس الرقة المدني ”لن نسمح لتركيا أو أي شخص آخر أن يتدخل في شؤوننا الداخلية. نحن من نقرر ما ندرس أو لا ندرس“.
وفي مدرسة حزيمة يساور المعلمين القلق بشأن كل من إرث الدولة الإسلامية والأسد ومن الاضطرابات السياسية في المستقبل.
وقال معلم يدعى أحمد سعود ”طفل راح يغني أناشيد الدولة الإسلامية“.
ويقول المعلمون إن مناهج البعث ”العنصرية“ تساعد في إذكاء الصراع السوري وإنهم قلقون من تدريس المنهج الجديد.
وقال أحمد الأحمد دون أن يحدد الجماعات التي يشير إليها ”من الملح أن نبدأ الدراسة. المرحلة التالية ستكون صعبة... ستكون هناك محاسبة بين الفصائل... محاسبة بشكل عام“.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon