بعد ليلة بوتين التاريخية.. اعتراف سوري وحوثي.. وفصائل عراقية تنضم قريباً
شفق نيوز/ لا يوجد حدث سياسي او عسكري مهم عالمياً الا وكان له وقع وتداعيات على منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً الدول العربية منها، ولا سيما اذا كان الحدث مرتبطا بالولايات المتحدة والغرب أو روسيا، فكيف اذا كان الحدث مرتبط بالاثنين معا؟.
فقد جاءت أحداث استعدادات "الغزو" الروسي لأوكرانيا وآخرها اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بجمهوريتين تعدهما أوكرانيا جزءا منها، مقابل تحركات أمريكية واوربية لمواجهة بوتين عبر تهديدات ووعيد وتحركات لمنع وقوع المحظور وابتلاع "الدب" الروسي لجارته المقربة من الناتو.
ووسط هذا الحراك المستعر أوربياً، انتقل الحدث أو نقله العرب لأنفسهم مرة تأييداً لروسيا، ومرة "نكاية" بالدور الأمريكي؛ وذلك باعتراف السوريين واليمنيين بالجمهوريتين ودفع فصائل مسلحة عراقية للاعتراف بهما بالضد من واشنطن بينما كان الجانب الإيراني "هادئاً "مراقباً للوضع بـ"حساسية".
أول دولة عربية تعترف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك
وتعد سوريا ، حليفة روسيا عربياً، اول دولة عربية تعترف بجمهوريتي "دونيتسك ولوغانسك" اللتين وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم أمس مرسوماً بسيادتهما "بصورة فورية"، وأدلى بخطاب تلفزيوني مطول وجهه الى الشعب الروسي ولكنه كان يحمل عناصر القوة الروسية وأمر بحماية روسية في المنطقتين المعلنتين روسياً جمهوريتين مستقلتين.
وبعد ساعات قليلة من الإعلان الروسي جاء القرار السوري على أعلى المستويات ليؤكد الاعتراف بالجمهوريتين.
وقالت الرئاسة السورية في بيان اطلعت عليه شفق نيوز إن "موقفها بخصوص الاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، سبق أن أعلنته قبل نحو شهرين، خلال زيارة وفد برلماني إلى دمشق".
وأضافت الرئاسة السورية أن "موقف سوريا ينطلق من يقينها أن الأزمة الأوكرانية هي مشكلة أوجدتها الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة لتقسيم الشعوب وتقويض الأمن القومي الروسي، ومن مبدئها الثابت بأنّ مواجهة السياسات الغربية هي مصلحة مشتركة ودائمة لكل الشعوب المناهضة للهيمنة، ويجب التصدّي لها بكل الأشكال الممكنة".
وأكدت الرئاسة السورية أنها "مستعدة للعمل على بناء علاقات مع جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك وتعزيزها في سياق المصالح المشتركة والاحترام المتبادل".
واكد هذا الموقف وزير الخارجية السوري فيصل المقداد خلال مشاركته في منتدى فالداي في موسكو، اليوم الثلاثاء، قائلا إن بلاده تدعم قرار الرئيس فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي (لوغانسك ودونيتسك) وستتعاون معهما.
وربط المقداد موقف بلاده بما يجري على ارض بلاده قائلا إن "قوات الاحتلال الأمريكي والميليشيات الانفصالية المدعومة منها تواصل سرقة ثروات الشعب السوري من نفط وقمح.. الولايات المتحدة والغرب يواصلان دعم الإرهاب في سورية الأمر الذي يشكل تهديدا لمنطقة الشرق الأوسط والعالم".
نكاية بالامريكيين ... الحوثي يؤيد الاعتراف الروسي بالجمهوريتين المستقلتين
من جهتها أعلنت جماعة الحوثي التي تسيطر على مقاليد الحكم في اليمن حالياً، عن تأييد الاعتراف الروسي بدونيتسك ولوغانسك جمهوريتين مستقلتين، بل ونقلت "تخوفها" من استنزاف مقدرات موسكو، بما يدل على تطور العلاقة بين الطرفين.
وقال القيادي في جماعة "أنصار الله" الحوثية، محمد علي الحوثي، على حسابه في "تويتر"، واطلعت عليه شفق نيوز "نؤيد الاعتراف بدونيتسك ولوغانسك جمهوريتين مستقلتين، وندعو إلى ضبط النفس وعدم الانزلاق في حرب يراد لها استنزاف القدرات الروسية".
ويأتي الموقف الحوثي كرد فعل ونكاية بالموقف الأمريكي الذين يعتبرونه مسانداً للتحالف العربي بقيادة السعودية ضد السيطرة الحوثية في اليمن، واتهامهم واشنطن بتسليح السعوديين وحلفائهم بالأسلحة لاستخدامها ضد اليمنيين، بحسب الحوثي.
على غرار الحوثي.. فصائل عراقية تدفع للاعتراف بجمهوريتي بوتين.
وعلى غرار المحور المناوئ للامريكيين، نقلت مصادر مقربة عن جماعات وفصائل مسلحة عراقية رغبتها الاعتراف بالجمهوريتين اللتين أعلنت عنهما روسيا.
وتوقعت هذه المصادر لوكالة شفق نيوز ان "تعلن هذه الفصائل عن اعترافها بالجمهوريتين ضمن حملة العداء المستمر بين الجانب الأمريكي وهذه الفصائل وللتقرب أكثر من الجانب الروسي، وربما يقود ذلك الى اتفاقات وتفاهمات بين الجانب الروسي وهذه الفصائل التي يعمل بعضها خارج الحدود وتحديدا في الجانب السوري الى جانب القوات الروسية، وقد يكون تجهيز السلاح الروسي لهذه الفصائل من ضمن التفاهمات بين الطرفين كجزء من الود المتبادل".
وبينت هذه المصادر أنه "حتى في حال، اعتراف هذه الفصائل او الجماعات المسلحة بالدولتين الناشئتين وفق الرؤية الروسية، فهو اعتراف غير رسمي، لكنه سيحدث بالتأكيد تأثيراً على العلاقات الأمريكية – العراقية خصوصا مع الصمت الحكومي العراقي عن تطورات الموضوع وحساسية علاقة الحكومة الحالية بكل من الولايات المتحدة وروسيا"، مبينة انه "لم يكن هناك موقف سياسي عراقي واضح غير دعوة سياسية اطلقها زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم للسفير الروسي بضرورة تجنب الحرب بين موسكو وكييف".
ايران الحليف الدائم لروسيا .. موقف ضبابي واعتراف مؤجل
وعلى غير العادة بين الحلفاء، فقد علقت طهران والمعروفة بحمايتها لما يعرف بـ"محور الممانعة" ضد الامريكان على مسالة الاعتراف الروسي بأنها "تتابع القضايا المتعلقة بأوكرانيا بحساسية".
وعلق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في تصريحات اطلعت عليها شفق نيوز بالقول إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس و تعتقد ضرورة تجنب أي عمل من شأنه تصعيد التوترات".
ودعا خطيب زادة جميع الأطراف إلى "العمل من أجل تسوية الخلافات من خلال الحوار وفي إطار سلمي"، مضيفا: "تدخلات الناتو وأعماله الاستفزازية بقيادة الولايات المتحدة أدت إلى المزيد من تعقيد الوضع في المنطقة".