بعد ركود دام أسابيع ... العيد يدفع العوائل البغدادية نحو أسواق الملابس (صور)

بعد ركود دام أسابيع ... العيد يدفع العوائل البغدادية نحو أسواق الملابس (صور)
2025-03-25 19:06

شفق نيوز/ بالتزامن مع اقتراب عيد الفطر، وتحديداً بعد فترة الإفطار في الأسبوع الأخير من شهر رمضان، يهرع البغداديون للمحال التجارية لشراء ملابس جديدة لاستقبال أيام العيد الذي حددت الحكومة العراقية عطلته لأسبوع كامل.

وتشهد الأسواق حركة واسعة حيث تكتظ بالعائلات التي تتجول بين محال الأحذية والملابس النسائية والرجالية والأطفال أيضاً الذين لهم دوماً حصة الأسد بشراء الملابس الجديدة في الأعياد والمناسبات.

وللعيد بهجة واضحة ترتسم على محيّا الصغار والكبار، وله أيضاً طقوسه التي يتفاعل معها الجميع باعتباره مناسبة اجتماعية يحتفل بها العراقيون بشتى مكوناتهم وأطيافهم.

ويقول المواطن المسيحي، كوركيس بطرس (40 عاماً)، وهو يتجول في محال الملابس بمنطقة المنصور وسط بغداد، إن "المسيحيين يشاركون إخوتهم المسلمين بعيد الفطر، كما يشارك المسلمون المسيحيين أعيادهم، وهذا أمر اعتدناه ودأبنا عليه منذ عشرات السنين".

ويضيف في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "من ضمن استعداداتنا لعيد الفطر، شراء الثياب الجديدة للأطفال بشكل خاص، وذلك يأتي ضمن تقليد سنوي اعتدنا عليه".

ويلفت إلى أن أطفاله دائماً يبادرونه بالسؤال حول موعد ذهابهم لشراء ثياب العيد، لأن ذلك "أمر راسخ في أذهانهم، لذا نحن نشتري لهم الثياب أسوة بأقرانهم، ليخرجوا يوم العيد بحلة جديدة".

وانتعشت محال الملابس بعد فترة ركود في عملية البيع خلال شهر رمضان، وأعلن أصحاب المحال عن خفض الأسعار لبعض الملابس لتصفية بضائعهم استعداداً لاستقبال بضاعة العيد.

ويشير فؤاد غالب (25 عاماً)، صاحب محل بمنطقة المنصور، إلى أن "إقبال المواطنين على شراء الملابس خلال الفترة الماضية كان قليلاً، لأن كثيراً من الناس كانوا منشغلين بالصيام فتكاد الحركة تكون معدومة من هذه الناحية".

ويؤكد في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "شح البيع أدى إلى تراكم الملابس الشتوية في المحل، لذا نحن نسارع إلى بيعها بأسعار مخفضة قبل انتهاء الموسم".

ويبين غالب، أن "خفض الأسعار واقتراب العيد أسهم في تنشيط حركة البيع والشراء بشكل لم يكن معهوداً خلال الشهرين الماضيين".

وينوه إلى أن "خفض أسعار الملابس والحقائب والأحذية النسائية والأطفال لا يعني بيعها بخسارة، بل يعني على أقل تقدير بيعها بمبلغ يوازي ثمن كلفتها أو يفوق ذلك بقليل".

ويأتي نشاط الحركة في الأسواق البغدادية مع استلام بعض موظفي الوزارات رواتبهم، لذا يسارع بعضهم إلى شراء مقتنيات العيد منتهزين فرصة التخفيضات على الملابس.

وتقول الموظفة إسراء باسم (32 عاماً)، وهي تتبضع بمنطقة المنصور "فور استلام راتبي الشهري اصطحبت الأطفال لشراء ملابس جديدة لهم وشراء بعض لوازم العيد".

وتشير في حديثها لوكالة شفق نيوز، إلى أنها اعتادت شراء الملابس والمتطلبات الأخرى قبل العيد بأيام معدودة خوفاً من الزحام الشديد وارتفاع الأسعار التي تقفز بشكل فاحش قبيل العيد بيومين.

بدوره يصطحب علي كاظم (36 عاماً) أطفاله الثلاثة وهو يذرع شوارع المنصور للعثور على محل مناسب لشراء الملابس، ويقول لوكالة شفق نيوز "من العادات التي رافقتني منذ زواجي وحتى الآن شراء ملابس جديدة لزوجتي وأطفالي مع حلول العيد".

ويلفت إلى أنه "نادراً ما أشتري لنفسي ثياباً جديدة في الأعياد، لأن المهم عندي هو سد حاجة زوجتي وأطفالي ويجعلهم فرحين بهذه المناسبة، خاصة وأنني بعد أن استلمت الراتب زال عني قلق التفكير في شراء الملابس والمقتنيات الأخرى".

ولم تختلف محال الملابس وغيرها في المناطق الشعبية عن سواها من الأحياء البغدادية الراقية.

وشهدت محال وأسواق مدينة الصدر شرقي بغداد إقبالاً واضحاً من قبل المواطنين على شراء الملابس وبعض المستلزمات الضرورية الأخرى.

وتوضح المواطنة قاهرة الدلفي (22 عاماً)، أنها ترغب بشراء الملابس والعطور ومواد التجميل قبيل العيد خشية ارتفاع الأسعار.

وتؤكد في حديثها لوكالة شفق نيوز، أنه "خلال الأيام التي يقترب فيها العيد تصبح الحركة شديدة للغاية في الأسواق والمحال التجارية ويكون الزحام على أشده، وهو ما يشكل عائقاً أمام خروجي للتبضع وشراء ما أحتاج".

وتشير الدلفي، إلى أنها اعتادت الخروج مع عائلتها وصديقاتها أيام الأعياد، ولا يمكن لها أن تخرج معهم في العيد دون ارتداء ملابس جديدة.

وإذا كانت الملابس الجديدة أمراً مألوفاً ومبرراً لدى الأطفال الذين يمرحون في الأعياد بملابسهم الجديدة التي تجعل الانشراح بادياً على وجوههم، فما هو السر وراء رغبة الفتيات وحتى الرجال في شراء ملابس جديدة للعيد؟.

وتؤكد فاتن عبد الحمزة في حديثها لوكالة شفق نيوز "نحن الفتيات دائماً ننتهز فرصة الأعياد والمناسبات للتزين وارتداء ملابس جديدة ومميزة تختلف عن الملابس التي ترتديها في الأيام العادية".

وتضيف "إنها طبيعة الأنثى في داخلنا التي تسعى دوماً للتغيير والأناقة والتزين الذي يضفي الجمال ويقتل الملل الذي يتسلل لنا جراء رتابة الحياة اليومية ومشاكلها".

وتوضح "من المؤلم جداً أن ترى الفتيات سعيدات ومتأنقات في العيد وتراهن في المطاعم والمولات والحدائق والمتنزهات بأجمل صورة، بينما تجد فتيات أخريات ليس بوسعهن شراء الثياب أو الذهاب إلى صالونات التجميل وحتى الخروج للمتنزهات بسبب الفاقة والعوز".

وفي النهاية فإن شراء ثياب جديدة في العيد يعتبر من السنة النبوية لدى المسلمين لأنه يستحب فيه إظهار الفرح.

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon