بعد التهديد الإسرائيلي.. "المقاومة" تدعو للجهوزية القصوى وتوجه رسالة للحكومة العراقية

بعد التهديد الإسرائيلي.. "المقاومة" تدعو للجهوزية القصوى وتوجه رسالة للحكومة العراقية
2024-11-20T18:02:58+00:00

شفق نيوز/ تؤكد فصائل مسلحة منضوية تحت مسمى "المقاومة الإسلامية في العراق" على ضرورة الجهوزية القصوى وأخذ الحيطة وكل السبل التي من شأنها أن تمنع أو تتصدى للتهديدات الإسرائيلية، فيما دعت الحكومة العراقية إلى التحرك دبلوماسياً وخاصة مع الولايات المتحدة لحماية العراق من أي استهداف طبقاً لاتفاقية الإطار الإستراتيجي، فضلاً عن أهمية كسر "حصار التسليح" لتحصين الدفاعات الجوية لكي لا يبقى العراق ضعيفاً ويتلقى التهديدات.

ويقول عضو المكتب السياسي لحركة عصائب أهل الحق، سلام الجزائري، إن "الشعب العراقي والحكومة والمقاومة ضد الكيان الصهيوني، وأن عملية استهداف العراق المعني بها مفاصل الدولة، لذلك الواجب هو الجهوزية القصوى للدفاع عن أمن البلاد".

وإلى جانب "الجهوزية القصوى"، يدعو الجزائري خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى "ردود أفعال قوية دبلوماسية تقوم بها الحكومة من خلال وزارة الخارجية وإرسال رسائل قوية لمجلس الأمن والدول المؤثرة في الأمم المتحدة، وكذلك إرسال رسائل واضحة للأمريكيين بأن تهديد الصهاينة يؤدي إلى الإضرار بالمصالح بين أمريكا والعراق".

ويؤكد، أن "المقاومة جاهزة وسوف ترد بقوة على الصهاينة، وأن المصالح الأمريكية ليست ببعيدة عن ضربات المقاومة"، محذراً من أن "توجيه ضربات للعراق يعني دخول المنطقة في حرب واسعة لا يحمد عقباها".

من جهته، يقول المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء، كاظم الفرطوسي، إن "فصائل المقاومة عندما دخلت في معركة الدفاع عن الشعب العربي والإسلامي في فلسطين ولبنان، كانت تعلم أن العدو سيكون له ردود فعل على هذه الاستهدافات، لذلك ينبغي أخذ الحيطة وكل السبل التي من شأنها أن تخفف أو تمنع أو تتصدى لردود الفعل الإسرائيلية".

ويشدد الفرطوسي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "على الجميع العمل بواجبه لحماية العراق من أي استهدافات سواء بالجهد الدبلوماسي، بإجبار الولايات المتحدة التي يتحدثون عن وجود حلف إستراتيجي أمني معها، وبالتالي عليها الدفاع عن السيادة العراقية حسب الاتفاقية وإلا كانت هذه الاتفاقية من طرف واحد وحبر على ورق، أو الذهاب إلى الجمهورية الإسلامية والسماح للدفاعات الجوية الإيرانية بالدخول إلى الأراضي العراقية للدفاع عن سيادة البلدين ويكون هناك دفاع مشترك بينهما".

ويضيف "وكذلك ينبغي العمل على الجهود العسكرية وهي الأهم، وأن تعتبر الحكومة العراقية التهديد الإسرائيلي فرصة لتحصين دفاعاتها الجوية، وتكسر الحصار الأمني والتجاري والاقتصادي على العراق من خلال التحكم بعقود التسليح وغيرها، وأن تقوم بتسليح العراق بسلاح يستطيع الدفاع به عن سيادته، فلا يمكن أن يبقى العراق ضعيفاً ويتلقى التهديدات".

وعن الاستعدادات العراقية لمواجهة التهديدات الإسرائيلية، يوضح الباحث في الشأن السياسي، أحمد الياسري، أن "الاستعدادات العراقية لمواجهة أي محاولة إسرائيلية لتوسعة الصراع في المنطقة واستهداف العمق العراقي هي استعدادات دبلوماسية معتمدة على مبدأ التنسيق مع الجانب الأمريكي فقط".

ويرى الياسري خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "هذه الاستعدادات كانت واضحة في رسالة السوداني إلى ترامب، بأن العراق يحاول نقل التنسيق من بايدن إلى ترامب، لكن الرهان على هذا الأمر صعب، لذلك يجب أن تكون الرهانات داخلية بأن تحاول حكومة السوداني ضبط إيقاع الفصائل وتمنع استهداف إسرائيل من الأراضي العراقية الذي هو مبرر تستخدمه إسرائيل لفتح حرب مع العراق كما فعلت مع لبنان باستثمار استهدافات حزب الله".

ويتابع "لذلك على حكومة السوداني العمل من الداخل أيضاً وليس الاعتماد على المواقف الخارجية بالتنسيق مع الجانب الأمريكي أو الأوروبي رغم أهميته".

بدوره، يرجع الخبير الأمني، مخلد الدرب، أسباب اللجوء إلى الدبلوماسية إلى أن "العراق لا يمتلك وسائل ردع عسكرية كافية للرد على الكيان الصهيوني إذا ما استهدف مواقع داخل البلاد، لكن هناك بند في اتفاقية الإطار الإستراتيجي مع الولايات المتحدة يتيح للأخيرة حماية العراق إذا ما حصل أي اعتداء خارجي عليه".

ويضيف لوكالة شفق نيوز "لذلك تحاول الحكومة العراقية ايجاد حل دبلوماسي، كما هناك محادثات وطاولة حوار تجرى بين الحكومة وجميع الأطراف سواء الفصائل أو الجهات الخارجية لإبعاد العراق عن مثل هكذا استهدافات ومنع جر البلاد في الصراع".

وكان رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، وصف أمس الثلاثاء، الرسالة التي أرسلتها إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي، بأنها "ذريعة" للاعتداء على العراق، وتحقيقاً لمساعي الكيان المستمرة نحو توسعة الحرب في المنطقة.

وشدد السوداني، في بيان، على أن العراق يرفض هذه التهديدات، وأن قرار الحرب والسلم هو قرار بيد الدولة العراقية، وغير مسموح لأي طرف بأن يصادر هذا الحق، لافتاً إلى رفض العراق الدخول في الحرب، مع الثبات على الموقف المبدئي بإنهائها، والسعي لإغاثة الشعبين الفلسطيني واللبناني.

من جهته، قال سبهان الملا جياد، مستشار الشؤون السياسية لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إن "إسرائيل تريد استغلال شعار وحدة الساحات لتنفيذ عدوان على العراق، والشكوى المقدمة من قبلها ضد العراق أمام مجلس الأمن الدولي تهدف إلى إظهار الحجة والمبرر أمام المجتمع الدولي في حال نفذت أي ضربة على العراق".

وأضاف جياد في تصريح سابق لوكالة شفق نيوز، أن "موقف الحكومة العراقية واضح برفض استخدام الأراضي العراقية من قبل الفصائل المسلحة لمهاجمة إسرائيل، كذلك ترفض أي عمل عدوان إسرائيلي على تلك الفصائل داخل الأراضي العراقية".

وكشف، أن "الحكومة العراقية سوف تنقل هذا الأمر إلى التحالف الدولي، على اعتبار أن الدفاعات الجوية العراقية غير متهيئة لحماية الأجواء العراقية، حتى يكلف هذا التحالف بحماية الأجواء تحسباً لأي طارئ، كما أن الجانب الأمريكي سيكون له دور إيجابي بمنع أي عدوان إسرائيلي مرتقب على العراق".

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، حمّل أول أمس الاثنين، الحكومة العراقية مسؤولية "كل ما يحدث على أراضيها"، مشدداً على أن تل أبيب لها الحق في الدفاع عن النفس.

وقال الوزير الإسرائيلي في بيان: "لقد بعثت مساء اليوم برسالة إلى رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة طالبت فيها باتخاذ إجراءات فورية بشأن نشاط الميليشيات الموالية لإيران في العراق، والتي تستخدم أراضيها لمهاجمة إسرائيل".

وأكد، أن "الحكومة العراقية مسؤولة عن كل ما يحدث على أراضيها وأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها كما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، لحماية نفسها ومواطنيها".

وأضاف جدعون "دعوت مجلس الأمن إلى التحرك بشكل عاجل للتأكد من أن الحكومة العراقية تفي بالتزاماتها بموجب القانون الدولي ووقف هذه الهجمات على إسرائيل".

يأتي ذلك بعد أن كشف مصدر حكومي في وقت سابق لوكالة شفق نيوز، عن وجود ضغوطات أمريكية وصفها بـ"الكبيرة"، وتهديدات إسرائيلية لمنع الفصائل المسلحة العراقية من استخدام الأراضي العراقية لضرب أهداف داخل إسرائيل.

وقال المصدر، إن "الجانب الأمريكي عمل منذ فترة بالضغط على الحكومة العراقية لمنعها الفصائل المسلحة من استخدام الأراضي العراقية في ضرب أهداف إسرائيلية، والجانب الأمريكي أوصل تهديداً إسرائيلياً واضحاً بأن استخدام الأراضي العراقية من قبل الفصائل سيدفع للرد على الفصائل داخل الجغرافية العراقية، بدل السورية".

كما كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بأن خطط إسرائيل بشأن أي تصعيد من جهة العراق تبدأ من ضرب البنية التحتية والمنشآت ثم الانتقال إلى عمليات اغتيال مركزة تطال شخصيات في الفصائل المسلحة.

وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولي استخبارات إسرائيليين وأمريكيين، أن إيران قد تزيد من استخدام وكلائها في العراق رداً على عمليات الجيش الإسرائيلي في لبنان وغزة.

وأشارت "معاريف" إلى أن هناك مخاوف من أن إيران قد قامت بالفعل بتهريب صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى العراق كرد على الضربات الإسرائيلية في إيران.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon