بضمنها الدفاع والأمن.. السعودية تقحم الصين بشراكات شرق أوسطية
شفق نيوز / في القمة العربية الصينية، التي تحتضنها الرياض، تبدو خطوات السعودية هذه المرة حثيثة لإقحام بكين في شراكات شرق أوسطية مهمة، من شأنها تحقيق طموح الدولة الآسيوية العظمى، بتأمين ما يسمى بمبادرة "الحزام والطريق".
ووقع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس الخميس، اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الرياض وبكين.
الدفاع والأمن
وأكد الجانبان السعودي والصيني، عزمهما على "تطوير التعاون والتنسيق في المجالات الدفاعية، وتعزيز ورفع مستوى تبادل المعلومات والخبرات في مجال مكافحة الجرائم المنظمة، وتعزيز التعاون وتنسيق الجهود وتبادل الخبرات في مجالات الانذار الاستخباراتي المبكر وتقييم المخاطر الأمنية، ومكافحة الجرائم المعلوماتية، بما يخدم ويحقق المصالح المشتركة للبلدين".
وجدد الجانبان التأكيد على "رفض واستنكار الإرهاب والتطرف بكافة أشكالهما، ورفض ربط الإرهاب بأي ثقافة أو عرق أو دين بعينه، ورفض ممارسة ازدواجية المعايير في مكافحة الإرهاب، وأهمية نشر ثقافة الاعتدال والتسامح. كما أشادا بمستوى التعاون الأمني بين البلدين الصديقين في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله".
وأبدى كل من الصين والسعودية، عزمهما "مواصلة التنسيق وتكثيف الجهود الرامية إلى صون السلم والأمن الدوليين، واستمرار التنسيق بينهما في المنظمات ذات الصلة، والدعوة إلى الحوار البناء بما يحقق مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والمبادئ الأساسية للعلاقات الدولية".
الشأن السياسي
وفي هذا الصدد، أكد الجانبان، دعمهما الكامل لـ"الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية"، كما أشاد الجانب الصيني بـ"مبادرة المملكة لإنهاء الحرب في اليمن، وجهودها ومبادراتها العديدة الرامية إلى تشجيع الحوار بين الأطراف اليمنية".
وفي الشأن الإيراني، شددت الصين والسعودية، على ضرورة "تعزيز التعاون المشترك لضمان سلمية برنامج إيران النووي"، داعين إيران إلى "التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمحافظة على منظومة عدم الانتشار، واحترام مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".
مجال الطاقة
وشددت الصين والسعودية، على ضرورة "تعزيز تعاونهما في هذا المجال يعد شراكة استراتيجية مهمة"، منوهين إلى "حجم التجارة النفطية بينهما وأسس التعاون الجيدة لما تتميز به المملكة من موارد نفطية وافرة، وما تتميز به الصين من سوق واسعة".
وأشار الجانبان، إلى أن "تطوير وتوطيد التعاون بينهما في مجال النفط يتفق مع المصالح المشتركة للجانبين"، لافتين إلى "أهمية استقرار أسواق البترول العالمية".
ورحبت الصين بـ"دور السعودية في دعم توازن واستقرار أسواق البترول العالمية، وكمصدّر رئيسي موثوق للبترول الخام إلى الصين"، وفق ما ذكرت وكالة "واس".
وتشمل الفرص الاستثمارية "الاستخدامات المبتكرة للموارد الهيدروكربونية، وكفاءة الطاقة، وتوطين مكونات قطاع الطاقة وسلاسل الإمداد المرتبطة بها، وتعزيز التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والتعاون في تطوير التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والابتكار في قطاع الطاقة".
التغير المناخي
في هذا المجال، رحب الجانب الصيني بإطلاق المملكة لمبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الاخضر"، وحث الجنابان "الدول المتقدمة على أخذ مسؤولياتها التاريخية على محمل الجد، وأن تفي بجدية بتعهداتها وتقوم بتخفيض الانبعاثات بشكل كبير قبل الموعد المستهدف، ومساعدة الدول النامية بشكل ملموس على تعزيز قدراتها على مواجهة تحديات المناخ من خلال الدعم المالي والتقني وبناء القدرات".
المجال المالي
أما على الصعيد المالي، فأشار الجانبان إلى أهمية "التعاون المشترك لدعم إنجاح مبادرة (إطار العمل المشترك لمعالجة الديون بما يتجاوز نطاق مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين) التي صادق عليها قادة مجموعة العشرين في قمة المجموعة برئاسة المملكة، وتنسيق المواقف ذات الصلة في المحافل الدولية".
وشددا على "أهمية تعزيز التعاون في مجال السياسات الضريبية، بما يسهم في تعزيز التعاون المالي والتجاري والاستثماري بين البلدين".
المياه والزراعة
رحب الجانب السعودي بدخول القطاع الخاص الصيني في شراكة مباشرة مع القطاع الخاص السعودي في الفرص الاستثمارية المتاحة بالمملكة، في مجالات محطات تحلية المياه المالحة، ومياه الشرب، وخطوط نقل المياه، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، والسدود، وتنظيم أنشطة تجارية بين ممثلي القطاع الخاص في البلدين لمناقشة إمكانيات الاستثمار في القطاع الزراعي والصناعات الزراعية والغذائية، وتنمية المشاريع الاستثمارية الزراعية".
الاتصالات والمعلومات
أكد الجانبان ضرورة تعزيز الشراكة في المجالات المتعلقة بالاتصالات والاقتصاد الرقمي والابتكار والفضاء، لتحقيق مستقبل رقمي أفضل للأجيال القادمة في البلدين.