الموت يتربص بالعراقيين.. الفارون من داعش او الباقون تحت رحمته
شفق نيوز/ يبدو انه لا يكتب للكثير من العراقيين النجاة بارواحهم سواء قرروا شد الرحال والفرار من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش او آثروا البقاء تحت رحمة المتشددين واحكامهم المتطرفة.
ويضطر الفارون لسلوك طرق نائية محفوفة بالمخاطر للوصول الى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة العراقية والقوات الموالية لها.
غير ان الكثير منهم يتوهون في البراري ويلقون حتفهم جوعا وعطشا في ظل حرارة الصيف التي تلامس خمسين مئوية، وتم العثور على جثث البعض، في حين بقي اخرون مجهولي المصير.
وتتركز حركة النزوح المحفوفة بالمخاطر تلك التي تكون من الحويجة بمحافظة كركوك والشرقاط في صلاح الدين.
ولا تقتصر المأساة على الوصول الى المناطق الواقعة تحت قبضة الحكومة فقط وانما يعلق الكثيرون في نقاط التفتيش على مداخل المدن حيث لا تسمح السلطات بدخولهم الا بموجب شروط من بينها وجود كفالة شخصية.
ووفق مصدر حكومي فأن عدد المتوفين وصل الى 29 شخصا، بينما تمكن اخرون من الوصول بسلام الى مداخل كربلاء وبغداد وكركوك.
ويقول جاسم محمد عطية عضو مجلس محافظة صلاح الدين لشفق نيوز انه "تمكن من توصيل ثلاثة وجبات من الفارين عن طريق كربلاء الى مناطق امنة في صلاح الدين بعدما تأكد من هوياتهم واهلهم".
وتابع بالقول "لكن هناك اعداد مضاعفة الان يصعب ادخالها"، مبينا انهم "منذ عشرة ايام في الشارع وسط حر الصيف ومن دون اي مقومات حياة على الارض وهم جميعهم فارون من مناطق سيطرة تنظيم داعش ولا يمكنهم العودة اليها مجددا".
واشار الى ان "المأساة تكمن في ان جثث المتوفين لا تزال ملقاة في منطقة حمرين الوعرة بسبب عدم امكانية رفعها في ظل الوضع الحالي بالمنطقة".
وقال عطية ان "الفارين يفرون مشيا على الاقدام في حمرين هربا من مناطق داعش لكنهم يضلون الطريق او ينتهي وقود سياراتهم بسبب وعور المنطقة ويموتون عطشا وجوعا وحرا".
وقال المسؤول العراقي ان بين الاشخاص الذين عثر على جثثهم ثلاثة اطفال وامرأتين.
ودعا عطية الى ان "تكون مشكلة النازحين من اولويات عمل الحكومة الى جانب الحرب ضد داعش"، مشددا ان "على الحكومة ان تضع وضعهم في نظر الاعتبار ومساعدتهم خصوصا وان اعداد النازحين في العراق فاقت الـ3" ملايين شخص".
ويقول خالد الجبوري وهو شاب شارك في معارك استعادة تكريت وهو من ابناء مدينة الشرقاط ان اسرته المكونة من والدته وزوجته بقيت عالقة في معبر النخيب اربعة ايام في شهر رمضان لان السلطات منعت دخولها.
واشار في حديثه لشفق نيوز ان وضعهم كان مزريا جدا هناك لكنهم عبروا في النهاية مع نازحين اخرين بعد معاناة كبيرة.
وذكر الجبوري ان اسرته دفعت اموال طائلة حتى جرى تهريبهم من الشرقاط الى حدود محافظة كربلاء.
وبحسب مصادر محلية فأن الفارين يتوجب عليهم العبور نحو نينوى ومن ثم الانبار وبعدها الانتظار على حدود كربلاء او بغداد حتى يسمح لهم بالدخول.
امام من يعبر من جهة حمرين فعليه الوصول الى حاجز الامن على مدخل مدينة كركوك ومن ثم انتظار السلطات للسماح بالمرور.
وتشير تلك المصادر لـشفق نيوز ان "اغلب الذين يفرون من الشرقاط او حتى من بعض بلدات كركوك المجاورة هم اصلا فروا من تكريت سابقا الى بيجي ومن ثم نحو كركوك او الشرقاط واغلبهم مناوئون لـداعش.