المصد الأول للعواصف الترابية في العراق يرفع الراية البيضاء
شفق نيوز/ على الرغم من أن العاصفة الترابية التي اجتاحت أغلب المدن العراقية، مع بداية أيار مايو الجاري، كانت الأشد كثافة خلال هذا العام وحجبت الرؤية، إلا أنها في الوقت نفسه كشفت عن مشاكل وبالأخص في البنية التحتية الصحية لربما لم تكن لتظهر لولاها.
وشهد العراق خلال الشهر الماضي أكثر من خمس عواصف ترابية أدت إلى دخول العشرات إلى المستشفيات لتلقي العلاج لإصابتهم بمشكلات في الجهاز التنفسي، وغلق مطاري بغداد والنجف لعدة ساعات.
وبحسب قائممقام قضاء راوة، حسين الراوي، في محافظة الأنبار غربي العراق التي تعد أولى المحافظات التي تتلقى ضربات العواصف الترابية، فإن "العواصف الترابية التي مرت بمدينة راوة لها تأثير على حياة السكان، فالكثير منهم يعانون من أمراض الصدر وتحسس بالقصبات الهوائية".
وأكد في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "مستشفى راوة لا تمتلك تجهيزات تمكنها من السيطرة على مثل هذه الحالات الجوية، التي من الممكن ان تشكل خطراً على حياة العديد من المواطنين، كون المستشفى وقبل موجة العواصف الترابية حتى، يعاني من نقص حاد في الاجهزة والاطباء الاختصاص"، واصفاً الكوادر الطبية بـ"مُتعبة جداً".
ولفت إلى أنه "فيما لو ساء الوضع الصحي لمواطنين اثنين، فلن نتمكن من السيطرة على الوضع، كوننا لا نمتلك في المستشفى سوى جهاز تنفس واحد لا غير، والمستشفى اشبه بالمهمل".
وختم الراوي كلامه بالقول "كثيراً ما طالبنا مديرية صحة الأنبار بتجهيز المستشفى بالأجهزة بالكوادر الطبية، لكننا لم نجد استجابة بحجم احتياجاتنا".
ويعد العراق من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم خصوصا بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز لأيام من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.
ويقول قائممقام قضاء حديثة، مبروك الجغيفي، إن "الكوادر الطبية في حديثة تمكنت من السيطرة على الوضع الصحي خلال مرور العواصف الترابية التي مرت في الانبار وحديثة خاصة".
وبين في حديثه لشفق نيوز، أن "هناك بعض الاختناقات البسيطة ولا وجود لحالات مستعصية".
فيما يقول مدير مستشفى قضاء الرطبة، يقين تحرير، إن "الرطبة تعرضت خلال هذا الشهر الى ما يقارب العشر موجات عواصف ترابية، وفي كل عاصفة يتم نقل 10-15 مريضاً لنا متعرضاً لحالة اختناق، وأغلب الحالات متوسطة تم التعامل معها بشكل مباشر".
واضاف في لشفق نيوز، أن "10%، من الحالات توصف بالحرجة، أضطر المرضى فيها إلى الرقود في ردهات العناية المركزة لأكثر من يومين"، مشيراً إلى أن "برغم النقص الموجود في الكوادر الطبية والنسائية خصوصاً، وليس في مستشفى الرطبة، الا أننا تعاملنا مع الحالات بشكل سريع وجيد".
كما اكد مدير قطاع الرعاية الصحية في قضاء الفلوجة، احمد سالم، لوكالة شفق نيوز، أن "موضوع العواصف الترابية ليس بالشيء الجديد علينا، لذا فأننا مسبقاً متخذين الإجراءات المتعلقة بهذا الموضوع كافة، والمراكز الطبية مجهزة بالأوكسجين بما يكفي حالات الربو والاختناق المتوقعة، لذا فأن دائرة صحة الأنبار جهزت المستشفيات مسبقاً بالمستلزمات المهمة".
واوضح أن "المراكز الصحية مجهزة بالكامل ولا شيء يستوجب القلق إذ أن المستلزمات اللازمة للأمراض المتعلقة بالعواصف الترابية موجودة في كل المراكز الطبية".
وختم بالقول "نوجه المواطنين بالالتزام بالكمامة لتجنب حالة الاختناق، والقيادة بحذر تجنباً للحالات المرورية".