المستحيل ليس دلنيا الكركوكية
شفق نيوز/ شكل غياب الرعاية الاجتماعية للدولة، في أن يلجأ الناس الى ضروب الأعمال حتى مع قسوتها او تعارضها مع بنائهم الجسدي؛ أعمال شاقة، هي بمنتهى الصعوبة على الرجل، فما بالك بالمرأة.
دلنيا دلشاد من تولد 1985، تسكن محافظة كركوك، ام لطفلين؛ بعد ان توفي زوجها تكفلت بدور الأم والأب معا، لتعيل طفليها.
تقول، دلنيا دلشاد، لوكالة شفق نيوز، التي التقت بها في كركوك "بعد وفاة زوجي اصبحت ظروفي صعبة فبدأت بالعمل ولم اسمح ان يكسر الفقر ظهري"، وتضيف "قمنا انا واطفالي بالعمل في محل صغير لبيع الفطور الصباحي، وبعد تفشي فيروس كرونا لم استطع اكمال عملي والتجأت الى اعمال مثل صبغ البيوت وسياقة المكائن الثقيلة".
وتتابع دلنيا "وفي الآخر استقريت بالعمل مع عمال البناء في تشييد المنازل؛ اخرج من الساعة 5 فجرآ حتى وقت متأخر من المساء، اعود الى المنزل لاواصل العمل بأن اخبز للناس لقاء مبالغ مالية، في سبيل ان اوفر المال لأطفالي والا يحسوا بالنقص من جميع النواحي".
وتبين ان "هذه الجرأة والعمل المتواصل من دون ان اشعر بالتعب ورثته عن ابي.. هكذا كان يربينا، فهو يشتغل بأعمال عدة في انٍ واحد، وانا جد فخورة بأبي"، وتستدرك دلشاد بالقول "مجتمعنا لا يرحم، إذ ينتقدونني لأنني اعمل في ميدان الرجال؛ وانا لا اهتم بكلام الناس كل ما يهمني اطفالي".
وتزيد "في بعض المرات يؤلمني قلبي على اطفالي لأنني لا اعطيهم حق الأمومة؛ لكنني مجبورة لكي اعيلهم، لئلا يكونوا بحاجة الى اي شخص".