القلق يسبق "الكليچة".. عراقية لأطفالها: العيد تأجل إلى العام المقبل
شفق نيوز/ للعام الثاني على التوالي، أدت الأزمات الاقتصادية والظروف التي فرضتها جائحة كورونا على العراقيين، إلى نسيان التمتع بطقوس العيد ومناسبات أخرى، لتبقى آمالهم معلقة والانعطاف إلى المنزل، وحتى هذا لن يحد من حجم القلق والمجهول الذي يراودهم وهم في المنازل، وخصوصاً الطبقتين الهشة والمتوسطة، اللتان غيبتا طقوس ما قبل العيد.
فقر وحرمان
عن ذلك، علق مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في كربلاء، ماجد المسعودي، بالقول إن "جائحة كورونا كان لها تأثير واضح على نسب البطالة، وبالتالي أدت إلى معطيات أثرت بشكل سلبي على المواطن العراقي ولاسيما بعض المواطنين في كربلاء حيث حل بهم الفقر والحرمان ما صعب عليهم التمتع بطقوس العيد والمناسبات الأخرى".
وخلال حديثه لوكالة شفق نيوز، شدد المسعودي، على ضرورة التعاون مع وزارة الشباب والرياضة على تفعيل دور التعاون وإقامة الورش التدريبية للشباب لغرض القضاء على تواجد الشباب وقتاً أكثر في الكافيهات والأماكن العامة، الذي ينذر بانحراف بعضهم إلى أمور لا أخلاقية".
وأوضح أن "إقامة ورش إلى شباب وتفعيل القطاع الخاص سوف يقضي أو يحد بشكل كبير من مشكلات عدة ومن بينها البطالة"، داعياً وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إلى "دور فعال ومتابعة الفئات الهشة وتقديم أفضل الخدمات لهم".
جنبة اقتصادية
من جانبها، أشارت عضو اللجنة الاقتصادية في البرلمان العراقي، ندى شاكر جودت، إلى أن "سبب الإنهيار الإقتصادي الذي حصل هو بسبب المضاربات في أسواق النفط التي أدت إلى انخفاض سعر البرميل، إضافة إلى ذلك أن الحكومات المتعاقبة لم تنشط أي قطاع اقتصادي بتالي أدى ذلك إلى الانهيار".
وأضافت جودت خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، "لو تم تنشيط القطاع الصناعي والقطاع الزراعي سينتعش السوق الذي بدوره كان سيقضي على البطالة".
وأردفت بالقول "لو حصل تغيير في السياسة الحاكمة الآن، وجيء بشخصيات وكفاءات لتجاوز العراقيون هكذا محن واستمتع المواطن بكل أيامة وجميع أعياده ومناسباته".
عيد لا طعم له
أما المواطنين، فرأوا أن العيد الحالي كحال الأعياد الأخيرة التي مرت عليه، لا طعم له، وسيكتفون ببعض الآمال المعلقة من العيد الماضي، على أمل أن يتبدل الحال في قادم الأيام.
المواطنة سوسن عامر، من أحد أرياف كربلاء، أشارت خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، إلى أن "في الأعوام السابقة كانت هناك طقوس خاصة نقوم بها العائلة تستبق قدوم العيد، كصنع الحلوى (الكليچة) وشراء كسوة العيد، ووضع الحناء في أيدي الأطفال وتهيئة العيدية".
وتابعت عامر، "لكن اليوم لم يحق لنا التمتع بهذه الطقوس بسبب الوضع الاقتصادي وجائحة وأغلب أزواجنا بلا عمل، لافتة إلى أنها أخبرت أطفالها إلى أن "هذا العيد تأجل إلى العام القادم".