العراقيون يترقبون تحقيق "حلم" 2025
شفق نيوز/ من المتوقع إنجاز المرحلة الأولى لمشروع ميناء
الفاو الكبير الواقع في شبه جزيرة الفاو جنوب محافظة البصرة، أقصى جنوبي البلاد،
نهاية عام 2025، ليكون إحدى الروافد الاقتصادية للموازنة وركيزة أساسية من ركائز
الاقتصاد العراقي، فضلاً عن توفيره ما لا يقل عن 150 ألف فرصة عمل لأبناء محافظة
البصرة وباقي المحافظات العراقية.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أول أمس
الخميس، تسلم الأرصفة الخمسة التي تمثل العمود الفقري لمشروع ميناء الفاو الكبير
في مرحلته الأولى، واصفاً في الوقت ذاته الميناء بأنه "مشروع العراق الأبرز،
ومشروع الشعب".
وقال السوداني خلال مراسم حفل تسلّم الأرصفة من الشركة
الكورية المنفذة للعمل، إن حكومته واجهت "تحديات كبيرة" في البدء بتنفيذ
مشروع طريق التنمية الحيوي، معتبراً مشروع ميناء الفاو الكبير بأنه سيحول الوضع
الجغرافي التاريخي للعراق.
من جهته قال وزير النقل رزاق محيبس السعداوي في كلمة له
خلال مراسم الحفل نفسه، إن: ميناء الفاو وطريق التنمية هما بوابة النمو الاقتصادي
في العراق والمنطقة.
وكان السوداني قد أكد في 14 أيلول/ سبتمبر الماضي، ضرورة
تكثيف البحث والشروحات بشأن مشروعي ميناء الفاو الكبير، وطريق التنمية والفرص التي
سيوفرانها، مشيراً إلى أن هذين المشروعين يعدان بوابة أساسية للنمو الاقتصادي في
العراق والمنطقة، وركيزة مهمة لتوسعة الاقتصاد غير النفطي.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم وزارة النقل العراقية،
ميثم الصافي، إن "ميناء الفاو هو ميناء استراتيجي مهم سيكون رئة طريق التنمية
وقلبه النابض، وهذا الميناء سيتيح للعراق أن يكون لديه إطلالة على البحر
والاستفادة من مياهه".
وأشار الصافي، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن
"هناك آفاقاً مستقبلية متعلقة بهذا المشروع العملاق، وهو يتكون من خمسة
مشاريع أخرى تمثل البنية التحتية للميناء، أبرزها الأرصفة الخمسة التي تم
استكمالها بنسبة 100%".
كما أضاف أن "الطريق الرابط بين ميناء الفاو وأم قصر
وصل إلى نسبة إنجاز 92 بالمائة، كما وصل النفق المغمور وهو أحد المشاريع المهمة
واللوحة العمرانية الرائعة في ميناء الفاو الكبير إلى نسبة إنجاز عالية
أيضاً".
وزاد بالقول: "كما تم غمر القطع العشرة لمشروع النفق
المغمور في حوض النفق من أجل سحبها إلى قناة خور الزبير ووضعها في الخندق المخصص
لها، لتكون هناك عملية استكمال ربط ضفتي الطريق المؤدي من ميناء الفاو باتجاه
مدينة أم قصر ثم مدينة صفوان".
وعن المشروع الثالث، أوضح الصافي، أنه "القناة
الملاحية" التي وصلت نسب الإنجاز فيها إلى 77%، كما هناك مشروع "ساحة
الحاويات" ووصلت نسبة إنجازها إلى 88%، كما هناك مشاريع متعددة مثل كاسر
الأمواج، وهذا كامل مع مدخل الميناء بنسبة 100%.
وأكد أن "أهمية ميناء الفاو تنسجم مع طبيعة
الاستفادة منه، كون هذا المشروع مخصص للحمولات الكبيرة والمتوسطة، وسيكون هناك ربط
بين آسيا وأوروبا عن طريق هذا الميناء"، مبيناً أن "ميناء الفاو متعلق
بمشروع أكبر الذي هو مشروع طريق التنمية، حيث إن ميناء الفاو أحد مكونات هذا
المشروع، باعتبار أن مشروع طريق التنمية وكذلك الخط السككي والبري يمثلان ثلاثة
مكونات رئيسية لمشروع طريق التنمية".
ولفت إلى أن "هناك زيارات ميدانية من تركيا إلى
الميناء، وكذلك من لجان مختصة من دول أجنبية متقدمة في العمل المينائي، كما هناك
زيارات مستمرة من وفود عربية وآسيوية للاطلاع على عمل الميناء"، مؤكداً أن
"ميناء الفاو سيمثل ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد العراقي والذي سيذهب به
إلى التنوع الاقتصادي بدل الأحادية بالاعتماد على النفط والاقتصاد الريعي".
واختتم الصافي بالقول إن "ميناء الفاو سيكون مخصصاً
لتطوير المشاريع المستقبلية منها إنشاء أكبر منطقة صناعية في الشرق الأوسط تنسجم
مع التطور التكنولوجي العالمي، كما سيتم الاستفادة من سواحل الميناء لقضايا
السياحة وغيرها".
من جهته، أوضح رئيس اللجنة المالية والإدارية في مجلس محافظة
البصرة، الدكتور شكر محمود العامري، أن "استلام الأرصفة الخمسة التي هي أحد
المشاريع في ميناء الفاو الكبير تعتبر ذو أهمية استراتيجية للعراق وبداية لتحقيق
حلمه بأن يكون له ميناء مستقل يطل على الخليج العربي ذو غاطس كبير يستقبل السفن
العملاقة".
وبين العامري خلال حديثه للوكالة، أن "هذه المرحلة
التي اكتملت فيها خمسة أرصفة بطول 1750 متر، سيتبعها تأثيث هذه الأرصفة وبالوقت
نفسه قدوم شركات متخصصة لإدارة عملية التشغيل".
وهناك أربعة مشاريع أخرى في طور الإنجاز، وهي الطريق
الرابط بين الفاو وأم قصر، ووصل إلى نسبة إنجاز نحو 90 بالمائة، والنفق المغمور
والقناة الملاحية وأعمال الحفر والردم البحرية وساحة الحاويات، وفق العامري.
ونبه إلى أن "المشاريع أعلاه ستنجز حسب ما مخطط لها
عام 2025، وفي نهاية عام 2025 قد يُفتتح الميناء كمرحلة أولى لاستقبال السفن ويعمل
بخمسة أرصفة وأثناء هذه المرحلة من الممكن أن تباشر وزارة النقل بإكمال إنجاز باقي
الأرصفة، حيث إن للميناء 99 رصيفاً موزعة على ثلاث مراحل تنتهي جميعها حسب المخطط
عام 2038".
وأكد أن "من الممكن البدء بالأرصفة الخمسة على أن
يتم تعزيزها تباعاً، حيث إن مساحة ميناء الفاو تبلغ 54 ألف دونم، وعلى امتداد هذه
المساحة ستكون فيها أعمال تستقطب الأيدي العاملة بمستوياتها كافة".
ولفت إلى أن "من المخطط للميناء أن يحقق 200 ألف
فرصة عمل فيما لو عمل بكامل طاقته، وتم الاتفاق في مجلس محافظة البصرة على أن يكون
للعامل العراقي الأولوية في العمل مع اعطاء المجال للعامل الأجنبي شرط المتخصص،
أما العمالة العادية فيجب أن تكون عراقية".
بدوره، رأى رئيس اتحاد رجال الأعمال العراقيين في البصرة،
صبيح الهاشمي، أن "ميناء الفاو الكبير يعتبر حدثاً اقتصادياً مهماً وإحدى
الروافد الاقتصادية للموازنة العراقية بشكل عام، وكذلك يعتبر ميناءً حيوياً
واستراتيجياً وسيكون شريان الاقتصاد العراقي".
وتوقع الهاشمي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "يوفر
الميناء ما لا يقل عن 150 ألف فرصة عمل لأبناء البصرة ولباقي المحافظات العراقية
بما في ذلك إقليم كوردستان"، معرباً عن أمله بـ"الإسراع في إنجازه
والاهتمام به من قبل الجهات المعنية".
وتبلغ تكلفة ميناء الفاو نحو 4.6 مليارات يورو، فيما تقدر
طاقته 99 مليون طن سنوياً، ليكون واحداً من أكبر الموانئ المطلة على الخليج
والعاشر على مستوى العالم، ووضع حجر الأساس لهذا المشروع يوم 5 أبريل/نيسان 2010.
وأثارت قضية ميناء الفاو الكبير، والتلكؤ في إكماله جدلاً
واسعاً في العراق، واتهم نواب حكومات متعاقبة بعقد صفقات مع دول مجاورة فرطت بإنشاء
الميناء لصالح موانئ تلك الدول، كما شهد المشروع بعض التلكؤ عقب
"انتحار" المدير الفني لشركة دايو الكورية الجنوبية المنفذة لمشروع
ميناء الفاو الكبير، لأسباب غامضة.