العرّافة.. سبيلُ العوانس لإيقاع الشباب بمصيدة الزواج في العراق
شفق نيوز / بين الخوف من مجهول بات يرافق جميع النساء، وبطالة وانعدام فرص العمل لدى كثير من الشباب، وبين عزوف كثير منهم عن الزواج، أصبح لعنوسة النساء في العراق، والعرافات قصة أخرى.
العرّافة
ففي إحدى أرياف المحافظات العراقية، توجد ما تسمى بـ"العرافة" أو "الكشافة" يلجأ إليها النساء حينما تكون لديهن مشكلة، إذ تستعمل العرافة بعض الأدعية وما شابه ذلك، لتروي لهن مافي داخلهن يتصورن البعض أن ذلك حقيقياً، فيما يرجعن أخريات خائبات.
وكالة شفق نيوز، كانت لها رحلة في هذا الأمر، وسلطت الضوء على ما يدور في أذهان النساء وحجم آمالهن عندما يذهبن إلى العرافة.
مقابل مادّي
ورصدت الوكالة، طابوراً من النساء واحدة تلو الأخرى، ينتظرن دورهن ليخبرن "العرافة" عن مشكلاتهن، تقول إحداهن، إنها أصبحت عانساً، والعرافة هي من تسهل عليها اتمام الزواج، بعد أن أعطتها وصفة "أدعية وبخور وشموع".
فيما أبلغت أخرى، الوكالة، أن العرافة طلبت منها "250 ألف دينار مقابل (وصفة زواج)"، ولم تتردد الامرأة من دفع ذلك المبلغ لتسرع من نصيبها، رغم عدم امتلاكها للمال، وذلك بالاستعانة بشقيقتها ميسورة الحال، حسب قولها.
وعلمت الوكالة، من النسوة هناك، أن "وصفات العرافة" تساعد على الإنجاب أيضاً - إذ أكدت أمرأة كبيرة في السن، كانت قد زوجت ولدها الوحيد لكن زوجته لم تنجب رغم مرور خمسة أعوام - لجوئها إلى العرافة، وأبدت استعدادها لدفع ما تريده من أموال مقابل ذلك.
بدعة العرافات
في مقابل ذلك، ورغم تصديق كثير من النساء بالعرافات، إلا أن ذلك لم يخلُ من تقصي حقيقة دورهن وحجم إمكانيتهن، إذ تشير هدى (متزوجة منذ 8 سنوات) إلى أنها ذهبت ذات مرة إلى عرافة وأخبرتها أنها غير متزوجة وتبحث عن زوج لها، لتجيبها العرافة بأن نصيبها قريب، وطلبت منها 400 ألف دينار لقاء وصفة أعدته لها لهذا الغرض.
أسباب اللجوء للعرّافات
وعن أسباب لجوء بعض النساء إلى العرافات، أرجعت الباحثة الاجتماعية، أحلام عبد علي، لوكالة شفق نيوز، إلى "قلة الوعي الثقافي وعدم تسليط الضوء على هكذا أمور إعلاميا، دفع بعض النساء إلى تصديق (البخور والشمع) وماشابه ذلك".
ودعت عبد علي، منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام كافة، إلى أهمية "تسليط الضوء على هكذا أمور كي يتم التخلص منها"، مبينة أن "الوضع الاجتماعي الذي يمر به الشعب العراقي بصورة عامة، دفع بعض النساء للبحث عن الأمان ووسائل الراحة أينما كانت".
جنبة قانونية
وقانونياً، نوه المحامي محمد الياسري، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى عدم وجود تشريع أو مادة قانونية تحظر عمل العرافة في القانون العراقي.
واستدرك الياسري، "يمكن منع عمل العرافة بحالة واحدة، وهي إن قدمت إحدى النساء دعوى قضائية ضدها، لأن العرافة تعمل بموافقة المرأة التي تأتي إليها وهي مقتعنة، وبالتالي لا توجد مشكلة".