العالم في 2021.. من سقوط ترامب وتقاطر المتحورات وتجاذبات العراق إلى غزو الفضاء

العالم في 2021.. من سقوط ترامب وتقاطر المتحورات وتجاذبات العراق إلى غزو الفضاء
2021-12-28T11:03:39+00:00

شفق نيوز/ حفل العام 2021 بأحداث وتحولات كبيرة كان لها تأثيراتها الهائلة في حاضرها وسيكون لها تداعياتها على المستقبل، من الايام الاول للسنة مع اختلال العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، والشرخ السياسي الذي أحدثه إخراج الرئيس السابق دونالد ترامب من البيت الأبيض، وصولا الى الظهور الرسمي لمتحور "دلتا" ومن ثم "أوميكرون" الذي اعاد احياء المخاوف من فيروس كورونا على مستوى العالم.

ولم تقتصر الأحداث البارزة على المجال السياسي والاقتصادي، بل تعدته الى ميادين التاريخ كاستعادة لوح جلجامش الشهير الى العراق، والى الفضاء حيث سجلت غزوات متتابعة للمريخ ومحاولة استكشافه وقابليته للحياة، مرورا بانقلابات عسكرية وسياسية وتفجيرات دموية، ورحيل شخصيات بارزة، والتصاعد في حرب السفن السرية بين ايران واسرائيل في الخليج وبحر العرب البحر الاحمر والبحر الابيض المتوسط.

وكان العام 2021 استهل في يومه الأول بشرخ سياسي- اقتصادي له تأثيراته على مستوى العالم، بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حيث سرى رسميا ما يعرف باتفاق "البريكست"، بعدما كانت حكومة لندن قررت في العام 2016 الطلاق مع التكتل الأوروبي بسبب ما رأته من اضرار بمصالحها الاقتصادية والتجارية مع الأوروبيين، والتحرك في المقابل نحو الاقتراب بشكل أكبر نحو حليفتها التاريخية الولايات المتحدة.

وشهدت بداية العام 2021 في المقابل، بارقة أمل خليجية -عربية، تمثلت في محاولة إنهاء ثلاثة أعوام من التوتر والقطيعة بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، حيث وقع قادة الدول في مدينة العلا السعودية في 5 كانون الثاني/يناير اتفاقا لوضع حد للخلاف مع الدوحة التي كانوا اتهموها بسلسلة من الاتهامات من بينها التقارب مع إيران ودعم الارهاب والتدخل بالشؤون الداخلية للدول الخليجية والعربية.

وما ان حل اليوم السادس من الشهر الاول، حتى غصت واشنطن بتظاهرات مؤيدة للرئيس المهزوم دونالد ترامب، حيث شاهد العالم المتظاهرين الأمريكيين يقتحمون مبنى الكونغرس استجابة لتحريض من ترامب نفسه، لمنع تنصيب الرئيس الديمقراطي جو بايدن الذي كان فاز بنتيجة واضحة في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر 2020. ولم يأت يوم التنصيب الا بعد اتهم مجلس النواب الأمريكي ترامب في 13 من الشهر نفسه بالتحريض على التمرد في محاولة ثانية لعزله بالقوة القانونية، ما جعله اول رئيس للولايات المتحدة يواجهه العزل مرتين.

وتسببت التظاهرات بوقوع قتلى وجرحى، واحداث شرخ لم تعهده الولايات المتحدة في العقود الماضية، خاصة لجهة الصراع على موقع الرئاسة، واظهرت الديمقراطية الامريكية في موقع التساؤل حول العالم، هي صورة حاولت واشنطن تبديدها عندما جرى تنصيب بايدن رسميا في 20 كانون الثاني/ يناير في مراسم اكد خلالها على الوحدة والترابط في المجتمع السياسي الامريكي.

ولم يكتمل الشهر الاول من السنة، سوى بحادث دموي في العراق حيث اوقع تفجيران ما لايقل عن 150 شخصا بين ضحية وجريح في بغداد في 21 كانون الثاني.

واذا كان شهر فبراير/شباط استهل باعتقال جيش ميانمار المستشارة اون سان سو تشي، زعيمة المعارضة السابقة التي كانت نالت جائزة نوبل للسلام، بتهمة التورط في تزوير الانتخابات التي جرت قبل نحو شهرين، فإن هذا الشهر تميز بمحاولات ناجحة لغزو المريخ. فبينما يصل مسبار "الامل" الاماراتي الى الكوكب في التاسع من الشهر، وصله في اليوم التالي مسبار "تيان وين-1" الصيني إلى المريخ، ما شكل نجاحا استثنائيا في محاولات البشرية استكشاف امكانية الحياة على هذا الكوكب. ولم تمض سوى ايام، حتى هبط "بريفيرنس" على سطح المريخ ايضا في مهمة لوكالة ناسا الامريكية، حاملا المروحية "إنجينويتي المريخية". وكان على البشرية الانتظار حتى 22 نيسان/ ابريل لكي تحقق "ناسا" النجاح في انتاج الاكسجين على المريخ من ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي للكوكب.

وفي 23 من اذار/مارس وقع حادث غريب في قناة السويس حيث جنحت سفينة الشحن "ايفرغرين" ما ادى الى تعطل الملاحة في القناة وتطلب الامر عدة ايام من الجهود المضنية لاعادة تعويمها وبالتالي استئناف حركة التجارة الدولية التي تضررت حيث اصطفت مئات سفن الشحن في البحر الاحمر بانتظار العبور لعدة ايام.

وشهد الاردن في الثالث من ابريل/نيسان، حدثا استثنائيا تمثل في حملة اعتقالات طالت شخصيات من وسط الاسرة الملكية شملت حسن بن زيد وحمزة بن الحسين، وشخصيات امنية وعسكرية ومالية، للاشتباه في تورطهم في محاولة انقلاب ضد الملك عبدالله، سرعان ما اشارت تقارير الى احتمال ضلوع اطراف خليجية فيها.

وعادت الماساة بشكل جديد الى العراق حيث قتل 82 شخصا واصيب اكثر من 100 في حادثة اندلاع حريق في مستشفى ابن الخطيب في بغداد في 24 نيسان/ابريل، في وقت كان يعاني فيه العراق من اكتظاظ المستشفيات بمرضى وباء كورونا. وبعدها بنحو ثلاثة شهور، قتل ما لا يقل عن 90 شخصا بحريق جديد في مستشفى الحسين في مدينة الناصرية العراقية، في كارثة جديدة هزت المجتمع العراقي واحرجت حكومة مصطفى الكاظمي أطاحت بمسؤولين كبار.

ثم انتقلت الكوارث الى افغانستان، ففي 8 ايار/مايو سقط اكثر من 200 قتيل وجريح غالبيتهم من الفتيات في تفجير استهدف مدرسة في العاصمة كابول. وفي الشهر نفسه، في 24 منه، وقع انقلاب عسكري في جمهورية مالي الافريقية اطاح بحكم الرئيس باه نداو، فيما يبدو في اطار صراع خارجي على موارد مالي وثرواتها.

وفي 26 مايو/ايار، جرت الانتخابات الرئاسية السورية، وهي الثانية بعد تبني دستور العام 2012 وفاز فيها الرئيس بشار الاسد بنحو 95% من اصوات الناخبين الذين شارك 78% منهم، ومنافسة رميزة من مرشحين اخرين، وسط مقاطعة من المعارضة وتشكيك دولي في نزاهة عملية الاقتراع. لكن الانتخابات منحت الاسد ولاية حكم جديدة مدتها سبعة اعوام في بلد ما زال يشهد حربا متعددة الاطراف منذ 11 سنة.

وبعد مفاوضات شائكة وطويلة، تشكلت حكومة جديدة في اسرائيل برئاسة نفتالي بينيت، الذي حظي بتأييد نواب القائمة العربية الموحدة، وهو ما تسبب بإخراج بنيامين نتنياهو من الحكم للمرة الاولى منذ 12 سنة هيمن فيها على تشكيل الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة، وذلك في 13 يونيو/حزيران.

ولم تمض سوى ايام قليلة، حتى انتخب ابراهيم رئيسي رئيسا لايران في 19 يونيو، وانتهى عهد حسن روحاني، واصبح "رئيسي" بذلك الرئيس المنتخب الثامن للجمهورية وذلك بنسبة بنسبة حوالى 62% من أصوات الناخبين، ما فتح الابواب امام تعديل في سياسات ايران الاقليمية والنووية وعلاقاتها مع العالم.

في 20 يوليو/تموز، كان العالم على موعد جديد مع الانجازات العلمية البارزة، حيث قامت المركبة "نيو شيبرد" بأول رحلة فضائية تجارية مأهولة، وعلى متنها أربعة ركاب، هم الملياردير جيف بيزوس وشقيقه مارك بيزوس والطيار والي فونك البالغة من العمر 82 عاما وأوليفر دايمن البالغ من العمر 18 عاما، واستغرقت الرحلة عدة دقائق فقط.

وبعد فترة من الاستقرار النسبي، شهدت تونس في 25 يوليو /تموز، أزمة سياسية بعد قرار الرئيس قيس سعيد تجميد عمل البرلمان وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، في ظل معارضة حركة النهضة الاسلامية للقرار. اتبع الرئيس التونسي قراره هذا بتغيير تاريخ عيد الثورة التونسية من 14 يناير الى 17 ديسمبر.

ولعل شهر اب/اغسطس شهد احد اهم الاحداث الاقليمية خلال العام 2021، تمثل الاول باستيلاء حركة طالبان على كابول في 15 اغسطس، وهروب الرئيس اشرف غاني، وهو حدث ما ستظل تداعياته محل اهتمام عالمي ربما للسنوات المقبلة لانها مثلت نهاية لحقبة التدخل العسكري الامريكي لهذا البلد امتدت عشرين سنة.

اما الحدث الثاني فقد جرى في 28 اغسطس، عندما استضافت بغداد مؤتمرا اقليميا-دوليا هو الاول من نوعه منذ اربعة عقود في العراق، وذلك بمشاركة 9 دول فيه وبمستويات تمثيل رفيعة حيث حضر القمة زعماء كل من قطر والأردن ومصر وفرنسا، بينما تمثلت الكويت برئيس مجلس الوزراء وكذلك فعلت الإمارات، أما السعودية وتركيا وإيران فأوفدت وزراء خارجيتها وذلك ما مثل نجاحا دبلوماسيا لرئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي الذي سعى الى توجيه رسالة مفادها بأن العراق يعتمد سياسة التوازن والتعاون الإيجابي في علاقاته الخارجية، قبل اقل من شهرين من تنظيم الانتخابات العراقية المبكرة.

وبعدما ظل لبنان تحت إدارة حكومة تصريف اعمال منذ استقالة حكومة حسان دياب بعد الانفجار المدمر الذي وقع في مرفأ بيروت في أغسطس العام 2020، تشكلت اخيرا في 10 ايلول/سبتمبر 2021، حكومة جديدة برئاسة نجيب ميقاتي التي وجدت نفسها امام تحديات اقتصادية وسياسية لم يعهدها لبنان في تاريخه الحديث.

وكان العالم على موعد مع حدث استثنائي في 4 اكتوبر/تشرين الاول حيث اصيب العالم بشبه شلل كامل تقنيا مع توقف الانترنت وخاصة تطبيقات مثل فيسبوك وانستغرام وغيرهما، وهو ما وضع البشرية امام أسئلة صعبة حول علاقتها بالتكنولوجيا ومدى تأثيرها بحياتنا.

لكن شهر أكتوبر كان حافلا على الصعيد العربي في العراق وتونس والسودان.

ففي العاشر من الشهر خاض العراق انتخاباته المبكرة التي شهدت اقبالا اقل من المأمول، وافرزت تركيبة سياسية مختلفة عن موازين القوى التي كانت قائمة في البرلمان السابق. لكن العديد من القوى الاساسية في البلد ظلت حاضرة بثقلها بشكل او باخر، ودخل المشهد السياسي مرحلة من التجاذبات والتوترات حول شكل الحكومة المقبلة.

اما في تونس، فقد ادت حكومة نجلاء بودن اليمين الدستورية، وهي اول حكومة تترأسها سيدة في العالم العربي، وذلك بتكليف من قيس سعيد، وهي خطوة احيت الامال بان مسيرة الثورة في تونس ما زالت قادرة على بث الامل، وذلك في 11 اكتوبر.

كما شهدت الخرطوم فجر 25 اكتوبر حملة اعتقالات لعدد من الوزراء على رأسهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وقيادات من قوى "اعلان الحرية والتغيير"، وذلك من قبل قوات الجيش، وسط توتر بين المكونين العسكري والمدني في السلطة الانتقالية الحاكمة.

وتوصلت ما يقرب من200 دولة خلال مفاوضات بين 31 اكتوبر و12 نوفمبر/تشرين الثاني، إلى اتفاقية جلاسكو للمناخ، لمواجهة المخاطر المتفاقمة للاحتباس الحراري. ويعتبر الاتفاق أول اتفاق مناخى يستهدف خفض الفحم، أسوأ انواع وقود أحفوري لغازات الاحتباس الحرارى. كما يحدد الاتفاق الأموال المخصصة للدول النامية.

وفى 7 نوفمبر، تعرض رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى، الى محاولة اغتيال بعد استهداف منزله بطائرات مسيرة مفخخة. لكن العملية جاءت في ظل أجواء توتر على خلفية التشكيك بنتائج انتخابات العاشر من اكتوبر، وتحرك تظاهرات في الشارع للضغط من اجل المطالبة باعادة فرز الاصوات.

وبالإمكان القول ان شهر نوفمبر، هو شهر ظهور متحور "اوميكرون" حيث ان منظمة الصحة العالمية ابلغت لأول مرة بمتحور B.1.1.529 من جنوب أفريقيا يوم 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2021.

بعدما قادت ألمانيا لسنوات طويلة، سلمت أنجيلا ميركل ديوان المستشارية الألمانية لأولاف شولتس الذي كان وزيرا لماليتها ونائبا لها، ما مثل نهاية لحقبة ميركل التي استمرت 16 سنة.

وفي 7 ديسمبر، استعاد العراق لوح حلم جلجامش الشهير بعد 30 عاما من سرقته ونقله الى خارج البلاد، وهو حدث نال اهتماما اعلاميا واسعا.

ومن الاخبار اللافتة المتفرقة من حول العالم، هناك تعيين نجوزي أوكونجو إيويالا مديرة لمنظمة التجارة العالمية، لتصبح أول امرأة وأول أفريقية في هذا المنصب وذلك في 15 فبراير.

وفي ديسمبر، أعلنت اليونسكو إدراج الخط العربي على قائمة التراث الثقافي غير المادي العالمي في 16 دولة عربية.

وفي 20 مايو، أعلن عن وفاة الممثل المصري سمير غانم، وفي 18 يونيو اعلن وفاة الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة، وفي 2 نوفمبر، اعلن وفاة الفنان السوري صباح فخري.

وفي 25 ديسمبر، أعلنت وكالة "ناسا" اطلاق التلسكوب "جيمس ويب" الذي يُعد الأكبر في التاريخ على متن الصاروخ "أريان 5"، وذلك سيعمل على مراقبة الكون بامكانات غير مسبوقة في تاريخ العلم.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon