الزي الكوردي.. فلكلور يحميه الشعب من آخر صيحات الموضة

الزي الكوردي.. فلكلور يحميه الشعب من آخر صيحات الموضة
2021-12-07T07:22:40+00:00

شفق نيوز / لا خلافَ على أن الأزياء الشعبية الكوردية، وبالذات الزي النسائي الكوردي، يعد أحد أجمل الأزياء والأكثر إثارة للدهشة والإعجاب لكل من يشاهدها، والشعب الكوردي هو أغنى شعوب المعمورة من ناحية الأزياء، كما أنه الأغنى حضارة ومدنية بين الشعوب الأخرى، وله تاريخ عتيد يمتد لآلاف السنين، فواحدة من وجهة نظر هذا الشعب هو أن الأزياء تعبر عن الحضارة والمدنية في آن واحد.

منظر مبهج

منظر أقمشة الملابس والأزياء الشعبية الكوردستانية في أسواق السليمانية يحمل البهجة والسرور إلى نفس المشاهد، فالأزياء والملابس الشعبية توحد مجموع الطوائف والأقوام من قاطني هذه المنطقة الثرية ثقافيا، اللباس الكوردي فريد ومتنوع وخاص، هو نتاج البيئة الجبلية وأعمالها الشاقة وطبيعتها الخلابة الزاهية، وهو فوق كل ذلك لباس مكلف مادياً، ومتعدد اللوازم والحاجات.

هافين أحمد، (تعمل في محل لبيع أقمشة الزي الكوردي النسوي في السليمانية) قالت لوكالة شفق نيوز، إن "لكل منطقة أزياؤها المتعارف عليها والتي تدل عليها فتكون هويتها التي لا تحتاج إلى تعريف وهنا في كوردستان هناك زيان من منطقتين مختلفتين وكل منطقه لها زيها الخاص للمرأة وهي منطقة بهدينان وتشمل محافظة دهوك مع جميع النواحي والأقضية ومنطقة سوران تشمل محافظات أربيل والسليمانية وحلبجة، وهنالك فرق شاسع من حيث تصاميم الملابس في كلتا المنطقين، ولكن هناك أيضا تقارب كبير في التصميم العام".

زي فلكلوري

والزى الكوردي هو أحد الأزياء الفلكلورية التي مازال أهلها يتفاخرون بلبسها، بالرغم من مظاهر الحضارة وامتلاء الأسواق بالملابس الحديثة، فمن يذهب إلى أي سوق في مدينة السليمانية يلاحظ، أن هناك محال واسعة مخصصة لبيع الملابس الكوردية، والإقبال كبير عليها خاصة في أيام الأعياد والمناسبات القومية كأعياد النوروز.

ويرى كامران أن السمة الغالبة على هذه الملابس زهاء ألوانها وتطريزها وزخرفتها بالزهور والمنمنمات والخيوط اللامعة، ولكل منطقة بصمتها في اختيار الزي الذي تلبسه وان كانت متشابهة في ظاهرها، ومن المفارقة أن لا يمتلك الشعب الكوردي حتى هذه اللحظة داراً للأزياء، والشيء الوحيد الذي حافظ على إبقاء وديمومة قسم من التراث الكوردي في مجال الملابس والأزياء الشعبية، هو الحرص الشعبي على ذلك، واستمرار قطاعات واسعة من الشعب الكوردي في ارتداء ملابس الآباء والأجداد.

من جانبه، رأى أحمد وهو (بائع للأقمشة النسائية الكوردية)، أن الأزياء والملابس الشعبية الكوردية، إرث حضاري وتراث إنساني، ويجب المحافظة عليه وتطويره ومن ثم السعي لملائمته مع العصر، معرباً عن أسفه لكون الشعب الكوردي لا يمتلك حتى اللحظة داراً للأزياء الكوردستانية، وهذا الأمر تقصير كبير يجب معالجته.

مكوناته

وتعود هافين أحمد، للتحدث عن أقسام الملابس النسائية الكوردية، لافتة إلى أن "زهو هذه الألبسة يشبه كثيراً البيئة الربيعية الجبلية لكوردستان".

وأبرز ما يميزه هو (الكوا) الرداء الملون اللامع الفضفاض الطويل، وهـو فستان طويل ذو كمين طويلين يرتبطان بذيلين مخروطيين يسميان (فقيانه) وهـذا الفستان شفاف تزينه خيوط حريرية ناعمة وزاهـية الألوان ومطرزة بأنواع الخرز والپلك والمنمنمات البراقة.

وأما (السخمة) أو اليلك، المطرزة بأقراص فضية ملونة وهي سترة قصيرة لا يتراوح طولها خمسة وعشرين (سم) وبدون أكمام وتكون عادة من نوع خاص من الأقمشة السميكة ومغطاة بشكل كامل بخيوط براقة كي تضيف مزيداً من اللمعان إلى الزي بأكمله، وفي الشتاء يستبدل بقفطان طويل مبطن وذو أكمام طويلة.

و(أول كراس) السروال الطويل الذي تتناغم ألوانهُ مع لون الرداء الفضفاض، يصل إلى كاحل القدم مثبت حول الكاحل بمطاط، في السنوات القليلة الماضية أصبح ضيقاً يلتصق بالجسد لإظهار القوام.

والشائع هو أن تحتفظ المرأة مع زيها بغطاء مميز للرأس محلى بالحلي والمخشلات الذهبية، ومن محاسن غطاء الرأس ويتألف عادة من قطعتين واحدة تغطي الرأس، ويكون إما من قماش خاص يسمى (هـه ورى)، أو على شكل طربوش مزين بإكسسوارات ذهـبية أو فضية ويربط بسلسلة ذهـبية أو فضية ويلف حول الرقبة.

والقطعة الثانية من غطاء الرأس، فتتألف من قطعة قماش مربعة الشكل توضع حول الرقبة وتتدلى إلى الإمام وتربط بخيوط البريسم اللامع، أو بدبوس من الذهـب أو الفضة وهـذه القطعة تصل إلى أسفل الخصر.

وإضافة إلى مكملات زي المرأة الكوردية، هي الاكسسوارات الذهبية أو الأحجار الكريمة والخرز التي تضفي لهيئتها رونقاً وبهاءً متميزين، منها الأحزمة والقلائد والأقراط وسلاسل المعصم والخواتم ولها أسماءهـا الخاصة مثل (الكمر والگردان والحجل والعاشق بند والبتوت والشباحية والدگمه دولاب.

أسعارها وأنواعها

وعن الأسعار والأنواع، أوضح أكرم طالب، بزاز (بائع القماش) لوكالة شفق نيوز، أن "هناك العديد من أنواع الزي الكوردي الفلكلوري، منها مصنوع يدوياً ويأتي من الهند، وكذلك من الصناعة اليدوية الأفغانية والباكستانية وتصل البضائع إلى كوردستان، عن طريق دبي أو الهند، وتوجد أقمشه صينية وكورية المنشأ".

أما أسعارها، فيبدأ سعر القماش من 25 ألف دينار، إلى 300 دولار للزي الواحد، وكل حسب نوعه، لكن عادة ما يفضل الناس الأسعار الوسطى التي تتراوح بين 100 ألف إلى 150 ألف دينار، بحسب البزاز أكرم طالب.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon