(الديلفري) مهنة لا تعترف بالشهادات والنجاح لمن يصل أسرع

(الديلفري) مهنة لا تعترف بالشهادات والنجاح لمن يصل أسرع
2022-04-30T10:23:22+00:00

شفق نيوز/ القى تغير الإيقاع الاقتصادي في العراق بشكل خاص عقب عام 2003 بظلاله على كل الانشطة المجتمعية بما فيها آليات وطقوس التبضع للسلع والحاجات المنزلية وصولاً لوجبات الطعام، وهو ما أوجد فرص عمل جديدة للعاطلين عبر خدمة التوصيل (الديلفري) التي لا تتطلب أموالا طائلة أو مجهودات، بل معرفة بالطرق المختصرة لإيصال طلبات الزبائن بأسرع وقت ممكن في مهنة لا تفرق بين "خريج" أو صاحب تعليم بسيط ورجل وامرأة، فالنجاح يقاس بمن يصل أولاً للزبون .

ترك شهادته لأجل "التوصيل".

ويقول احمد صادق (29) عاماً وهو خريج كلية القانون، لوكالة شفق نيوز، "نجحت اخيراً في اقناع احد اصحاب مخازن الاجهزة الكهربائية في الكرادة بتوظيفي بأجر يومي تحدده قيمة المبيعات والسرعة في إيصال الطلبات الى مساكن الزبائن الموزعين على مختلف مناطق العاصمة بغداد، ما يعني حصولي على مردود مالي يؤمن ابسط احتياجاتي واولادي".

ويوضح الشاب العشريني "انه اضطر للعمل ضمن فريق (التوصيل) بعدما ايقنت ان لا فرص عمل حكومية، كما ان المحاكم ودوائر العقار تكتظ بعشرات المحامين والمعقبين"، مبيناً أن "مهنة التوصيل لا تتطلب جهداً أو أموالاً سوى اتقان قيادة السيارة او الدراجة النارية فضلا عن معرفة الطرق المختصرة التي تضمن سرعة ايصال البضاعة لصاحبها والاخير في بعض الاحيان يدفع (إكرامية) لعامل التوصيل".

شارحا تفاصيل عمله اليومي

بدوره يقول غيث سالم (37) عاماً، لوكالة شفق نيوز، إن "عملي لدى أحد المطاعم المعروفة وسط بغداد في توصيل طلبات الزبائن (الدليفري) لا يخلو من المتاعب بسبب ازدحام الطرق الى جانب تشديد الاجراءات الامنية عند مقتربات نقاط التفتيش التي عادة ما ترفض مرور اصحاب الدراجات النارية بعد منتصف الليل الا بتخويل رسمي من المطعم أو الجهة التي يتبع لها عامل التوصيل وبخلافه تصادر الدراجة وتحجز مع صاحبها بذريعة الإجراءات الامنية".

ويضيف سالم ان "البعض يقلل من شأن عامل التوصيل كأن يتراجع عن استقبال الطلب الذي أوصى به بذريعة التأخير في استلامه أو عدم تطابقه مع ما طلبه، لكن هذا لا يمنع من مواصلة العمل بل ان الطلبات في تزايد كونها تختصر الوقت والجهد للزبائن مقابل مبلغ مالي زهيد يضاف على قيمة الطلب الموصى عليه".

التوصيل ليس حكرا على الرجال

وتوضح أم نبأ (45) عاماً، لوكالة شفق نيوز، إن "اعاقة زوجها دفعتها للعمل بمجال توصيل البضائع والسلع المختلفة لشتى الزبائن المتوزعين على مناطق مختلفة من العاصمة بغداد بالاضافة الى عملها بتوصيل مجموعة من الاطفال الى الروضة الاهلية القريبة من منزلها".

وتشير السيدة إلى ان "الاعلانات لعبت دوراً كبيراً في استقطاب الزبائن لمختلف المنتجات ما استدعى ايجاد وسيط يؤمن ايصال تلك البضائع والسلع باسرع الطرق وكان لعامل التوصيل دوراً مهما في ازدهار وانتعاش سوق المنتجات الاستهلاكية المختلفة"، مبينة انها "تحصل على مبلغ خمسة الاف دينار عراقي أي ما يعادل 3 دولارات تقريباً كأجرة توصيل عن كل سلعة توصلها لموقع أو مكان معين وذلك بالاتفاق مع أصحاب المحال التجارية المختلفة"، إذ "لا يقتصر الامر على الملابس والمستلزمات الأخرى"، بحسب ام نبأ، بل "حتى الادوية دخلت ضمن قائمة المواد القابلة للتوصيل"

طلبات العمل بالعشرات و(التوك توك) ناجح

من جهته يوضح أبو رافد (66) عاماً وهو صاحب أحد المطاعم في بغداد، لوكالة شفق نيوز، انه "يتلقى يومياً عشرات الطلبات من قبل بعض الشباب العاطلين عن العمل للحصول على فرصة عمل في توصيل وجبات الطعام"، مبيناً أن "هذا يكشف حجم الفائدة التي تتحصل للعاملين في مجال التوصيل الفوري ومنهم أصحاب( التوك توك) الذين باتوا يقدمون خدماتهم في هذا المجال وذلك بحسب ما تحدده طبيعة البضاعة ومكان اقامة الزبون لاسيما الذين يقطنون في مناطق اطراف العاصمة شبه النائية".

ويرى مختصون في المجال الاقتصادي لوكالة شفق نيوز إن "تصاعد اعداد العاملين في هذا النشاط يكشف اهمية تلك المهنة باعتبارها تحقق منافع متكافئة لكل الاطراف(البائع والمستهلك وعامل التوصيل) اذ انها لا تتحدد بضوابط معينة أو أوقات محددة أو أزمات".

وبينوا أن " فترة الحظر الصحي في بدايات تفشي جائحة كورونا كانت خير دليل على نجاح تلك المهنة وديمومتها إلى جانب انها كانت المنقذ للبعض ممن يصعب عليهم تلبية احتياجاتهم بسبب الاعاقة أو كبر السن واولئك عادة ما تنحصر طلباتهم في الادوية ووجبات الطعام السريعة".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon