"الدهن الحر المعتق" صناعة عراقية تعبر الحدود نحو أوروبا وأميركا (صور)
شفق
نيوز/ تتشارك المحافظات العراقية بالعديد من الصناعات المحلية إلا أن بعضها تشتهر
عن غيرها بصنعة معينة، ولعل "الدهن الحر" والذي يعد صناعة عراقية
بامتياز هو إحدى هذه المشتركات، ولكن للمحافظات الشمالية وإقليم كوردستان بصمة
خاصة في هذه المهنة، وهي "الدهن المعتق" الذي يتم تعتيقه لأشهر وسنوات
دون أن يفسد.
محافظة
كركوك تعد من المحافظات التي تشتهر بصناعة "الدهن الحرق المعتق" والذي
يزداد سعره كلما طالت مدة تعتيقه.
جلد
الماعز
ويقول
سمير حامد، أحد العاملين في صناعة جلد الماعز، إن "جلد الماعز يختلف عن باقي
الجلود من حيث قوته وشدته في مقاومة الظروف المناخية ويمكن أن يحافظ لسنوات على
المادة المخزونة بداخلها دون أن تصاب بأي تلف أو تتأثر بالعوامل البيئية، ونحصل
على جلد الماعز من الجزارين".
ويضيف
في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "حين نستلم الجلد من الباعة نقوم بغسله ومن ثم رفع
الشعر بآلة حادة وبعد ذلك نغسله مرة أخرى وبعدها نحفظه في الملح لعدة أيام لطرد
الرائحة منه ومن ثم إعداده بصيغته النهائية حيث يقوم شخص بتحويل الجلد إلى حافظة بحجم
يتناسب مع الجلد".
ويتابع
"بعد أن يجف يمر في مرحلة القص والترتيب لغرض خياطته بخيوط خاصة تعد لهذا
الغرض وعند إتمام تفصيل وخياطة الجلد يتم وضعه في قالب خاص لكي يأخذ حجمه الأخير
ويحافظ على طراوته ثم نقوم بنفخه للوقوف على مدى شدته وتحمله للضغط وأيضاً للتأكد
من عدم وجود ثقوب فيه، كما نصنع فوهة للجلد لوضع أي مادة يراد حفظها داخله مع سدادة
لمنع دخول الهواء".
ويشير
حامد إلى أن "جلد الماعز كان يستخدم قديماً في حفظ الماء ويسمى بالقربة في
العديد من الدول العربية".
وعلى
الرغم من تطور أساليب الحياة إلا أن العديد من الصناعات التراثية ما زالت رائجة في
مختلف المدن العراقية وهناك الكثير من العوائل ما زالت تستخدم القربة لحفظ ما
تحتاجه.
بدوره
يقول الباحث في المورث العراقي إسماعيل محمد، لوكالة شفق نيوز، إن "العديد من
المدن العراقية وفي إقليم كوردستان ما زالت تستخدم جلد الماعز في حفظ الدهن الحر لأنه
يمتلك خاصية مميزة لا توجد في الجلود الأخرى من حيث القوة والمتانة".
ويبين
"أسواق أربيل ودهوك ومنطقة هورمان في السليمانية ما زال الدهن الحر يباع
محفوظاً بداخل هذه الجلود ويمتاز بنهكة فريدة وأشبه ما يكون بدهن معتق وعليه طلب
من قبل العراقيين".
حليب
المواشي
يقف
أحمد عبد الله في أطراف سوق كركوك الرئيسي ليعرض بضاعته من "الدهن الحر
المعتق" حيث ورث هذه المهنة عن أبيه.
ويوضح
عبد الله لوكالة شفق نيوز، أن "الدهن الحر العراقي موجود في عموم المدن
العراقية ولكن هناك طرق مختلفة في الإنتاج والحفظ ولكن في كل الأحوال فحليب الأغنام
والأبقار والجاموس هو المصدر الرئيسي للدهن الحر".
ويردف
"بعد أن يتم صنع اللبن الرائب من الحليب يوضع في حاوية صغيرة ويتم تحريكها ذهاباً
وإياباً لمدة نصف ساعة وبعدها يظهر الدهن الحر ويُستخرج من الحاوية ويجري حفظه داخل
الجلد لفترة زمنية يحددها البائع ومن ثم بيعه في الأسواق".
مطلوب
عربياً وغربياً
يقول
مصطفى يوسف، أحد باعة الدهن الحر في سوق كركوك، لوكالة شفق نيوز، إن "السواح العرب
والأجانب والعراقيين المقيمين خارج البلاد يتهافتون على شراء الدهن الحر بكميات كبيرة
وينقلونه إلى الأسواق في أميركا والدول الأوروبية والعربية لجودته ونقاوته ولكونه خالٍ
من المواد الصناعية".