الحمى النزفية.. وباء يفتك بالعراقيين ومكافحة "القُرّاد" بحاجة إلى أمر من الكاظمي
شفق نيوز / هاجم فيروس الحمى النزفية الذي يصيب الماشية والإنسان على حد سواء، مناطق محافظة ذي قار على وجه الخصوص، ومدناً عراقية متفرقة، محققاً أرقاماً قياسية في أعداد الإصابات المسجلة لدى الأجهزة الطبية.
مرض خطير
الحمى النزفية، مرض فيروسي حيواني المنشأ، ينتقل من الحيوانات إلى الإنسان بصورة مباشرة كالاختلاط مع الماشية، أو عن طريق القصابين أو من خلال تقطيع اللحوم الطازجة من قبل ربات البيوت، بحسب الخبير الوبائي العراقي، حيدر حنتوش.
حنتوش أشار خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "النقل غير المباشر للمرض يتمثل بحشرة القراد، وخطورة هذه الحشرة تكمن فقط عند المربين، وأحيانا بعض الجزارين، وهذه الحشرة صغيرة تقوم بالعيش على الحيوان من خلال امتصاص دمائه، وبالتالي يمكن أن تكون وسيلة نقل إذا لدغت الإنسان".
ووفقا لحنتوش، يعتبر هذا الوباء من الأمراض الخطيرة، تصل نسبة الوفيات فيه إلى 40٪، ولا يوجد أي لقاح له في الوقت الحالي على مستوى العالم، كما لا يوجد علاج محدد، وإنما توجد علاجات ناعمة تستخدم في التهدئة من أعراضه".
وبينما شدد الخبير الوبائي العراقي، على ضرورة "أخذ الحيطة والحذر من هذا الوباء"، لفت إلى أن "هذا المرض يمتاز ببعض العلامات كارتفاع درجات الحرارة، وثم الشعور بالوهن وآلام تحيط أنحاء الجسم، وخاصة العضلات، بعدها يتطور إلى نزف من أي مكان في الجسم".
أضرار كارثية
والحمى النزفية، مرض فيروسي معدي يظهر بين فترة وأخرى، ويسبب التعب والحمى والإرهاق لجسم الإنسان يرافقه ألم بالمفاصل وصداع شديد وفقدان للشهية، وقد يسبب في نزف دموي نتيجة الإصابة، هكذا شخصت مختبرات وزارة الصحة العراقية هذا الوباء.
وذكر عضو الفريق الإعلامي للوزارة، ربى فلاح، لوكالة شفق نيوز، أن "الإصابة تكون نتيجة الاختلاط بالحيوانات، ونتيجة تعرض مباشر لسوائل الحيوانات المصابة والتقرب لها بشكل مباشر".
وأضافت فلاح، أن "في حال لم يتم تشخيص المرض بشكل مباشر، فقد يؤدي ذلك إلى نزف تحت الجلد وهو ما يسمى بـ(الحمى النزفية) وقد يسبب الفيروس خللاً في الجهاز العصبي، وفشلاً في الكلى والكبد والجهاز التنفسي، وقد تصل الحالة إلى الوفاة في حال لم تتم معالجتها بشكل سريع".
ولفتت إلى أن "كل مرض له وقاية ويتم معالجة المرض من خلال الوقاية الصحية عبر غسل اليد بعد التعامل مع الحيوانات وتجنب ملامسة المصابين وطبخ الطعام بصورة جيدة وتجنب شراء اللحوم غير معلومة المصدر".
تفشٍ سريع
من جانبه، كشف مدير قسم الصحة العامة في دائرة صحة ذي قار، حسين رياض، عن أعداد المصابين بمرض الحمى النزفية، فيما أكد أن المناعة هي السلاح الوحيد القادر على الإطاحة به.
وقال رياض، لوكالة شفق نيوز، إن "محافظة ذي قار في العام الماضي سجلت 16 حالة إصابة بمرض الحمى النزفية فقط، توفي منهم 6 أشخاص، بينما في العام الحالي سجلت لغاية الآن 14 حالة إصابة 3 منهم توفوا، وهو رقم مرتفع جداً مقارنة بعام 2021".
وبين أن "نسبة الشفاء من المرض من 60 إلى 80%، وهو بشكل أساس يعتمد على مناعة الشخص المصاب، وهي سلاح ذو حدين، من شأنها إبقاء الشخص المصاب على قيد الحياة، أو تكون سبباً في وفاته".
ولم يخف مدير قسم الصحة العامة بذي قار، امتعاضه من عدم تعاون الجهات الساندة في محاربة هذا الوباء الخطير، حيث أكد أن "الطب البيطري عليه تغطيس الحيوانات بالماء في المناطق التي تتعرض للإصابة، كما أن البلدية عليها الحد من الجزر العشوائي، إذ لم تمنع الأجهزة الأمنية نقل الحيوانات من مكان إلى آخر داخل المحافظة، إلا المفحوصة بيطرياً".
معدات المواجهة
في المقابل، أوضحت إدارة المستشفى البيطري في ذي قار، أن "الخزين الخاص بمادة مكافحة القراد (صفر) في الوقت الحالي، الأمر الذي جعل الجميع في موقف محرج أمام الرأي العام".
وذكر مدير المستشفى، عماد ذياب، لوكالة شفق نيوز، أن إدارته "بات خزينها (صفراً) من المادة الخاصة بمكافحة القراد، ولا تملك ديناراً واحداً لشرائها، بسبب عدم إقرار الموازنة"، مبيناً أن "إدارة المحافظة سعت جاهدة لمساعدة المستشفى البيطري لشراء هذه المادة، لكنها فشلت بسبب عدم وجود مادة قانونية تتيح صرف المبلغ المالي لهكذا مستشفى".
وهناك طريق واحد، كما يقول ذياب، وهو "صدور أمر من رئيس الوزراء الحالي، مصطفى الكاظمي، بصرف مبلغ مالي لشراء هذه المادة الأساسية في مواجهة الحمى النزفية".
وخلص إلى القول، إن "دائرة الطب البيطري، تمثل خط المواجهة الأول في صد الأمراض الخطيرة التي لا علاج لها، والتي تصيب الإنسان والحيوان معاً".
استنفار كبير
في المقابل، نوه مدير بيئة ذي قار، (عضو اللجنة الحكومية لمكافحة الحمى النزفية)، كريم هاني، إلى أن إدارته اتخذت خطوات عدة للحد من خطورة هذا المرض الذي بدأ بالظهور خلال الفترة الماضية".
وأبلغ هاني، وكالة شفق نيوز، أن "أبرز الخطوات التي اتخذتها إدارته بعد اجتماع اللجنة يوم الخميس الماضي، هي تنفيذ حملات وعي وتفتيش داخل الأسواق المحلية، ومتابعة الرعي العشوائي في مركز المدينة، إضافة لمراقبة المنازل في مركز المحافظة التي تحوي على ماشية".
وأوضح أن "إدارته شكلت لجاناً في مناطق الأقضية والنواحي بالتعاون مع مسؤولي الإدارات المحلية في تلك المناطق، لغرض متابعة أماكن الرعي، لافتاً إلى أن "إدارته أشعلت الضوء الأحمر في سبيل مكافحة هذا المرض الفتاك، بعدما استشعرت بخطره على الحياة العامة".