الحرب برسومات الأطفال.. رسائل إلى العالم أجمع
شفق نيوز/ سلطت قناة "ايه بي سي نيوز" الأمريكية الضوء على تجربة فنان يستخدم رسومات الأطفال لأجل معالجة تعاملهم وتفاعلهم مع الحرب الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، مثلما فعلت سابقا في العراق وسوريا، وأيضاً التعبير عن الحروب من منظور غير تقليدي ليكون أكثر تأثيراً.
وجاء في تقرير للقناة الأمريكية، ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "التعامل مع الحرب الروسية على أوكرانيا يشكل تحدياً للأطفال خاصة الذين اضطروا إلى النزوح من منازلهم والافتراق عن أهاليهم، ورؤية حياتهم تتغير بين عشية وضحايا".
"وور تويز"
وذكر التقرير أن "الفنان الأمريكي (برايان ماكارتي) يسعى إلى مساعدة الأطفال الذين أصيبوا من صدمات نفسية بسبب الحياة في ظل الحرب، من خلال إتاحة الفرصة لهم برسم الحرب كما يتصورونها في أعينهم، وذلك من خلال مشروعه (وور تويز) (العاب حرب) الذي يطلب من الأطفال الذين يعيشون في ظل الحرب والعنف، أن يرسموا ما يشهدونه من دمار".
ونقل التقرير عن ماكارتي، قوله في مقابلة مع قناة (سي.بي.سي نيوز) الأمريكية: "نريد أن نقوم بكل ما في وسعنا خلال استمرار القتال، ونحن ندرك أن التعافي الحقيقي لن يتحقق إلا بعد توقف القتال، ولهذا فإننا نقوم حالياً بأي طريقة متاحة لتقديم الدعم وبأي وسيلة ممكنة."
ويتعاون ماكارتي، وفقاً للتقرير، مع الجمعيات الناشطة في منطقة الحرب لإعادة تقديم رسومات الأطفال حول الحياة الواقعية، من خلال استخدام ألعاب في المناطق المحلية، وإعادة تنظيمها لتعكس هذه الرسومات الفنية التي رسمها الصغار".
وأوضح ماكارتي، أن "الفكرة الأساسية هي استخدام تلك الألعاب والرسومات لربط ما بين الأطفال والكبار بنفس الطريقة"، وفقاً للقناة الأمريكية.
وبدأ ماكارتي عمله من خلال المشاركة مع منظمة "فيرست ايد او ذا سول" الشعبية المشكلة حديثا في أوكرانيا، من خلال المعالجة النفسية (ناتالي روبيلوت)، حيث يقوم النشطاء المعالجون بجمع القصص من الأطفال المصابين.
كما ستقوم جمعيته "وور تويز" بالعمل مع وكالات الأمم المتحدة لحشد أصوات الأطفال، وإنتاج أعمال فنية على أمل الدفع باتجاه التغيير المنشود، بحسب القناة الأمريكية.
العراق وسوريا
وبحسب التقرير، تأسست (وور تويز) عام 2019، وسبق لها أن ساعدت في توفير المعالجة من خلال الفنون ومساعدة الأطفال الذين يعيشون في الشرق الأوسط، كما في العراق وسوريا، وذلك باستخدام ألعاب البط المطاطية، والألعاب الأخرى للمساعدة في بث الحياة في رسومات الأطفال.
ومن المهم أن يشاهد الأطفال، بحسب ماكارتي، هذا الألم من خلال وجهة أخرى، مشيراً إلى أن "الألعاب تساعدهم على الشعور بالأمان، كما أن صور اللعب في مناطق الحرب، تساعد الأطفال في مناطق بعيدة عن الحرب".
وقال إن "أطفالاً في الولايات المتحدة، شاهدوا صوراً ومقاطع فيديو مصورة للحرب في أوكرانيا، ما دفع الآباء والمعلمين إلى إيجاد وسائل للتعامل مع الأزمة بطريقة تتناسب مع أعمار الأطفال".
ونقل التقرير الأمريكي، عن القس الأسقفي بيل موراي قوله: "لقد نجح الامر بشكل كامل في محاولة تعليم أطفالنا على مصاعب الحرب"، مشيراً إلى أن هذا المجهود الفني "ساهم في المساعدة على شرح الحرب بشكل أفضل للتلاميذ، مما جعلهم يشعرون بارتباط أكبر مع الأطفال في نفس أعمارهم في أوكرانيا".
كما ونقل التقرير عن الطالب الأمريكي غراسي كافالو، قوله إن "التقاط هذه الصور وعرضها يدخله إلى حياة الواقع، ويشجع الآخرين على الاستعداد لمساعدة هؤلاء الأطفال الموجودين في هذه البلدان، والذين يعانون كثيرا بكل ما رأوه وما مروا به، للتوحد معا كمجتمع وعالم".