"الجندر".. جنس اجتماعي و"سلاح خصوم" يثير الجدل في كوردستان

"الجندر".. جنس اجتماعي و"سلاح خصوم" يثير الجدل في كوردستان
2023-02-01T06:45:48+00:00

 شفق نيوز / عادت قضية "الجندر" لتتصدر الملفات الاجتماعية وتثير جدلاً واسعاً في إقليم كوردستان، في وقت تصاعدت فيه الأصوات المطالبة بمنع أي نوع من النشاطات المتعلقة بها.

و"الجندر" بحسب أخصائيين نفسيين، يحدث عندما يولد الإنسان كمخلوق "بيولوجي" يكون جنسه مخالفاً لرغبته.

يهدد الأسرة

وأثير هذا الملف مؤخراً، على خلفية كتاب موجه من مجلس السليمانية إلى محافظة السليمانية وإدارتي گرميان ورابرين، طلب فيه منع التعامل في البرامج الخاصة بـ(الجندر) ومنع النشاطات المتعلقة بالجنس الاجتماعي (الجندر)، وذلك حفاظا على البنية الاجتماعية للأسر والمجتمع.

كما وطالب الأعضاء بتوجيه كتاب رسمي لبرلمان كوردستان، يطالبه بإصدار قرار يمنع التعاطي مع النوع الاجتماعي (الجندر)، وكذلك منع إعطاء الترخيص لأي منظمة تعمل على أساس لا يتطابق مع مبدأ (الدين الحنيف).

دخيل على الكورد

وكالة شفق نيوز، تحرت دوافع هذا الموضوع، وبدأت من حيث صدر القرار (مجلس السليمانية)، والتقت بعضو مجلس محافظة السليمانية كريم علي، (أحد الأعضاء الموقعين على المذكرة التي تطالب بمنع التعامل بالنوع الاجتماعي).

علي، أوضح أن "هذه القضية دخيلة على المجتمع الكوردي والذي لا حاجة له به، فمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة مبدأ حفظه الدين الإسلامي والقرآن الكريم والمجتمع الكوردي حافل بصور المساواة، وبالتالي هكذا حالات قد تكون هناك مناطق أخرى بحاجة لها خارج الإقليم بحكم العادات والتقاليد والأعراف".

وأضاف أن "المفهوم الحالي للجندر أو النوع الاجتماعي، يهدد كيان الأسرة والمجتمع، لأن لكل مجتمع ثوابته الأخلاقية والدينية والاجتماعية فتوجد مواقع في المجتمع او الأسرة تتطلب أن يكون فيها الرجل وهناك مواقع في الأسرة والمجتمع تتطلب وجود المرأة فيه".

ورأى علي، أن الإقليم بحاجة لقضايا أهم من (الجندر) في هذا الوقت، ويجب أن يهتم بحل المشكلات المرتبطة، كـ"(الأزمة المالية، توفير الخدمات والوقود للمواطنين، حل الملفات العالقة مع بغداد) وغيرها".

رأي آخر

في المقابل، وجد عضو مجلس محافظة السليمانية عن الحزب الشيوعي الكوردستاني، كاسترو معروف، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "طلب ثمانية أعضاء لا يمثل رأي المجلس ولا يجوز التعامل مع آراء أعضاء دون عقد جلسة خاصة والتصويت عليها من قبل أعضاء المجلس في جلسة قانونية".

ويبين كاسترو، أن "الكتاب الصادر من نائب رئيس المجلس يمثل رئاسة المجلس ولا يمثل المجلس ولا يستحق الموضوع عقد جلسة لبحث هكذا أمور"، متسائلاً "هل يحق لهيئة رئاسة مجلس السليمانية، البت في موضوع معين، اعتمادا على طلب مقدم من أعضاء قلة دون الرجوع إلى أعضاء المجلس الآخرين؟ .

أداة المتخاصمين

"الجندر" أو النوع الاجتماعي، بحسب الكاتب الكوردي، سلام عبد الله، هو أداة بيد الإسلاميين والعلمانيين، وهما بعيدين عن أهداف هذا الموضوع، لافتاً إلى أن "بعض الإسلاميين لم يطبقوا مبادئ الدين التي تنص على المساواة وتكافؤ الفرص بن الجنسين، ولهذا حاول البعض من العلمانيين استغلال هذا الشيء للرد على خصومه من خلال الترويج لقضية تستفز خصومه.

وأشار عبد الله، خلال حديثه للوكالة، إلى أن "برلمان كوردستان أصدر في عام 2010 قانون رقم (14) وتنص المادة (10) منه  والخاصة بوزارة الثقافة والشباب في الإقليم، على نشر ثقافة الجنس الاجتماعي (الجندر).

ورأى الكاتب الكوردي، أن "الطرفين الإسلاميين والعلمانيين يهدفان إلى تجاهل حقوق المرأة في المجتمع واستعبادها، وهو يجد أن منح المرأة حقوقها تكون عن طريق قوانين خاصة ووفقا لأنظمة الديمقراطية والمتحرر وخصوصا النظم الاشتراكية".

نسوة كوردستان

بدورها، نوهت الناشطة في مجال حقوق المرأة، هوراس أحمد، إلى معوقات كثيرة قالت إنها "تحول أمام مشاركة النساء بالقرار وتقلدهن مناصب عليا"، مشيرة إلى "لائحة معوقات تشمل الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والقانونية وحتى الإعلامية".

وفيما يخص العوائق الاجتماعية، أوضحت أحمد للوكالة، أن "نظرة المجتمع للنساء هي نظرة ذات إطار اجتماعي، إذ ينظر اليها في اطار دورها الاجتماعي، وحتى في مسألة تعريف العمل فهناك تعريف اجتماعي (جندري)، ولذا حددت للنساء لائحة مهن معينة أو مجالات عمل محددة، لأن النساء ضمن المنظور الاجتماعي السائد لا يمكنهن العمل في بعض المهن والمواقع".

وتابعت: "يتم تقييد النساء بمهن في الغالب ذات طابع إنساني كالصحة والتربية والتعليم والعمل الاجتماعي وحقوق الإنسان والطفل، فهم يعتبرون أن مجالات العمل هذه والتي ترتبط بالجانب الاجتماعي مناسبة لشخصية وخصوصية المرأة، لكن هذه النظرة تتقاطع مع مبدأ المساواة وتمثل توزيع وتصنيف (جندري) للوظائف والمهن".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon