الانسحاب بمثابة "هدية" للصين وايران .. تقرير يوصي بإبقاء القوات الامريكية في العراق

الانسحاب بمثابة "هدية" للصين وايران .. تقرير يوصي  بإبقاء القوات الامريكية في العراق
2024-11-15T11:43:57+00:00

شفق نيوز/ رصد معهد "منتدى الشرق الاوسط" الامريكي التحولات التي تطرأ الآن في ظل إدارة الرئيس الجديد دونالد ترامب، بما في ذلك ضرورة عدم الانسحاب من العراق، معتبرا أنه سيكون بمقدور الادارة الأمريكية الجديدة اعادة توجيه السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الاوسط.

وأوضح التقرير الأمريكي تحت عنوان "اذا غادر ترامب العراق، فسيكون ذلك هدية لإيران والصين"، انه امام الولاية الثانية لترامب فرصة اعادة تعديل السياسة التي ينتهجها جو بايدن، والتي من بينها محاولة استرضائه ايران، لتحل محلها سياسة "الضغط الأقصى"، والخروج عن سياسة شيطنة السعودية، لصالح شراكة ترامب مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، وذلك بالاضافة الى الخروج من العدوانية السلبية لادارة بايدن تجاه اسرائيل، لصالح الارتباط بعلاقات وثيقة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

الا ان المعهد الامريكي اشار الى انه "من غير الواضح ما اذا كان ترامب سيتراجع عن قرار بايدن بالانسحاب من العراق".

واعتبر التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، أنه في حال كان ترامب يسعى الى تعزيز تفوقه الاستراتيجي، فانه يتحتم عليه التعلم من دروس انسحابات الرئيسين باراك اوباما وجو بايدن، مشيرا الى ان اوباما امر في العام 2011، القوات الامريكية بالانسحاب من العراق في حين قامت الميليشيات المدعومة من ايران وتنظيم داعش بملء هذا الفراغ الناتج عن ذلك، وهو ما استدعى عودة القوات الامريكية الى البلد، بينما كانت الخسائر البشرية الناتجة عن صعود داعش كبيرة جدا.

وتابع التقرير انه في حين بادر ترامب الى اتفاق للانسحاب من افغانستان، فان ادارة بايدن لذلك الانسحاب لاحقا كانت بمثابة كارثة، مذكرا في هذا الإطار، بالفوضى في مطار كابول الدولي والهجوم الذي اسفر عن مقتل 13 عسكريا اميركيا، مضيفا ان واشنطن خسرت موقعا متقدما تظهر من خلاله قوتها، وتجمع المعلومات الاستخبارية، وتنفذ العمليات العسكرية، في حين صارت حركة طالبان مستمرة في تآمرها مع اعداء امريكا من الصين الى ايران، ويعود خطر تنظيم القاعدة وتنظيم خراسان الى الظهور من جديد.

ولهذا، قال التقرير الامريكي انه قبل الخروج من العراق، يتحتم على ترامب ومستشاريه أن يستوعبوا ما هي تكلفة التنازل عن الارض الاستراتيجية، مضيفا انه يتحتم على الولايات المتحدة البقاء في العراق، وليس فقط في اقليم كوردستان في المستقبل القريب.

ورأى التقرير ان منتقدي الوجود الامريكي في العراق بامكانهم التنديد به باعتباره خطيئة في الأصل، وإلى أن الاستثمار في العراق لم يكن متناسبا مع التعهد الذي أطلقه الرئيس جورج بوش في خطاباته المتغطرسة، الا انه اعتبر ان الولايات المتحدة ليس لديها ترف أن تتخبط في الحاضر لأنها في حالة خلاف مع الماضي.

واوضح انه "يجب على الاستراتيجيين الأمريكيين ان يتخذوا قرارات سياسية بناء على الحقيقة على الأرض في الوقت الراهن".

ولفت التقرير الى اهمية فكرة ان لدى الولايات المتحدة قوات متمركزة في العراق بتكلفة منخفضة ومع عدد قليل من الضحايا، مضيفا ان على ادارة ترامب الجديدة ان تتساءل عما ستربحه الولايات المتحدة من خلال الانسحاب.

واشار الى اهمية الاستفادة من الدرس الأفغاني، حيث بإمكان الولايات المتحدة كبديل الحفاظ على وجودها في النقاط الرئيسية مثل قاعدة عين الأسد الجوية، كما انه بامكانها تجنب اثارة خلق فراغ تستفيد منه الصين او روسيا او ايران وتملأ الفراغ، مضيفا ان استمرار التواجد الأمريكي يوفر القدرة على تحقيق نتائج استراتيجية وتشغيلية بما يساهم في تعزيز المصالح الوطنية للولايات المتحدة.

واوضح التقرير ان تعزيز المصالح يتم من خلال الأفكار التالية، اولا ان الوجود الاميركي من شأنه تمكين الولايات المتحدة من إبراز قوتها في المنطقة من خلال الوسائل العسكرية والدبلوماسية والاستخباراتية والاعلامية، وهو بدوره بمقدوره ان يساعدها في ردع طموحات ايران النووية، وإحباط عدوانية تركيا تجاه الكورد، ودعم اسرائيل في دفاعها ضد إيران ووكلائها، وتعزيز التحالفات القائمة مع المملكة السعودية ودول الخليج.

وثانيا، قال المعهد الامريكي ان الوجود الاميركي يمكن ان يساعد في احباط محاولات الميليشيات والفصائل السياسية المدعومة من ايران داخل العراق لتقويض الحكومة العراقية ونثر الفتنة.

وثالثا، اعتبر التقرير الامريكي ان الوجود العسكري الامامي يوفر مراكز لوجستية وتخطيطية من اجل شن عمليات عسكرية ضد قوات العدو التي قد لا يمكن ردعها، بالاضافة الى انها تسمح بتنفيذ عمليات متواصلة بإمكانها الحد من قدرة الخصم على حشد قواه.

أما في النقطة الرابعة، فقد قال التقرير ان بامكان التعاون الأميركي الطويل ان يخلق النفوذ على الحكومة العراقية والمواطنين العراقيين مع مرور الوقت، موضحا ان التعاون الاقتصادي مع العراق، يمكن ان يرسخ الاساس لتحالف دائم مع العراق المائل نحو الغرب في قلب الشرق الاوسط.

وبينما ختم التقرير بالقول انه ما من شيء من هذه النتائج مضمونة، الا انه اعتبر ان "التخلي عن العراق يضمن ان العكس هو الصحيح"، موضحا ان الخروج من العراق يعني خسارة اي قدرة على القيام بعمليات وتحقيق أهداف استراتيجية في المنطقة".

وخلص التقرير الى القول انه "التساؤل لا يتعلق بما إذا كان ترامب سيعيد الجنود الامريكيين الى الوطن، وانما ما إذا كان سيعمل على تقوية ايران والصين على حساب أمريكا".

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon