الأنبار: "العرف العشائري" يعيد عوائل داعش إلى المخيمات ويعيق غلق ملف النزوح
شفق نيوز/ رغم مرور أكثر من أربعة أعوام على تحرير محافظة الانبار غربي العراق، من سيطرة تنظيم داعش، إلا أن الحكومة العراقية لم تتمكن من تحرير أهالي المحافظة من الأزمات التي خلفها التنظيم، ومن أهمها أزمة النزوح التي أصبحت تهدد بالثأر لضحايا داعش على حساب الأبرياء من ذويهم.
العودة إلى المخيمات
وكشف مصدر مسؤول في ديوان محافظة الانبار لوكالة شفق نيوز، اليوم الخميس، عن "قيام عشرات العوائل بالعودة إلى مخيمات النزوح، بعد أن تمت إعادتهم إلى مناطق سكناهم الأصلية في المحافظة، وذلك لما تعرضوا له من تهديدات بالقتل وأخذ الثأر من قبل عدد من سكان مناطقهم، وذلك بسبب إنضمام أحد أفراد العائلة إلى صفوف تنظيم داعش.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه؛ أنه "رغم الجهود التي بذلت من أجل إعادة العوائل إلى مناطقهم وغلق ملف النزوح في الانبار، إلا أن عدم تعاون العديد من شيوخ العشائر في مسألة ضمان سلامة العوائل التي انضم أحد أفرادها في صفوف داعش، تسبب بعرقلة غلق الملف".
وأردف المصدر؛ ان "هناك المئات من النازحين خارج الانبار، لم يتمكنوا من العودة لذات السبب، ومن بينهم موظفون تربويون وأطباء وممرضون، وهذا ما تسبب أيضا بزيادة النقص الحاصل في إعداد الكوادر التربوية والطبية، خصوصا في الاقضية الغربية من المحافظة".
فرحة لم تكتمل
ويقول عمر حمدي (24 سنة)، "فرحنا بعودتنا إلى مناطقنا بعد أن ذقنا مرارة النزوح لأربعة سنوات داخل خيام مهترئة، ولكن بعد أيام قليلة قضيناها في منزلنا، بدأت تصلني التهديدات بالقتل من أبناء منطقتي، بسبب انضمام أحد أفراد عائلتي إلى صفوف داعش، والذي أعلنا البراءة منه، منذ أن انضم إليهم".
ويضيف حمدي وهو من سكنة قرية النساف التابعة لقضاء الفلوجة شرق الانبار، متسائلا، "ما ذنبي وعائلتي ان ندفع ضريبة خطأ أخي؟ فأنا واحد من أكبر المتضررين، فقد هدم منزلي على يد داعش، وسرق محلي الذي كنت أمارس مهنة الحدادة به قبل التهجير".
ابو الداعشي
واما اسماعيل خضر ( 47 سنة ) والذي يسكن في مدينة الخالدية شرقي الانبار، فيقول بصوت يائس "عدت للخيمة التي آوتني لسنوات، بعد رفض أحد أبناء منطقتي لعودتي، والذي أطلق عليّ اسم (ابو الداعشي)، وها أنا اسكن في الخيمة مع عائلتي البالغ عدد أفرادها ست أشخاص، وثلاثة منهم تركوا دراستهم، بسبب غدر اخيهم بنا".
أصوات انتخابية
من جهته يقول رئيس مجلس شيوخ واعيان قضاء الفلوجة، طالب الحسناوي، لوكالة شفق نيوز، "لقد عملنا بالتعاون مع الحكومة المحلية والقوات الأمنية من أجل إعادة النازحين إلى مناطقهم، ولكن لا يمكن السيطرة على المواطنين الذين فقدوا حياة أحد من ذويهم على يد داعش، والبالغ عددهم بالآلاف، لذا على الجهات المعنية اتخاذ إجراء سليم يضمن سلامة جميع الأطراف" .
ويرى وسام العيساوي، وهو أحد شيوخ عشائر قبيلة البو عيسى، بأن "الحكومة المحلية في الأنبار لم تكن جادة في حل هذه القضية، كون انصافهم لعوائل داعش، سيتسبب في بخسارتهم للعديد من شيوخ العشائر وأبنائها، وهذا يعني خسارتهم العديد من الأصوات الانتخابية المقبلة، لذا اعتقد بأن سيتم معالجة هذه المشكلة بعد الانتخابات".
وأشار مسؤول امني في قيادة شرطة محافظة الأنبار، في حديث له لوكالة شفق نيوز، إلى أن "القانون فوق الجميع، وعوائل داعش لا ذنب لهم، ولكن الانبار محافظة يحكمها العرف العشائري، ومن الصعب السيطرة على مثل هذا الأمر بها، وعوائل داعش ليس بالضرورة أنهم كانوا مؤيدين للأفراد الذين انحرفوا منها، كما ان القانون العراقي لا يحاسب بجريرة الغير".