احتضان كندي للناجين الايزيديين للتكيف وتجاوز ما بعد الاهوال
شفق نيوز/ ذكر موقع "كالغاري جورنال" الكندي، أن اللاجئين الايزيديين في كندا يخضعون لبرنامج مساعدة في في مقاطعة ألبرتا بعدما اجبروا على مغادرة وطنهم هرباً من الابادة الجماعية، واصبحوا يواجهون ازمات نفسية وجسدية منهكة فيما يحاولون التكيف مع حياتهم الجديدة في كندا.
وقال تقرير نشره الموقع اليوم، وترجمته وكالة شفق نيوز، إنه في العام 2016، تم اطلاق سراح الالاف من الايزيديين او فروا من الاسر، وقامت كندا على مدى العامين التاليين، باعادة توطين نحو 1400 لاجئ، بما في ذلك في مدينة كالغاري في مقاطعة ألبرتا.
واوضح التقرير الكندي أن برنامج "صحة اللاجئين" التابع لمعهد الصحة العامة التابع لجامعة كالغاري اوبراين، يحاول مساعدة هؤلاء اللاجئين الذين جرى توطينهم في كالغاري، من خلال متابعة اثار الصحة العقلية على اللاجئين، وتحديداً الايزيديين.
ويجمع البرنامج احصائيات متعلقة مثلاً بالانفصال عن الاسرة لتحديد عدد اللاجئين الذين عانوا من ذلك، ويتابعون ايضاً انماط مشكلات الصحة النفسية التي تسببت فيها مشكلة محددة، ثم يستخدمون هذه الابحاث لتحديد أساليب دعم اللاجئين ومساعدتهم في التغلب على الصدمات المرتبطة بها.
ولفت التقرير الى تجربة "نور حسن" وهي باحثة مساعدة تعمل في البرنامج، قدمت بحثها من خلال سلسلة ندوات عبر الانترنت حول الصحة العقلية للاجئين والمهاجرين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وذلك في اطار سلسلة ندوات عبر الانترنت استضافها مركز الادمان والصحة العقلية، وكانت نور حسن تعمل مع مجتمع اللاجئين الايزيديين من اجل مساعدتهم على ادراك وتعزيز صحتهم النفسية.
ونقل التقرير عن نور حسن قولها، إن "داعش قتل 5 الاف ايزيدي، واختطف 7 الاف واحتجزهم في الاسر، وتعرضوا لفظائع مروعة، بما في ذلك الاغتصاب والتعذيب والعبودية".
وتابعت نور حسن قولها إن اللاجئين الايزيديين "اعيد توطينهم في كندا بعد وقت قصير من اطلاق سراحهم من الاسر، وهم عانوا من الصدمة والعنف"، مضيفاً أن الامر المختلف بالنسبة الى اللاجئين الايزيديين، عن اللاجئين السابقين الذين جاءوا الى كندا، هو ان الايزيديين هم من بين اكثر المكونات التي تعرضت لصدمة شديدة".
واشار التقرير الى ان نور حسن بالاضافة الى محاولتها تقديم المساعدة فيما يتعلق بصحتهم النفسية، فانها أمضت وقتاً في البحث عن بعض الاسباب الرئيسية للصدمة بين هذه المجموعة من اللاجئين الذين جرى توطينه في كالغاري، وقامت بمتابعة 63 عائلة، من بينهم 60 عائلة، عانت من تجربة الانفصال، وخصلت في دراستها الى ان تجارب الانفصال التي حلصت خلال فترة داعش، كانت احد الاسباب الرئيسية لحالتهم النفسية السيئة.
ونقل التقرير عن "نور حسن"، قولها إن "الحكومة الكندية بامكانها تحسين الصحة النفسية للمرضى الى حد كبير من خلال العمل للمساعدة في لم شمل افراد العائلات، وايضا من خلال ضمان الا تتسبب سياسات لم الشمل في المزيد من تفكيك عائلات اللاجئين".
وبحسب التقرير، فأن الظروف المعيشية السيئة قبل الهروب جعلت المجتمع عرضة بشكل اكبر لسوء الصحة النفسية والبدنية، وهو ما يعني انهم بحاجة اكبر الى دعم لرعايتهم صحيا.
وخلصت الدراسة التي قامت بها نور حسن إلى أن السكان الايزيديين في كالغاري يعانون من عدد من الامراض النفسية والجسدية، من بينها اضطراب ما بعد الصدمة والارق والاكتئاب والقلق، والامراض المعدية.
وختم التقرير بالاشارة الى ان الايزيديين في كالغاري يتلقون حالياً الدعم في مجالات التوظيف والاسكان والرعاية الطبية من جانب الحكومة ومنظمات مثل برنامج "صحة اللاجئين"، وهو ما ساعدهم على التكيف والاستقرار في اماكن مختلفة في جميع انحاء كندا، وبدء الرحلة الطويلة للتعافي من الصدمات التي عانوا منها.