اجتماع النقب.. بوصلة عربية نحو إسرائيل لإنهاء خطر "وكلاء" إيران
شفق نيوز/ تحتل إيران بندا رئيسيا في اللقاء غير المسبوق الذي تستضيفه إسرائيل في النقب، بمشاركة وزراء خارجية عدة دول عربية والولايات المتحدة يوم الأحد وغداً الاثنين، في ظل تقلبات إقليمية ودولية، وتزايد الحديث عن قرب التوصل إلى تسوية فيما يتعلق بالمفاوضات النووية الغربية مع طهران.
وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في تقرير لها ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "الاجتماع الذي يستضيفه وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد على مدى يومين، يوصف بأنه استعراض للقوة ضد إيران".
توجه نحو إسرائيل
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أن "وزراء خارجية الإمارات والبحرين والمغرب ومصر، سيجتمعون مع لابيد ووزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، وأن إيران من دون شك، تحتل الصدارة على جدول الأعمال".
واعتبرت الصحيفة، أن اجتماع النقب الذي لا سابق له منذ سنوات عديدة، لا يعكس وحدة موثوقة بين هذه الأطراف، وفي الواقع، فإنها بالعكس من ذلك، مشيرة إلى أن "بعدما شاهدوا تطورات مثيرة للقلق، فإن هؤلاء السياسيين يهرعون إلى إسرائيل في محاولة لتعديل السياسة الأمريكية، قبل أن يضطروا إلى التعامل معها بأنفسهم".
ونقل التقرير، عن الباحث في معهد السياسة والاستراتيجية في جامعة ريخمان الإسرائيلية، موشيه آلبو، قوله إن "الأوقات اليائسة تتطلب إجراءات يائسة، فالقمة مؤشر أولي على الإحساس بإلحاحية الموقف في ضوء عوامل عديدة تتجمع وتتحول إلى تهديد متعدد الأبعاد لاستقرارهم الداخلي، ولوضعهم الإقليمي".
ولفتت الصحيفة، إلى أن "التهديد الرئيسي يتمثل في إيران ووكلائها"، موضحة أن "الحرس الثوري الإيراني وشبكاته، يتحولون إلى عدائية أكبر وأظهروا قدرات أكثر خطورة في الأسابيع الأخيرة".
هجمات إيران
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى هجمات الحوثيين في اليمن خلال شهري كانون الثاني وشباط الماضيين، على الإمارات بما في ذلك هجوم بالصواريخ الباليستية في 31 كانون الثاني، بينما كان الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتزوغ، يقوم بزيارة إلى أبو ظبي، فضلاً عن الهجمات الحوثية على السعودية والتي استهدفت مواقع نفطية ومائية، واستهداف مدينة جدة قبل إقامة سباق "الفورمولا وان" بيومين، إضافة إلى استهداف مدينة أربيل بـ12 صاروخا بالقرب من القنصلية الأمريكية.
الاتفاق النووي
ورجح التقرير، احتمالية أن تؤدي المفاوضات النووية في فيينا إلى رفع الحرس الثوري الإيراني عن لائحة الإرهاب الأمريكية".
وذكر آلبو، إن "دول الخليج تقول: تمهلوا لحظة"، مضيفا انه "يوجد لدينا ركيزة استراتيجية (أي الولايات المتحدة) من المفترض أن تدعمنا بالاستقرار الإقليمي، وهي ايضا تقود الجهود احياء الاتفاق النووي مع إيران. وهذا يجعل إيران أكثر جرأة في المنطقة، وبالتالي فان مدى التهديد الإيراني يتزايد باستمرار".
كما نقل التقرير عن رئيس معهد القدس للدراسات الاستراتيجية أفرايم اينبار قوله، إن "الاميركيين مصممون على توقيع (الاتفاق النووي)، والدول هنا شديدة القلق"، لافتاً إلى أن بلينكن "آت من أجل تهدئة الجميع".
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية، أن "الهدف من قمة النقب لدول اتفاقية ابراهيم ومصر، هو بذل ما في وسعها من أجل تعزيز الدعم الأمريكي، وأنهم يدركون أنه ما من قوة اخرى بإمكانهم الاعتماد عليها لتأمين السلاح والدعم العسكري والاستخباراتي والردع ضد إيران".
وأشارت إلى أن "الوضع المثالي هو أن الأمريكيين سيقدمون ضمانات دبلوماسية وأمنية من أجل تهدئة أسوأ مخاوف شركائهم الإقليميين، لكن الصحيفة نقلت عن الخبير الإسرائيلي موران زاغا قوله إنها "عملية معقدة ولن تنتهي بمجرد إعلان ضد دولة".
تعايش مع إيران
وأكدت الصحيفة أن "في حال عاد وزراء الخارجية إلى دولهم بخيبة امل، فان الاضطرابات الدبلوماسية الاقليمية في الاسابيع الاخيرة، قد تتحول الى عاصفة حيث يستوعب اللاعبون الإقليميون أنهم مضطرون الى تسيير أمورهم بأنفسهم من دون الولايات المتحدة"، متوقعة أن "تستمر الإمارات والسعودية بمبادراتهما الهادئة تجاه إيران في محاولة ضمان شكل من أشكال الاستقرار".
وأوضحت الصحيفة، أن "بإمكان السعودية والإمارات أيضا أن يظهرا لكل من إيران والولايات المتحدة أنهما يعرفان كيفية التعايش بدونهما"، مضيفة أن من المحتمل أيضا "التوصل الى وضع إطار إقليمي للأمن البحري، في حين ان رئيس الحكومة الاسرائيلي نفتالي بينيت طرح فكرة اقامة شبكة دفاع جوي إقليمية".
تعطيل "وكلاء" إيران
ونوهت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إلى أن "هجمات الحوثيين على مواقع شركة (أرامكو) في مدينة جدة السعودية ومدينة أربيل، تعكس التهديد الإيراني المتصاعد في المنطقة".
ولم تشارك السعودية في اجتماع النقب، لكن "جيروزاليم بوست"، أشارت إلى أن "الرياض تأمل بالحصول على المزيد من الدعم من المجتمع الدولي في مواجهة الحوثيين".
وتابعت الصحيفة الإسرائيلية، أن "الهجمات المتصاعدة على السعودية، تكشف النقاب عن خطة إيرانية أكبر لضرب الرياض والضغط عليها، في وقت تحاول فيه إيران إبرام اتفاق نووي جديد، وتظهر أيضا كيف يمكن لإيران القوية أن تصعد من هجماتها في جميع أنحاء المنطقة".
وتشير التكهنات، وفقاً لـ"جيروزاليم بوست"، إلى أن دول الخليج والاردن ومصر تسعى إخراج إيران من سوريا والعراق، بما قد يعزز الاستقرار الإقليمي من خلال تعطيل قدرة طهران على دعم وكلائها في المنطقة".