ميسان العراقية وخراسان الإيرانية تفتحان أبواب شراكتين أكاديمية واقتصادية جديدتين
جانب من اللقاء - 5 تشرين الأول 2025
شفق نيوز- ترجمة خاصة
كشف محافظ خراسان الرضوية (شمال شرقي إيران) غلام حسين مظفري، يوم الأحد، أن أكثر من ثلاثة ملايين زائر عراقي يقصدون المحافظة سنوياً، فيما يتلقى أكثر من 3800 طالب عراقي تعليمهم في جامعات مشهد، مركز المحافظة، مؤكداً الاستعداد لتوسيع آفاق التعاون الأكاديمي والعلمي مع المؤسسات العراقية، خاصة في محافظة ميسان.
جاء ذلك خلال لقاء محافظ ميسان العراقية، حبيب ظاهر الفرطوسي، الذي يزور المحافظة الإيرانية، بنظيره مظفري، حيث ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون الأكاديمي والاقتصادي، وإمكانيات الاستثمار المشترك، لا سيما في مجالات الصناعة والزراعة والسياحة الصحية والنفط، مؤكدين الرغبة في بناء علاقة شراكة إستراتيجية تخدم الطرفين.
ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية تفاصيل هذا اللقاء الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، حيث قال مظفري إن "من بين ستة ملايين زائر عراقي يزورون إيران سنوياً، يسافر ثلاثة ملايين إلى خراسان (مشهد). ونحن سعداء بإقامة تبادل ثقافي جيد بين إيران والعراق".
ولفت مظفري إلى أنه "على الرغم من عدم وجود حدود مباشرة بيننا وبين محافظة ميسان، إلا أنه بإمكاننا أن نكون بوابة لهذه المحافظة والعراق للدخول إلى أفغانستان وآسيا الوسطى من خلال إنشاء طريق مناسب".
وأوضح أنه "لدينا منطقتان للتجارة الحرة والصناعة على حدود تركمانستان وأفغانستان، تُعتبران فرصة مهمة للتبادل الصناعي والاقتصادي المشترك. ومحافظة خراسان الرضوية، التي تضم ستة آلاف وحدة صناعية عاملة و46 مدينة صناعية، على أتم الاستعداد للتعاون".
وتابع: "أجرينا بعض التبادلات مع محافظة كربلاء، وقد تم إرساء علاقات أخوية بين كربلاء وخراسان الرضوية، ونحن مستعدون لتنفيذ هذا الأمر مع محافظة ميسان أيضاً".
وبين مظفري أن "صادراتنا إلى أفغانستان والعراق وإقليم كوردستان مهمة، ونحن مستعدون لتوسيع هذه التبادلات مع محافظة ميسان. في قطاعي الزراعة والنفط، تنشط في المحافظة شركات معرفية قوية، ويمكن الاستفادة من قدراتها. كما نتمتع بقدراتٍ عالية في مجال السياحة الصحية، ويمكننا توفير قائمةٍ بمراكزَ مرموقةٍ للقبول المباشر للمرضى".
وأضاف المحافظ: "يدرس أكثر من 3800 طالب عراقي في جامعات خراسان الرضوية. ونحن على استعدادٍ لزيادة التعاون الأكاديمي والعلمي".
من جانبه، صرّح محافظ ميسان العراقية حبيب ظاهر الفرطوسي، في هذا اللقاء أن "محافظة ميسان تقع في جنوب العراق، وتحدّ محافظتي إيلام وخوزستان. وتجمعنا روابط ثقافية واقتصادية وعائلية قوية، لا سيما مع محافظة إيلام. يُعدّ منفذ (جذابة) الحدودي أحد أهمّ المنافذ لدخول زوار الإمام الحسين من هذه المحافظة".
وأردف أن "عدد سكان محافظتنا يبلغ نحو مليون و400 ألف نسمة، وهناك العديد من فرص الاستثمار في ميسان. بعد اكتمال مدينة طب الاقتصادية، التي تمتدّ على مساحة 65 ألف هكتار، وتضمّ قطاعات صناعية وزراعية وسياحية، حظيت هذه المنطقة باهتمام خاص من رئيس الوزراء العراقي والحكومة".
ودعا محافظ ميسان خلال اللقاء "جميع الشركات القادرة في خراسان رضوي للاستثمار في هذه المحافظة. نحن على استعداد لبناء علاقة أخوية مع خراسان رضوي".
وقال إن "ميسان هي ثاني أغنى محافظة نفطية في العراق بعد البصرة، وتُصدّر 700 ألف برميل نفط يومياً. تتميز هذه المحافظة بأراضي زراعية شاسعة. الزراعة من أهمّ المهن لشعبنا، ولدينا العديد من الأراضي الخصبة، ونحن على استعداد للتعاون مع خراسان رضوي في هذا المجال".
وفي معرض حديثه عن السياحة العلاجية، صرّح محافظ ميسان العراقي قائلاً: "يقصد العديد من مواطنينا مدينة مشهد لتلقي العلاج. نطالب محافظة خراسان الرضوية بإنشاء مراكز طبية موثوقة وذات سمعة طيبة، ليتمكن المرضى من الحصول على خدمات عالية الجودة دون وسطاء أو استغلال".
وأكد "ينبغي أن يكون التعامل مع المرضى العراقيين مماثلاً للتعامل مع المرضى الإيرانيين، وأن تُطبق التعريفات الجمركية بشكل عادل".
يشار إلى أن الوفد العراقي زار قبل هذا الاجتماع بعض الوحدات الإنتاجية والصناعية في محافظة خراسان الرضوية خلال زيارته التي استمرت يومين إلى مدينة خراسان الروضية (مشهد)، واطلع على بعض الإمكانيات الاقتصادية للمحافظة، وفقاً للوكالة الإيرانية.