أحمد الجلبي كمثال.. تقرير ينتقد التدخلات العسكرية الأمريكية: تعتمد معلومات مضللة
شفق
نيوز- ترجمة خاصة
حذر
موقع "أوراسيا ريفيو" الأمريكي من أن أبرز المشكلات الراسخة للسياسة
الخارجية للولايات المتحدة، تتمثل في اعتمادها على المعلومات الاستخباراتية غير
المكتملة والمدفوعة بأهداف مسيسة، وهو ما قاد أمريكا للانخراط طوال عقود بتدخلات
عسكرية مكلفة في أنحاء الشرق الاوسط، من العراق إلى أفغانستان، وكبدت الأمريكيين
موارد هائلة وأودت بحياة الالاف من جنودهم، وأثارت سلسلة من الاضطرابات في الخارج.
واستعان
التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، بحادثتين للإشارة إلى أن معلومات المخابرات
المضللة، هي تلك التي قدمتها شخصيات مثل القيادي العراقي المعارض سابقاً أحمد الجلبي
حول أسلحة الدمار الشامل في العراق ليتبين أن هذه المعلومات الاستخباراتية خاطئة،
لكنها برغم ذلك شكلت السردية التي قادت بشكل مباشر إلى غزو العراق.
أما
المثال الثاني، فقد أشار التقرير إلى أن جماعات المعارضة الإيرانية التي قدمت
ادعاءات خصوصاً حول طموحات طهران النووية، وكان لها قوة جذب في واشنطن على الرغم
من التساؤلات حول دقتها.
وأوضح
التقرير أنه في كلتا الحالتين، فإن الجهات الفاعلة الخارجية طرحت جداول أعمالها
الخاصة، في حين أن صناع السياسة في أمريكا، تحملوا نتائج وعواقب هذه المخاطر.
واعتبر
التقرير أن هذه الأمثلة تسلط الضوء على خطورة تبني وجهة النظر القائلة على أن
"عدو عدوي هو صديقي"، موضحاً أن القرارات الأمريكية القائمة على هذا
المنطق، كثيراً ما قوضت المصالح طويلة المدى.
وبحسب
التقرير، فإن التدخلات العسكرية التي تبررها الاستخبارات غير الموثوقة لا تؤدي فقط
إلى زعزعة استقرار المناطق، وأنما تضعف أيضاً مصداقية الولايات المتحدة، وتحول
موارد دافعي الضرائب بعيداً عن الاحتياجات المحلية الملحة.
وبناء
على ذلك، دعا التقرير إلى ضرورة وجود حجة قوية لاتباع نهجاً أكثر حذراً وقائماً
على الأدلة، موضحاً أنه يجب التحقق من معلومات الاستخبارات بشكل مستقل، وإبعادها
عن الأجندات الحزبية، وتقييمها ضمن إطار إستراتيجي أوسع.
وبحسب
التقرير، فإن الأكثر أهمية من ذلك، أنه يجب أن تعطي السياسة الخارجية الأمريكية الأولوية
للدبلوماسية والتعاون المتعدد الأطراف والاستقرار على المدى الطويل، بدلاً من
المكاسب التكتيكية قصيرة المدى.
وختم
التقرير بالقول إن السعي لتحقيق السلام وضبط النفس، قد يخدمان المصالح الأمريكية
بشكل أفضل من شن حروب قائمة على ادعاءات مشكوك فيها.
وخلص
إلى القول إن "الدرس المستفاد من التدخلات السابقة واضح: يمكن للاستخبارات
المضللة والتلاعب الخارجي، أن يؤدي إلى توريط الولايات المتحدة في صراعات مكلفة
ولا ضرورة لها وبالإمكان تجنبها".