بعد مطالبته بقاعدة باغرام.. تقرير يذكّر ترامب: "عين الأسد" ليست أمريكية

بعد مطالبته بقاعدة باغرام.. تقرير يذكّر ترامب: "عين الأسد" ليست أمريكية
2025-09-22T12:53:55+00:00

شفق نيوز- ترجمة خاصة 

سلطت مجلة "فوربس" الأمريكية، الضوء على التصريحات الملتبسة التي صرح بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول تشييد الجيش الأمريكي لقاعدة عين الأسد العسكرية في محافظة الأنبار العراقية، مذكرة بأن القاعدة قد تم تشييدها على يد شركة يوغسلافية في ثمانينيات القرن الماضي، وبإشراف عراقي. 

ويأتي هذا التذكير من المجلة الأمريكية، بعد تصريحات ترامب، الأخيرة حول "استعادة قاعدة باغرام" الجوية في أفغانستان، والتي أيضاً قال عنها الرئيس الأمريكي بأن الولايات المتحدة هي من شيدتها، مذكرة بمواقفه المشابهة التي اتخذها حول "قاعدة عين الاسد" الجوية في غرب العراق. 

وأوضحت المجلة الأمريكية في تقرير لها ترجمته وكالة شفق نيوز، أنه بعد مرور نحو شهر على الذكرى السنوية الرابعة للانسحاب الأمريكي الكارثي من أفغانستان، فإن ترامب طالب حركة طالبان الأفغانية الحاكمة باستعادة الولايات المتحدة السيطرة على قاعدة باغرام الاستراتيجية، حيث لفت إلى أن الولايات المتحدة هي من شيدت هذه القاعدة الأفغانية الواسعة، وهو ما سبق أن أشار إليه عن قاعدة عين الأسد الجوية الكبيرة التي استخدمها الجيش الأمريكي في العراق.

واستعاد التقرير منشور ترامب على منصة "تروث سوشيال" السبت الماضي، والذي كتب فيه أنه "إذا لم تعد أفغانستان قاعدة باغرام الجوية إلى من شيدوها، (أي الولايات المتحدة)، فستحدث أمور سيئة". 

لكن التقرير، لفت إلى أن حركة طالبان ردت يوم الأحد برفض أي احتمال لتسليم القاعدة إلى الولايات المتحدة أو السماح لها بالوصول إليها.

وبحسب التقرير، فإن ما تم إغفاله في موقف ترامب هو إشارته إلى أن الولايات المتحدة "شيدت" باغرام، موضحا أن الاتحاد السوفيتي هم من شيد القاعدة الجوية بالأساس في خمسينيات القرن الماضي. 

كما بين التقرير أنها ليست المرة الأولى التي يدلي فيها ترامب بتصريحات كهذه، حيث انه خلال أواخر ولايته الأولى، أشار أيضا إلى أن الولايات المتحدة ستحتفظ بوجودها العسكري في قاعدة الاسد الجوية في غرب العراق، وذلك من أجل "مراقبة إيران"، حيث قال الرئيس الأمريكي وقتها، وتحديدا في فبراير/شباط 2019، مشيرا إلى قاعدة الأسد، "لقد انفقنا ثروة طائلة على بناء هذه القاعدة الرائعة.. من الأفضل لنا الاحتفاظ بها". 

وأشار التقرير، إلى أن تصريح ترامب هذا بالإضافة إلى زيارته المفاجئة السابقة إلى قاعدة عين الأسد للقاء الجنود الأمريكيين المتمركزين فيها في كانون الأول/ديسمبر العام 2018، أثار غضب الحكومة العراقية، حيث أنه لم ينسق زيارته معها، مما أدى إلى إثارة اتهامات له بانتهاك سيادة العراق.

والى جانب ذلك، لفت التقرير إلى أن هذه التطورات بالإضافة إلى تصريحاته لاحقا حول عين الأسد، أثار دعوات من فصائل سياسية مدعومة من إيران في بغداد من أجل طرد القوات الأمريكية.

وتابع التقرير أن إيران استهدفت قاعدة عين الأسد مباشرة بوابل من الصواريخ الباليستية ردا على اغتيال ترامب لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في كانون الثاني/يناير 2020، مضيفا أنه برغم أن الصواريخ لم تقتل أي جندي أمريكي داخل عين الأسد، إلا أن العديد من الجنود الأمريكيين، تعرضوا لإصابات دماغية.

ومع ذلك، قالت "فوربس"، إنه على غرار الحال مع قاعدة باغرام، فإن الولايات المتحدة لم تشيّد قاعدة عين الأسد، مذكرا بأن تاريخ إقامة هذه القاعدة يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، عندما شيد العراق شبكة من القواعد الجوية الكبيرة بتصاميم مستوحاة من دروس حربية (1967 و1973) بين العرب وإسرائيل. 

واستطرد التقرير أنه خلال عهد صدام حسين، كانت القاعدة تعرف باسم قاعدة القادسية الجوية، وقد شيدها مقاولون من يوغوسلافيا السابقة، وليس الولايات المتحدة، وكانت ميزتها مدارجها الطويلة والملاجئ المحصنة للطائرات والمصممة لمنع تكرار سيناريو تدمير سلاح الجو المصري في سيناء بهجوم جوي إسرائيلي مباغت في العام 1967.

وذكر التقرير، أن مؤرخ الطيران العسكري توم كوبر تحدث سابقا عن مدى حرص العراق على تعزيز هذه القواعد، حيث نقل عن مدير موارد بشرية في شركة يوغوسلافية للانشاءات كيف "أصر العراقيون على بناء عالي الجودة"، موضحا أنه بينما كانت هذه الشركة تلجأ عادة إلى تقوية البناء الخرساني المسلح لملاجئ الطائرات وغيرها من التحصينات من خلال استخدام مدحلة 500 مرة على نفس الموقع لتقويته، إلا أن العراقيين طالبوا بدلا من ذلك، بتكرار العملية 5 آلاف مرة. 

ونقل التقرير عن كوبر، قائلا إنه "في حال لم يقم اليوغسلاف بذلك (وكان المفتشون العراقيون يتحققون باستمرار مما يفعلونه)، فإنهم سيضطرون إلى تكرار التجربة"، مشيرا إلى أن النتيجة كانت أن أجزاء من القاعدة الضخمة جرى صقلها وتمسيدها ليس 5 آلاف مرة فقط، بل 6 آلاف و7 آلاف مرة". 

وبرغم ذلك، أشار التقرير إلى أن هذه الملاجئ المحصنة كانت عرضة للقنابل الخارقة للتحصينات التي أسقطتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة خلال حرب الخليج العام 1991، لكنه لفت إلى أن القاعدة أصبحت بعد الغزو الأمريكي العام 2003 وإسقاط نظام صدام حسين، رصيدا مهما بسبب موقعها الاستراتيجي في محافظة الانبار والتي وصفت وقتها بأنها "تقع وسط أكثر مناطق العراق تمردا" في ذلك الوقت، وتحولت مع الوقت إلى ما يشبه إحدى مناطق الضواحي الأمريكية وليست منطقة مواجهة عسكرية، حيث أقيمت فيها مطاعم "سابواي" وبيتزا ومقهى وملعب كرة قدم ومسبح. 

ووفق التقرير، فإن قاعدة عين الأسد شكلت على مر تلك السنوات مركزا آمنا نسبيا للقوات الأمريكية في ذروة الصراع، مشيرا إلى أنه في تأكيد أمنها، قام الرئيس الاسبق جورج بوش بزيارة غير معلنة لها في 3 سبتمبر/أيلول 2007، والتي كانت زيارته الثالثة للعراق وقتها.

وأكمل التقرير أن عين الأسد شكلت مركزا رئيسيا لانسحاب القوات الأمريكية من العراق بنهاية العام 2011، لينهي بذلك هذه الحرب المثيرة للجدل والتي لا تتمتع بالشعبية، على الرغم من أن الجيش الأمريكي عاد إلى العراق، وإلى عين الأسد تحديدا، في العام 2014 بعد صعود تنظيم داعش. 

وبحسب التقرير، فقد بقيت القوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد طوال الحرب ضد داعش، ثم انتقل دورها إلى المهمة الاستشارية في كانون الأول/ديسمبر 2021، ثم انسحبت من القاعدة للمرة الثانية في آب/اغسطس الماضي، قبل الانسحاب المقرر في أيلول/سبتمبر 2025 من مناطق العراق الاتحادية. 

وتابع أنه يبدو أن ترامب، خلال ولايته الثانية، فقد أي اهتمام باستخدام عين الأسد "لمراقبة إيران"، مشيرا إلى أن القوات الأمريكية ستبقى في إقليم كوردستان حتى أيلول/سبتمبر 2026 على الأقل.

ولفت إلى أن خطط البناء لمهابط طائرات هليكوبتر إضافية في قاعدة القوات الأمريكية على أرض مطار أربيل الدولي، قد يشير إلى انتشار أوسع هناك.

وشدد التقرير بالقول إنه بينما وسعت الولايات المتحدة قاعدة عين الأسد وعدلتها على مر السنين، ودربت العديد من أفراد الأمن العراقيين هناك، إلا أنه من المبالغة القول إن هذا كان بمثابة "تشييد" أمريكي لها، مضيفا أن كلام ترامب عن أن أمريكا "شيدت" باغرام، على الرغم من أنه غير صحيح، إلا أنه يبدو منطقيا إلى حد ما بالنظر إلى التعديلات الجوهرية التي أجرتها الولايات المتحدة على تلك القاعدة الضخمة على مدى الـ20 عاما التي سيطرت خلالها عليها. 

وطبقاً للتقرير، فإن جورج بوش لم يكن أول رئيس أمريكي يزور قاعدة باغرام، حيث ان الرئيس دوايت ايزنهاور هو أول رئيس أمريكي يزورها في أواخر خمسينيات القرن الماضي عندما كانت أفغانستان تحت نظام الحكم الملكي. 

وختم التقرير بالقول إن طالبان احتفلت في العام الماضي، بانتصار بالذكرى الثالثة لعودتها الى السلطة، ومن خلال عرض معدات عسكرية، معظمها امريكي الصنع، في قاعدة باغرام، تذكيرا بأن أيام الجيش الأمريكي في أفغانستان قد ولت. مضيفاً أنه بينما ينسب ترامب الفضل للولايات المتحدة في توسيع القاعدة الجوية الرئيسية في أفغانستان، وتحسينها وتطويرها بشكل كبير، إلا أن احتمال عودة الجيش الأمريكي إليها بموافقة حكام كابول الحاليين، يبدو مستبعدا للغاية.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon