مقاتلة سابقة في "العمال الكوردستاني" تروي قصة بدأت من الحرب وانتهت بالكتابة

مقاتلة سابقة في "العمال الكوردستاني" تروي قصة بدأت من الحرب وانتهت بالكتابة
2025-05-25T20:59:28+00:00

شفق نيوز/ كشفت يوكسيل جينتش، المقاتلة السابقة في صفوف حزب العمال الكوردستاني، عن خشيتها من غياب الثقة في تحقيق سلام دائم مع الحكومة التركية، رغم إعلان الحزب مؤخراً إلقاء السلاح.

وقالت جينتش، ذات الخمسين عاماً، إن "المقاتلين صادقون، لكنهم يعتقدون أن الدولة ليست كذلك، وأن الحكومة لا تثق بهم".

وبعد أكثر من أربعة عقود من الصراع المسلح مع الدولة التركية، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، أعلن الحزب حلّ نفسه، مستجيباً لدعوة زعيمه التاريخي عبد الله أوجلان، المعتقل منذ عام 1999.

جينتش، التي أمضت سنوات في السجن، تواصل اليوم كفاحها عبر الكتابة، دفاعاً عن حقوق الكورد الذين يشكلون قرابة 20% من سكان البلاد.

وهي التحقت بالحزب عام 1995 أثناء دراستها الجامعية في إسطنبول، في ظل حملة قمع واسعة شهدت إحراق قرى كوردية وغموضاً يلف العديد من الجرائم، حيث قالت: "شعرنا أننا في مأزق، ولم يكن أمامنا سوى خيار الانضمام إلى المقاومة المسلحة".

في شباط/ فبراير 1999، أُلقي القبض على أوجلان في نيروبي بعد تنقل في منفى طويل، وبحسب جينتش، تسبب اعتقاله في صدمة وغضب عارم في أوساط المقاتلين، لدرجة اعتقاد البعض أن القضية الكوردية قد انتهت، لكنها تشير إلى أن أوجلان دعا آنذاك إلى التهدئة، وطالب المقاتلين بإلقاء السلاح وتشكيل مجموعتين لـ"السلام والحل الديمقراطي"، في بادرة حسن نية تجاه الدولة التركية.

كانت جينتش ضمن أولى هذه المجموعات، وتحديداً بين ثلاث نساء وخمسة رجال سلموا أنفسهم في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 1999، ولحقت بهم مجموعة ثانية في الشهر التالي.

وتروي أنهم ساروا مسافات طويلة عبر الجبال تحت أنظار آلاف الجنود، حتى وصلوا إلى سيمدينلي، حيث تم اعتقالهم لاحقاً اذ أمضت يوكسيل خمس سنوات ونصف في السجن بعد تسليم نفسها.

كما قالت: "رأينا في تلك الخطوة تضحية ضرورية، وفرصة لفتح باب الحوار، لم نكن نرفض أوامر أوجلان، بل اعتبرناها جزءًا من مسؤوليتنا نحو السلام".

ورغم الإفراج عنها لاحقاً، عادت إلى السجن مرة أخرى لمدة ثلاث سنوات ونصف بسبب كتاباتها كصحفية في مركز "سوسيو بوليتيك" البحثي في دياربكر، مؤكدة: "العمل من أجل السلام في تركيا له ثمن باهظ".

ورغم التفاؤل النسبي الذي أعقب وصول حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان إلى الحكم، فإن دعوات أوجلان المتكررة لوقف إطلاق النار لم تجد آذانًا صاغية لدى الدولة.

تقول جينتش: "كما في عام 1999، يتجه الحزب اليوم نحو الكفاح السلمي والتحول إلى منظمة سياسية. إلقاء السلاح ليس النهاية، بل بداية لمسار أصعب".

وتضيف: "لا نعتمد على الأمل وحده، لأننا تعلمنا من التجارب أن نكون واقعيين، هناك مناخ عام من انعدام الأمن، والمقاتلون لا يزالون لا يثقون بالدولة، رغم شجاعتهم في إلقاء السلاح دون أن يكونوا قد هُزموا فعلياً".

AFP

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon