خاص.. كوردي في غزة يناشد للعودة إلى كوردستان بعد 40 عاماً من الغربة (صور)

خاص.. كوردي في غزة يناشد للعودة إلى كوردستان بعد 40 عاماً من الغربة (صور)
2025-11-24T08:55:55+00:00

شفق نيوز- قطاع غزة

بين القصص الإنسانية التي خرجت ومازالت تخرج من قطاع غزة ، لاسيما تحت وطأة حرب ضروس لم تغادر أضرارها شيئا فيها، تبرز للعلن قصص أخرى تجمع بين الإنسانية وشيء من الغرابة.

وسط أهالي قطاع غزة كان يتردد الحديث كثيراً عن رجل كوردي يعيش بينهم منذ زمن طويل، وهو جعفر خليل كولان، كوردي يقيم في قطاع غزة منذ عام 1995.

قصته الطويلة ومعاناته اليومية خلال الحرب، يرويها لوكالة شفق نيوز قائلاً إنه "غادر موطنه الأصلي في بلدة المالكية (ديرك، في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا) مع عائلته عندما كان صغيرا حيث سكنوا في دهوك بإقليم كوردستان".

"أنتمي إلى عشيرة كوچر، وجميع أفراد أسرتي نزحوا خلال الحرب السورية إلى محافظة دهوك في إقليم كوردستان، حيث يمتلك شقيقه فرناً وتعيش أخواته هناك"، بحسب كلامه.

وتابع: "في شبابي غادرت بحثاً عن الانخراط في عمل ثوري، متنقلاً بين منظمات كوردية قبل أن ألتحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ومنها انتقل إلى الجزائر عام 1982، ثم أعود إلى غزة في منتصف التسعينيات حيث عملت ضابطاً في السلطة الفلسطينية حتى تقاعدي".

وأضاف كولان، أن هويته الثورية تشكّلت منذ طفولته، حيث  أن والده كان من رفاق الملا مصطفى بارزاني، وإنه تربّى على مبادئ النضال والانتماء القومي منذ صغره.

ويصف كولان، ما أصابه خلال الحرب الأخيرة، قائلاً إن "منزله دُمّر بالكامل منذ الأسبوع الأول، واضطر بعد ذلك للنزوح بين رفح والنصيرات قبل أن يستقرّ في مكانه الحالي"، مبيناً أنه فقد في الحرب العديد من أفراد أسرته.

وأشار إلى أنه دخل غزة في العام 1995 عبر المعبر مع كوادر منظمة التحرير، وحصل حينها على الرقم الوطني الفلسطيني، مؤكداً أن جميع أفراد عائلته يحملون الهوية الفلسطينية.

كما يقول كولان، إنه يشعر بفخر كبير بالمحبة التي يلقاها من أهالي غزة، مضيفاً أنه مثّل صورة مشرّفة للكورد خلال وجوده الطويل هناك، حتى إنه نجا في إحدى المرات من الموت بعد أن ظُنّ أنه فارق الحياة ووُضع في ثلاجة الموتى.

"أنا كوردي ودافعت عن غزة، ومعروف بين الناس هنا. أعتبر نفسي سفيراً للكورد في غزة، وقدّمت صورة جميلة عن شعبي"، حسب ما قاله.

ويتحدث كولان عن ضيق الظروف قائلًا: "أعاني من الطعام والدواء والماء وكل شيء، أنا مُقعَد بسبب جلطة وفقدت البيت والشقة وكل ما أملك، حتى النقود التي ادّخرتها لتزويج ابني ذهبت مع الحرب".

ويجدد تأكيده على رغبته الشديدة في العودة إلى كوردستان فور فتح المعابر، موضحاً أنه كان يخطط للعودة قبل اندلاع الحرب الأخيرة.

كما أوضح: "اشتقت للبلاد وأهلي، أريد التحدث بالكوردية، والاحتفال بعيد نوروز مع إخوتي وأخواتي، أربعون سنة وأنا في الغربة، وأتمنى أن أقضي ما تبقى من عمري في كوردستان وأموت هناك".

وختم كولان، حديثه قائلاً إن "بعض أفراد عائلته سيرغبون بمرافقته في حال تمكن من الخروج"، داعياً الشعب الكوردي إلى "مساعدته في الوصول إلى الإقليم عند فتح المعابر".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon