مسار تهريب النفط الإيراني.. يُخلط مع العراقي ثم يُباع بالأسواق العالمية
شفق نيوز/ تحولت مياه الخليج قبالة العراق لطريق جديدة ومهمة لمهربي النفط الإيرانيين الذين يحاولون تجنب العقوبات، وفقا لمسؤولين أميركيين تحدثوا لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وأعرب العديد من هؤلاء المسؤولين عن إحباطهم نتيجة عدم اتخاذ بغداد وحلفاء آخرين للولايات المتحدة إجراءات جدية لفرض قيود على التجارة مع طهران.
وقال المسؤولون إن "الناقلات الإيرانية تنقل النفط الخام بانتظام إلى سفن أخرى على بعد أميال فقط من ميناء الفاو العراقي الرئيسي، حيث يتم خلط النفط مع شحنات من أماكن أخرى لإخفاء مصدره، وينتهي به الأمر في نهاية المطاف للبيع في الأسواق العالمية".
وفي أحد الأمثلة على ذلك، تقول الصحيفة إنها استعرضت بيانات شحن في شهر مارس الماضي أظهرت أنه "تم نقل 230 ألف برميل من النفط من شركة النفط الوطنية الإيرانية التي تديرها الدولة إلى سفينة راسية في المياه العراقية".
وتضيف أنه "تم خلط الشحنة بالنفط العراقي ومن ثم نقلت إلى سفن أخرى"، وفقا لأشخاص مطلعين على العملية، فيما لم تكن الوجهة النهائية للنفط واضحة.
وقال الأشخاص المطلعون على عملية النقل إن "العملية كانت جزءا من عمل تجاري مربح وشائع بشكل متزايد يتضمن نقل وخلط الشحنات مع سفن أخرى عدة مرات ثم بيع النفط بوثائق تبين أنه عراقي".
وتؤكد الصحيفة أنها لم تتمكن من الوصول إلى مالك السفينة للتعليق، "كما لم يتضح من الذي كان يستأجرها في ذلك الوقت".
وقال المسؤولون الأميركيون إن "صور الأقمار الصناعية تظهر أن مثل هذه المناورات أصبحت شائعة بشكل متزايد، مما يقوض جهود إدارة الرئيس دونالد ترامب الرامية لاتباع سياسة ضغط قصوى على طهران".
ووفقا لصحيفة وول ستريت جورنال فقد "أعربت الحكومة العراقية مرارا عن دعمها للعقوبات الأميركية، لكنها رفض التعليق على ما جاء في هذا المقال".
ويقول مسؤولون أميركيون إن "بعض صادرات النفط الإيرانية تصل إلى دول غير متحالفة مع الولايات المتحدة، مثل سوريا والصين، إلا أنها غالبا ما تمر عبر حلفاء للولايات المتحدة مثل الإمارات أو العراق، حيث يتم إخفاء مصدرها".
وحاولت إيران بشكل متزايد إيجاد طرق لإيصال نفطها إلى السوق على الرغم من العقوبات الأميركية.
وبلغ متوسط صادرات النفط الخام والمكثفات الإيرانية اليومية 827 ألف برميل يوميا في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، وفقا لبيانات شركة معلومات شحن أميركية، حيث يمثل هذا زيادة بنسبة 28 في المئة عن الأشهر الستة التي سبقتها.
وتؤكد الصحيفة أنه مع هذا تعتبر هذه الأرقام أقل بكثير من مستوى 2.7 مليون برميل يوميا التي كانت إيران تصدرها في مايو 2018 قبل فرض العقوبات.
وتصاعدت التوترات بين واشنطن وطهران، منذ انسحاب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من جانب واحد، في 2018، من الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرمه سلفه، وبدأ في إعادة فرض العقوبات التي خُففت بموجب الاتفاق.
وتستهدف العقوبات قطاعات النفط وقطاع البتروكيماويات والتعاملات المالية والحرس الثوري، في خطوة لإجبار طهران على العودة الى طاولة المفاوضات لبحث ملفها النووي ودورها في الشرق الأوسط.