ما سرّ الهبوط المفاجئ للدينار.. "تعمّد حكومي" يدفع البرلمان للتحرك
شفق نيوز/ شهدت العملة المحلية العراقية تراجعا متسارعا أمام الدولار خلال الأيام القليلة الماضي، ما أثار عاصفة من التساؤلات في البلاد حول الأسباب الكامنة وراء هذا الهبوط المفاجئ.
وعزا عضو اللجنة المالية النيابية جمال كوجر تراجع الدينار في الأسواق المحلية إلى خطة حكومية منظمة لخفض العجز المالي وتحقيق وفرة في الإيرادات.
وقال كوجر لوكالة شفق نيوز، إن "الحكومة العراقية تتعمّد رفع أسعار الدولار مقابل الدينار العراقي لتوفير فروقات مالية كبيرة على أمل تحقيق وفرة مالية لخزينة الدولة".
وأشار إلى أن العراق يحصل على الدولار من بيع النفط الخام، ويقوم بتوزيع الرواتب للموظفين بالعملية المحلية الدينار، وتعقد الحكومة أنها ستحقق وفرة مالية في حال تراجع قيمة الدينار أمام الدولار.
واعتبر كوجر أن سياسة رفع أسعار الدولار مقابل الدينار "فاشلة" وتضر بالمواطن العراقي وتحد من قدرته المالية والشرائية في السوق المحلية، على اعتبار أن الأسعار سترتفع في الأسواق المحلية بانخفاض قيمة الدينار.
واستبعد كوجر وجود أي أهداف أو تحكم سياسي باسعار الدولار، مبينا أن "البنك المركزي هو المتحكم الوحيد بسوق الدولار في العراق".
وسجل الدولار الامريكي الاثنين ارتفاعا كبيرا امام الدينار العراقي، اذ بلغ وصل سعر 100 دولار إلى 132 ألف دينار عراقي، وسط ترجيحات باستمرار ارتفاع سعر الدولار.
وبات التراجع المستمر لقيمة العملة المحلية تثير المخاوف في البلاد.
وقالت عضو الاقتصاد والاستثمار النيابية، ندى شاكر جودت، لوكالة شفق نيوز، إن لجنتها ستتحرك مع اللجنة المالية النيابية والبرلمان لمناقشة الهبوط المفاجئ للدينار العراقي امام الدولار الامريكي واتخاذ قرار بشان ذلك بجلسة غدا الثلاثاء.
وأضافت إن "الارتفاع المفاجئ للعملة الاجنبية سيؤثر بشكل مباشر على حياة المواطن من خلال ارتفاع اسعار المواد الغذائية والمواد الاخرى التي يستهلكها المواطن بحياته اليومية".
ورغم تراجع قيمة الدينار أمام الدولار في الأسواق المحلية، إلا أن البنك المركز يبيع الدولار للمصارف بسعر ثابت وهو 1190 ديناراً للدولار الواحد، وهو ما يكلف الدولة خسائر يومية كبيرة لصالح المصارف.
وكشف نائب رئيس لجنة النزاهة في البرلمان العراقي خالد الجشعمي، عن أن خسارة العراق من مزاد العملة فقط لهذا اليوم الاثنين بلغت اكثر من 27 مليار دينار.
وقال الجشعمي في تغريدة على تويتر، إن "خسارة الدولة العراقية من مزاد بيع العملة سيء الصيت بسبب سياسات البنك المركزي ومحافظه بالوكالة بلغت لهذا اليوم فقط 27.6 مليار دينار".
وأضاف "لم اشهد جرأة على السرقة وهدر للمال العام كهذه"، متسائلا "اين انتم يا دولة رئيس الوزراء من تصرفات محافظكم الذي عينتموه بالوكالة خلافا للشروط القانونية، أيعقل ان البنك المركزي يبيع الدولار الى المصارف الاهلية بسعر 1190 دينارا للدولار الواحد، واليوم سعره في السوق 1310 دينارات".
وتابع الجشعمي "ما هذه المهزلة، ما هذا الاستهتار بمقدرات الشعب وخيراته".
ووفق مراسل وكالة شفق نيوز، فإن بورصة الكفاح المركزية في بغداد سجلت ظهر الاثنين، 132000 دينار عراقي مقابل 100 دولار امريكي، وسجلت بورصة الحارثية ببغداد 132000 دينار مقابل 100 دولار.
وسجلت بورصة الكفاح المركزية في بغداد صباح هذا اليوم 128200 دينار عراقي مقابل 100 دولار امريكي.
وأشار مراسلنا إلى أن اسعار البيع والشراء ارتفعت ايضا في محال الصيرفة بالأسواق المحلية في بغداد حيث بلغ سعر البيع 133000 دينار عراقي، بينما بلغت اسعار الشراء 131000 دينار لكل 100 دولار امريكي.
وعزا بعض اصحاب المكاتب هذا الارتفاع بسعر الدولار بشكل سريع الى الاشاعات المتداولة بسعي البنك المركزي لتثبيت سعر الدولار على 130 الف دينار لكل 100 دولار.