"عتمة الظلام وافراغ الجيوب".. "اتفاقات سرية" تلاحق الكهرباء واصحاب المولدات
شفق نيوز/ "اتفاق بين اصحاب المولدات الاهلية ودوائر توزيع الكهرباء العراقية بحرمان المواطنين من الطاقة مع نهاية كل شهر، لغرض دفع اجور جباية عالية لأصحاب تلك المولدات"، هذا ماضجت به مواقع التواصل الاجتماعي، وسط نفي وتوضيحات وتبريرات من قبل السلطات المختصة.
ويرى مواطنون، أن هناك اتفاقاً خفياً بين أصحاب مولدات الكهرباء الاهلية مع دوائر التوزيع الحكومية بإطفاء الطاقة الوطنية مع نهاية كل شهر، ليتم اقرار التسعيرة للمولدات الاهلية بأعلى سعر ممكن، لتعاود استقرارها ما ان يتم الانتهاء من الجباية.
اتفاق سري مسبق
ويقول المواطن محمد الحسني لوكالة شفق نيوز إن "اتفاقاً مسبقاً يجري بين اصحاب المولدات الاهلية ودوائر الكهرباء بإطفاء الطاقة الوطنية بشكل متزايد قبل نهاية كل شهر وتستمر هذه لما بعد الشهر بخمسة ايام"، مبيناً أن "اصحاب المولدات في المنطقة يتفقون على سعر الامبير بسعر عالي ليتم فرضه على المواطنين الذين يرضخون لذلك لعدم وجود بديل لديهم".
ويضيف أن "هذا الامر بات ملموساً وليس بالمخفي لدى كل المواطنين ومنذ سنوات، وغير مستبعد وجود فساد مالي بين اصحاب المولدات الاهلية والمسؤولين في دوائر التوزيع وحتى مجالس المحافظات التي تشرف على ذلك".
وتقول المواطنة (ام احمد) لوكالة شفق نيوز، إن "هناك مؤامرة كبيرة تحاك على المواطن الفقير بين اصحاب المولدات وبين توزيع الكهرباء الوطنية"، مبينة أن الايام الماضية من شهر تشرين الاول لم تشهد اي انقطاع في حين بدأت الانقطاعات مع نهاية الشهر لتصل الى اربع ساعات وهي اشارة لإعلام المواطن المسكين بالتهيؤ لدفع الاموال التي وصفتها بـ"السحت" الى اصحاب المولدات، وفق تعبيرها.
وتشير ام احمد إلى أن "هذه الحالة تتكرر شهرياً بدون اي رادع من قبل الجهات الحكومية"، مشيرة إلى أن "هذا الامر ارهق كاهل المواطن الذي بات يدفع اموالاً كبيرة لتوفير طاقة كهربائية بسيطة التي هي من اهم واجبات الحكومة اتجاه المواطن".
فساد وضعف الرقابة
يقول الخبير الاقتصادي ضرغام محمد علي، لوكالة شفق نيوز، إن "ما يحدث من انقطاع للكهرباء الوطنية مع نهاية كل شهر دلالة على فساد الجهاز الحكومي، وتواطئه مع ارباب المولدات على حساب المواطن لابتزازه"، لافتاً إلى أن "هذا السلوك يسجل بشكل دائم على دوائر توزيع الكهرباء وهي حالة عامة وليست خاصة".
ويرى علي أن "هذا دلالة على ضعف الرقابة على دوائر التوزيع واعطاء كوادرها صلاحيات ممكن أن تظلم المواطن دون محاسبة قانونية".
محض صدفة
من جانبه وصف "علي حسين" صاحب احدى المولدات الاهلية في منطقة الكرادة ببغداد، انقطاع الطاقة في هذا التوقيت من الشهر بأنه "محض صدفة"، نافياً "وجود مثل هكذا اتفاقات"
ويقول حسين لوكالة شفق نيوز، أن "ما يحدث من قطع الطاقة في هذا التوقيت في بعض الاحيان هو من باب الصدفة، نظرا لما تعانيه من ضعف وقلة الانتاج الكهرباء في العراق".
ويشير الى ان "المولدات الاهلية تراقب من قبل المجالس المحلية والمحافظة وتحدد التسعيرة الرسمية لكل شهر"، مستدركاً في الوقت نفسه ان "اغلب المولدات الاهلية لا تلتزم بالتسعيرة وانما تحدد باتفاق ما بين اصحاب المولدات الاهلية في كل منطقة".
الكهرباء تنفي: نظام "سكادا" لايسمح
من جانبها نفت وزارة الكهرباء، وجود اي اتفاق مع المولدات الاهلية بشان عمليات قطع للطاقة الكهربائية الوطنية مع نهاية كل شهر.
ويقول المتحدث باسم الوزارة احمد موسى لوكالة شفق نيوز، ان "هذه الدعوة غير صحيحة بالدليل ان "محطاتنا الطرفية والوسطية مربوطة بنظام سكادا ولا يمكن لاي مشغل أن يتلاعب بالبرمجة"، مؤكداً أن "هناك جهات رقابية تتابع البرمجة، كذلك هناك سجل للاحمال، وهناك جدول للبرمجة تشعر بها السيطرة الوطنية والتوزيع".
واضاف ان "القطع الذي حدث خلال اليومين الماضيين كان بسبب سوء الاحوال الجوية حيث تسببت الرياح القوية انفصال بعض الخطوط وتسببت ببعض الاعمال الطارئة على شبكات التوزيع التي سرعان ما عولجت وتم اعادة التجهيز بشكل كامل".
واكد موسى ان "هناك فرقاً رقابية أيضاً مشكلة من الوزارة تزور المحطات بشكل يومي ومفاجئ، تقوم بالاطلاع على جداول البرمجة و مطابقتها مع الكميات المنتجة والمتوفرة".
وبين نفي وزارة الكهرباء واتهامات المواطن يضطر الاخير الى طرق ابواب المولدات الاهلية ودفع مايطلبه اصحابها من اموال لغضر انارة منزله من عتمة ليل شتاء مقبل.