ديناميكيات سوق النفط.. الهدوء بعد العاصفة

ديناميكيات سوق النفط.. الهدوء بعد العاصفة
2024-06-29T08:53:42+00:00

شفق نيوز/ انخفضت أسعار خام برنت إلى 78 دولارا للبرميل في أوائل شهر يونيو منخفضة من أكثر من 90 دولارا للبرميل التي سجلتها في أبريل، بسبب انخفاض الطلب علي النفط وارتفاع المخزونات العالمية وتخفيف المخاطر الجيوسياسية. 

وعلى مدار الأشهر الخمسة الماضية تقلبت أسعار تداول النفط بشكل كبير تحت تأثير التوترات الجيوسياسية المتزايدة وخفض إنتاج أوبك بلس وبعض علامات ثبات النشاط الصناعي العالمي، ومن المتوقع أن يبلغ متوسط ​​أسعار النفط في عام 2024 قرابة 84 دولارا للبرميل بارتفاع طفيف من 83 دولارا للبرميل فى عام 2023 قبل أن تنخفض إلي 79 دولارا للبرميل فى عام 2025، تشمل المخاطر المحتملة التى تهدد تلك التوقعات تصعيد الصراعات وتراجع امدادات النفط عن المتوقع فى أمريكا الشمالية ونمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بمعدل أضعف من المتوقع.

الطلب العالمي 

يفقد نمو الطلب العالمى علي النفط زخمه، مما يعكس التحديات في البيئة الاقتصادية الكلية العالمية وخاصة تباطؤ النمو فى الصين، ومن المتوقع أن يأتي حوالي ثلاثة أرباع نمو الاستهلاك العالمى فى عام 2024 من خمس دول هم (البرازيل والصين والهند وإندونيسيا والمملكة العربية السعودية)، في حين من المتوقع أن يكون الاستهلاك في الاقتصادات المتقدمة أقل قليلاً، ومن المتوقع أن يزداد نمو الطلب العالمى علي النفط بشكل متواضع فى عام 2025.

ومن المرجح أن يظل الطلب على غاز البترول المسال والإيثان والنفتا قوياً، مدفوعاً باستثمارات الصين المتوسعة في صناعة البتروكيماويات ومبادرات الحكومة الهندية لتعزيز سياسات الطهي النظيف.

المعروض العالمي

من المحتمل أن يصل المعروض العالمي من النفط إلى أعلى مستوي قياسى فى عام 2024 تحت قيادة المنتجين من خارج أوبك بلس، وتشير التوقعات أن يرتفع المعروض بنحو 0.6  مليون برميل يومياً في عام 2024 ليصل الناتج العالمي إلى أعلى مستوى قياسي عند حوالي 103 مليون برميل يومياً، وتدعم هذه الزيادة الإنتاج المرن من خارج أوبك بلس.

ويرجح أن تحافظ الولايات المتحدة على مكانتها كأكبر مساهم في نمو العرض العالمي، حيث تمثل ما يقرب من نصف الزيادات في العرض من خارج أوبك بلس في عامي 2024 و 2025، ومن المتوقع أن يظل الإنتاج قوياً في البرازيل وكندا وغيانا، وعلى النقيض من ذلك، سوف ينخفض ​​إنتاج أوبك بلس في عام 2024 خاصة بعد القرار الأخير بتمديد تخفيضات 3.66 مليون برميل يومياً حتى نهاية عام 2025 (تم تقديم تلك التخفيضات في أغسطس 2023)، ومع ذلك، سيزداد إنتاج أوبك بلس في عام 2025 بسبب التخلص التدريجي من التخفيضات الطوعية بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً على مدار عام واحد بدءًا من أكتوبر 2024، ومن المتوقع أن يؤدي هذا إلى تجاوز العرض للطلب وتراكم المخزونات.

المخاطر التي تواجه أسواق النفط

أولاً: 

قد يؤدي تكثيف التوترات الجيوسياسية إلى تعطيل الإمدادات ويظل احتمالية نشوب صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط يشكل تهديدًا كبيرًا لأسعار النفط، وخاصة بعد الزيادة الحادة في التوترات في منتصف أبريل، في الآونة الأخيرة، أثارت التوترات الجيوسياسية في إيران التي تعد ثالث أكبر منتج في أوبك مخاوف الأسواق، على الرغم من أن هذه المخاوف قد هدأت إلى حد ما، وفي وقت سابق من هذا العام أدى العدوان على السفن في البحر الأحمر إلى إعادة توجيه ناقلات النفط بشكل كبير مما أضاف بعدًا جديدًا للتحديات الجيوسياسية، بالإضافة إلى ذلك، تعمل الهجمات على منشآت التكرير في روسيا على تفاقم المخاوف بشأن الأحداث غير المتوقعة الناجمة عن الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مما قد يؤدي إلى زيادة التقلبات في سوق النفط.

ثانيًا:

هناك خطر انخفاض إمدادات النفط عن المتوقعة فى أمريكا الشمالية، تشير التوقعات إلى زيادة قدرها 0.6 مليون برميل يوميًا في إنتاج النفط الأمريكي في عام 2024، ومع ذلك، فإن ارتفاع التكاليف والإنتاج القياسي المرتفع ولكن الراكد وانخفاض عدد الآبار النشطة والآبار المحفورة غير المكتملة قد تتحدى هذا التوقع بشكل كبير، يمكن أن تؤدي الزيادة الأقل من المتوقع إلى نقص كبير، خاصة في ظل سريان تخفيضات أوبك بلس، وبالتالي تتطلب نموًا أعلى في الإنتاج من المنتجين الرئيسيين الآخرين من خارج أوبك بلس.

ثالثاً:

قد يفرض النمو الاقتصادي العالمي الأضعف من المتوقع ضغوطاً هبوطية على أسعار النفط، ويفترض أن يتم تحقيق نمواً اقتصادياً عالمياً بطيئاً ولكن ثابتاً، ومع ذلك، فإن الضغوط المالية والتضخم المستمر فوق المستهدف وتوقعات الاقتصاد الصيني الضعيفة بشكل أكبر تشكل تحديات كبرى لتوقعات أسعار النفط، بالإضافة إلى ذلك، فإن السياسات النقدية الأكثر صرامة من المتوقع أن تثبط النمو العالمي وتخفض الطلب على النفط.

إدارة معلومات الطاقة الأميركية تخفض توقعاتها لأسعار النفط في 2024

خفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتها لأسعار الخام في 2024 بأكثر من 3 دولارات للبرميل في مايو، لتمثل انخفاضا بنحو 8 دولار للبرميل في أسعار برنت من أبريل إلى مايو، رغم أن الوكالة تتوقع انتعاش الأسعار في النصف الثاني من العام.

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في توقعاتها للطاقة في الأمد القريب لشهر يونيو: "على الرغم من أننا نتوقع ارتفاع أسعار النفط من مستويات أوائل يونيو، فإن انخفاض أسعار برنت عن المتوقع في مايو يعني أن توقعاتنا لعام 2024 هي 84 دولارا للبرميل أي أقل بنسبة 4% من توقعاتنا في مايو".

أدى تمديد تخفيضات أوبك بلس حتى الربع الثالث من هذا العام إلى خفض إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها لإنتاج أوبك بلس من النفط لبقية العام، مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار برنت إلى متوسط ​​85 دولار للبرميل خلال النصف الثاني من العام، وفقًا للتوقعات.

ضغوط الأسعار التصاعدية تلوح في الأفق

على الرغم من انخفاض أسعار النفط الخام في البداية بعد إعلان أوبك بلس، إلا إنه من المتوقع أن يؤدي تمديد جميع التخفيضات الطوعية حتى [الربع الثالث والعشرين] إلى استمرار انخفاض مخزونات النفط العالمية ووضع ضغوط تصاعدية على أسعار النفط خلال تلك الفترة، وفقًا للتوقعات.

وتوقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن يبلغ متوسط ​​أسعار برنت 83.71 دولار للبرميل فى الربع الثانى و 83.25 دولار للبرميل فى الربع الثالث و86.64 دولار للبرميل فى الربع الرابع، وفقًا للتوقعات.

مع توقع بدء التخلص التدريجي من تخفيضات إمدادات أوبك بلس في الربع الرابع، بدعم من النمو المستمر في الإمدادات من دول خارج أوبك بلس، تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تراكمات معتدلة للمخزونات لمعظم عام 2025.

وأشار التقرير إلى أن أعضاء أوبك بلس يخططون اعتبارًا من أكتوبر للتخلص التدريجي من تخفيضات إنتاجهم على أساس شهري حتى نهاية سبتمبر 2025، ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط المتوقع خارج أوبك بلس بنحو 2 مليون برميل يوميًا في عام 2024 بقيادة الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وغيانا.

ما الذي يعمل لصالح أسعار النفط الخام في الوقت الحالي؟

- أبقت أوبك على توقعاتها لعام 2024 لنمو قوي نسبيًا في الطلب العالمي على النفط على الرغم من الاستخدام الأقل من المتوقع في الربع الأول، وقالت إن السفر والسياحة سيعززان معدلات الاستهلاك فى النصف الثاني من العام. 

- يعتقد المحللون أن الطلب على النفط قد ينتعش في النصف الثاني، وقد تحتاج السوق بالفعل إلى بعض الإمدادات الإضافية من أوبك بعد توقعات الطلب الصادرة عن أوبك.

- قال البنك الدولى إن أداء الاقتصاد الأمريكى الأقوي من المتوقع هو الذي دفعه لرفع توقعاته لمعدلات النمو العالمية لعام 2024، لكنه حذر أن الناتج الإجمالى سيبقي أقل بكثير من مستوى ما قبل الوباء حتى عام 2026.

- دفعت البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية والتضخم الذي لا يزال أعلى من هدف البنك الاحتياطي الفيدرالي الأسواق المالية إلى الحد من توقعات خفض أسعار الفائدة إلى خفضين فقط بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام، على الأرجح بدءًا من سبتمبر، وقال خبراء الاقتصاد إن هناك خطرًا كبيرًا من خفض أسعار الفائدة مرة واحدة أو عدم خفضها على الإطلاق في عام 2024.

- يمكن أن يؤدي الانكماش الاقتصادي إلى خنق الإنفاق حيث تؤجل الشركات والمستهلكون عمليات الشراء مع توقع انخفاض الأسعار، مما يؤثر علي النشاط الاقتصادى ويقلص من الطلب على النفط، وقد انخفضت صادرات الخام السعودى إلي الصين لثالث شهر علي التوالى، مما زاد من الضغط على الأسعار. 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon