بعد أول اجراء تركي ..دهوك تقدم مقترحاً لمواجهة "كارثة" مائية في العراق
شفق نيوز/ اقترح خبير استراتيجي للسياسات المائية في محافظة دهوك باقليم كوردستان، يوم الاربعاء، انشاء سدود فرعية على نهر دجلة للتقليل من حجم الاضرار الناجمة عن بدء تركيا بعملية خزن المياه في سد "اليسو" العملاق.
وقال خبير الاستراتيجات والسياسات المائية في محافظة دهوك رمضان حمزة لوكالة شفق نيوز، إن اعلان تركيا ببدء خزن المياه في سد اليسو ستكون لها تاثيرات كارثية على سد الموصل، مبينا أن نسبة خزن المياه في سد الموصل تبلغ نحو 7 مليارات متر مكعب، لكن عندما تقوم تركيا بخزن مياه نهر دجلة ستنخفض الى اقل من النصف.
وأوضح حمزة، أن سد الموصل سيفقد استراتيجيته لخزن المياه، والذي تعتمد عليه محافظات وسط وجنوب العراق للزراعة والشرب، مشيراً إلى أن معدل نسبة المياه الجارية في نهر دجلة هو 360 مكعب في الثانية، وستقل الى 60 مكعب في الثانية في حال تشغيل سد اليسو التركي.
وعن المشاكل التى سيواجهها اقيم كوردستان، ذكر حمزة أن دهوك ستكون "اول المتضررين"، حيث ان مياه الشرب للمحافظة تعتمد بشكل كبير على نهر دجلة، مضيفا ان المحافظة ستعتمد على نهر الخابور فقط والذي هو احد فروع نهر دجلة.
واقترح الخبير الاستراتيجي، أن يعمل العراق على انشاء سدود على افرع نهر دجلة، ومطالبة انقرة باطلاق الحصص المائية وفق المعاهدات الدولية.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب اجتماع أسبوعي لمجلس الوزراء، امس الثلاثاء 12 ايار 2020، عن بدء تركيا تشغيل أول توربين في سد إليسو بجنوب شرق تركيا الأسبوع المقبل، وقال في خطاب له "سنبدأ في تشغيل واحد من 6 توربينات لسد إليسو، أحد أكبر مشروعات الري والطاقة في بلادنا، في 19 مايو".
وتسبب السد، الذي وافقت عليه الحكومة التركية عام 1997 من أجل توليد الكهرباء للمنطقة، في تشريد نحو 80 ألف شخص من 199 قرية، وأثار قلق السلطات في العراق المجاور الذي يخشى من تأثيره على إمدادات المياه من نهر دجلة.
وبعد سنوات من التوقف والتأخير، بدأت تركيا في ملء خزان السد في تموز، في وقت ودعا نشطاء يقودون حملة ضد المشروع إلى إفراغ الخزان لمخاوف بيئية وثقافية.
وشيدت تركيا سد إليسو على نهر دجلة الذي ينبع من جبال طوروس، جنوب شرق الأناضول في تركيا، ويبلغ طول مجراه نحو 1718 كيلومترا، 1400 كيلو مترا منها داخل العراق، وسيولد السد 1200 ميغاوات من الكهرباء ليصبح رابع أكبر سد في تركيا من حيث الطاقة الإنتاجية.
ومنذ عام 2017، أدى نقص المياه في العراق إلى اتخاذ إجراءات مثل حظر زراعة الأرز، ودفع مزارعين لهجر أراضيهم. وشهدت مدينة البصرة احتجاجات استمرت شهورا بسبب عدم وجود مياه صالحة للشرب.
ويعد دجلة، إلى جانب نهر الفرات، شريان الحياة بالنسبة للكثير من العراقيين، إذ يغذي النهران الكثير من محطات المياه، وتُستخدم مياههما لري الزراعات على طول ضفتيهما.
ويعاني العراق، منذ سنوات، من انخفاض منسوب مياه نهري دجلة والفرات، جراء قلة تساقط الأمطار في فصل الشتاء.