في بغداد.. ندوة للمطالبة بإنصاف الكورد الفيليين ومنحهم حقوقهم

شفق نيوز- بغداد

عقدت في العاصمة بغداد، يوم السبت، ندوة موسعة سلطت الضوء على معاناة شريحة الكورد الفيليين، وسط دعوات إلى تكثيف الجهود في السلطتين التشريعية والتنفيذية لتمكينه من استعادة حقوقه المشروعة.

وقالت عضو الجبهة الفيلية، سارة عبد الله حسين الفيلي، لوكالة شفق نيوز، إن "الكورد الفيليين عانوا طويلاً من التهجير والقتل ومصادرة الأملاك خلال الزمن السابق"، مبينة أن "هذه الشريحة لا تزال تعاني التهميش ولم تتمكن من استعادة العقارات والاملاك والحقوق الاخرى رغم مضي سنوات طويلة من التغيير السياسي في العراق".

وأضافت أن "ممثلي الكورد الفيليين في مجلس النواب والمؤسسات الحكومية، بذلوا جهودا طيبة من اجل تفعيل القوانين الخاصة بحقوق الفيليين، إلا أن الروتين وتداخل الصلاحيات وقضايا اخرى ما تزال تشكل عقبات كبيرة تعرقل ترويج معاملات استعادة املاك وعقارات هذه الشريحة المظلومة"، لافتة إلى أنه "من الضروري العمل خلال الدورة التشريعية المقبلة على تفعيل المادة 140 الخاصة بالتعويضات بغية اعادة حقوق هذه الشريحة من المجتمع".

وأشارت إلى اهمية "الاهتمام باللغة الفيلية التي طالها النسيان والاهمال، وكادت ان تندثر بفعل العديد من العوامل والمسببات"، مشيرة الى أن "اللغة الفيلية تختلف عن اللغة الكوردية، ولهذه اللغة خصوصيتها التي ينبغي الاهتمام بها واحيائها عبر اقامة ورش ودورات تعليمية، باعتبارها تحمل خصوصية ثقافية واجتماعية لهذه الشريحة".

ووفق الإحصاءات، فإن "أكثر من 22 ألف شاب من الفيليين فقدوا في ثمانينيات القران الماضي ودُفن 5000 تاجر فيلي وهم أحياء، إلى جانب ترحيل نحو 600 ألف فيلي من العراق، ولم يتمكن سوى 10 بالمئة منهم من استعادة عقاراتهم او الحصول على تعويضات بدلا عنها". 

وكانت محكمة الجنايات العليا، أصدرت عام 2010 حكما بشأن جرائم التهجير والتغييب ومصادرة حقوق الكورد الفيليين، وعدتها من جرائم الإبادة الجماعية.

من جانبه، بين عدنان علي محمد الفيلي مدير مكتب الامين العام للجبهة الفيلية الذي ادار الندوة، أن "العديد من الشخصيات السياسية والبرلمانية من الكورد الفيليين بذلوا جهودا كبيرة في الدفاع عن هذه الشريحة وتمكينها من استعادة حقوقها المشروعة".

واضاف في حديثه لوكالة شفق نيوز، ان "الجبهة الفيلية تعقد على الدوام ندوات موسعة للتعريف بالكورد الفيليين، ويتم خلالها طرح معاناتهم"، مشيرا إلى أن" ذلك ياتي ضمن حراك الجبهة لانصاف هذه الشريحة المضطهدة".

واكد، ان "الندوة التي عقدت هذا اليوم اوضحت ابرز العقبات التي تواجه الكرد الفيللين وتحول دون استعادة املاكهم، اضافة الى " توضيح الجهود التي بذلت من قبل الجبهة واطراف فيلية اخرى بغية انصاف هذه الشريحة".

بدورها قالت مسؤولة رابطة المرأة الفيلية في الجبهة صباح نور الدين، لوكالة شفق نيوز، ان "الندوات التي تعقدها الجبهة الفيلية أو أية جهات اخرى لطرح القضية الفيلية ضرورية جدا، لان من المهم ان يصل الصوت الفيلي الى اسماع المسؤولين والنواب ومنظمات المجتمع المدني وعموم المجتمع العراقي الذي يتعاطف مع اخوته الفيليين".

واضافت، أن "النسبة المتدنية للفيلين الذين استعادوا حقوقهم حتى الان، تؤكد ان الطريق لازال طويلاً، وانه يجب بذل المزيد من الجهود لتحقيق هدف استعادة الحقوق"، معربة عن املها "في وصول دماء شابة جديدة تمثل الكورد الفيلي الى قبة البرلمان، تتبنى الدفاع عن الحقوق المشروعة لهم".