بعد حرق القنصلية الايرانية .. ما حقيقة تهديد السيستاني واستنفار قادة فصائل لحمايته؟
شفق نيوز/ بعد ان اقدم المحتجون ليلة امس على حرق القنصلية الايرانية في محافظة النجف عاصمة التشيع في العالم اطلق قادة فصائل مسلحة المنضوية في الحشد الشعبي تحذيرات بتعرض حياة المرجع الاعلى للشيعة في العراق اية علي السيستاني للخطر.
وقام زعيم عصائب اهل الحق قيس الخزعلي بنشر تغريدة على "تويتر" توعد فيها من يتعرض للسيستاني قائلا ان "كل من يعتقد انه يمكن ان يمس شيء من سماحة السيد السيستاني فهو واهم اشد الوهم. ابناء المرجعية من انتصر على اكبر قوة ظلامية موجودون بالميدان وجاهزون (وإلي يجي هله بيه)".
وبعدها قال مصدر مطلع لشفق نيوز، ان الخزعلي توجه للنجف بشكل مفاجئ بالتزامن مع انباء تعرض المدينة القديمة لمخاطر امنية.
واضاف ان الخزعلي قرر نقل اقامته حاليا الى النجف بعد ورود اتصالات عن تعرض منزل السيستاني للخطر.
من جهته قال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي "ابو مهدي المهندس في بيان مقتضب، ان "جميع الوية الحشد الشعبي الان بأمرة المرجعية العليا ، وسنقطع اليد التي تحاول ان تقترب من السيستاني".
وقالت مصادر ان زعيم كتائب "سيد الشهداء"، ابو آلاء الولائي اطلق تغريدة تحذيرية على شاكلة الخزعلي وتوجه بعدها الى النجف.
اما الكاتب والصحفي علي وجيه فقد استبعد بشدة ان يلحق المحتجون الاذى بالمرجعية الدينية، قائلا ان "متظاهري النجف ربما يفكرون بكل شيء إلّا بمسِّ مراجع الدين".
واضاف ان "تظاهرة النجف هي تظاهرة منضبطة وسلمية واعية وتراكمية منذ 2011، لم يهدد احد المرجع السيستاني، والمرقد يمثل كل نجيفي حتى غير المتدينين".
يشار الى ان متظاهرين غاضبين اقدموا في وقت متأخر من مساء امس باقتحام القنصلية الايرانية في النجف واحراقها مما ادى الى اعلان حظر التجوال في المحافظة.
ادانت وزارة الخارجيّة العراقية يوم الخميس حرق المحتجين للقنصلية الايرانية في النجف.
وقالت الخارجية في بيان انها "تدين بأشدّ الإدانة ما تعرَّضت له قنصليّة ايران في النجف من اعتداء من قِبَل أشخاص غرباء عن واقع التظاهرات الحقة التي تشهدها عدد من مُدُننا العراقيّة، ونرى أنَّ الغرض منها بات واضحاً وهو إلحاق الضرر بالعلاقات التاريخيّة بين العراق وايران، وكذا مع بقية دول العالم الذين تعمل بعثاتهم في العراق".
واضاف البيان انه "في الوقت الذي نُؤكّد أنّ التظاهرات حقّ مكفول، وأنّ مطالب المُتظاهِرين كانت وما تزال مقبولة لدى الحكومة، إلا أنّنا طالما حذرنا من دُخُول أشخاص يبتغون حرف التظاهرات ذات المطالب الحقة عن جادّة الانضباط القانونيّ، ومسارها الصحيح. وما تعرّضت له القنصليّة في النجف الأشرف دليل واضح لما يحمل هؤلاء من أجندات بعيدة عن المطالب الوطنيّة؛ لأنّ تأمين البعثات، وعدم التعرُّض للعاملين فيها".
ودعا البيان المُتظاهِرين إلى "أخذ الحيطة والحذر من هؤلاء المشبوهين الذين يرومون تشويه سُمعة التظاهرات المُطالِبة بالإصلاح".
وتابعت الوزارة أنّ "البعثات الدبلوماسيّة العاملة على أرض العراق محط احترام وتقدير عالٍ، ونُشدِّد أنّ ما حدث لا يُمثل وجهة نظر رسميّة، كما نُؤكّد تمسُّكنا بعلاقاتنا الثنائيّة الستراتيجيّة، والبناء عليها وُصُولاً إلى تحقيق تطلّعات شُعُوبنا".