العاصفة الترابية تتسبب بخروق أمنية ومشكلات فنية في الأنبار
شفق نيوز / مع وصول العاصفة الترابية الى محافظة الانبار، وتسببها بانعدام الرؤية، هذا الأمر ساعد تنظيم داعش على استغلال الفرصة وشن هجوم على مناطق متفرقة من مناطق غربي المحافظة.
إذ شهد قضاء الرطبة (أقصى غربي الأنبار)، هجوماً لعناصر تنظيم داعش على محطة وقود تعود لأحد المواطنين، وخطف الموظف المحاسب فيها.
فيما شهد قضاء هيت، هجوماً لداعش على إحدى أفواج قيادة عمليات الجزيرة والبادية، مما أسفر عن مقتل جنديين اثنين وإصابة آخرين في حصيلة أولية.
وإضافة إلى ذلك، جرى تطبيق قرار حظر تجوال أمني لساعات عدة في قضاء حديثة، بعد ورود معلومات استخبارية تفيد بنية جهات معينة، بمهاجمة القوات الأمنية.
صدى إعلامي
وحول الأحداث آنفة الذكر، قال قائممقام قضاء الرمادي (مركز محافظة الأنبار)، إبراهيم العوسج، إن "هذه الأحداث أخذت صدى إعلامياً كبيراً جداً، رغم عدم وجودها على أرض الواقع، باستثناء حادثة الهجوم على محطة وقود في الرطبة"، مؤكداً أن "الأخبار المنتشرة عن أحداث أمنية بمدن هيت وحديثة، فكلاهما بسيطان، وتم اتخاذ تدابير احترازية لا أكثر، كونها لم تشهد أي فعل إجرامي".
وأضاف العوسج، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "حادثة الهجوم على محطة وقود بالرطبة، كان بمنطقة مهجورة في الصحراء، وهي خارج حدود القضاء، كما أنه وقع في ظل سوء الأوضاع الجوية، التي تسببت بانعدام الرؤية بشكل كلي".
عملية أمنية
وأشار إلى أن "صحراء الأنبار ما تزال غير آمنة، وعلى الحكومة المركزية إطلاق عملية أمنية لتطهير الصحراء بشكل كامل، وإنهاء أي تهديد تشكله المجاميع الإرهابية على المحافظة وسكانها"، لافتاً إلى أن "المشكلات الأمنية كانت وما زالت بسبب عدم ضبط الحدود بشكل كلي، فضلا عن عدم تنظيف الصحراء من خلايا داعش".
وتابع العوسج: "من الممكن حدوث بعض الخروق البسيطة بمناطق أطراف المدن، لذا لم نشهد أي مواجهات بينهم وبين الأجهزة الأمنية، كونها بعيدة عن تواجد الأخيرة، وهذا يدل على أن التنظيم لم يعد لديه القوة لشن هجوم كبير، لذا على وزارة الدفاع والعمليات المشتركة، المباشرة بعمليات حقيقية، لإنهاء تواجد الإرهاب بتلك المناطق".
وعن أنباء بدء التخطيط لإطلاق عملية عسكرية بصحراء الأنبار لتعقب جيوب وخلايا داعش، بعد ورود معلومات عن تهديدات ومخططات إرهابية لداعش، قال العوسج، إن "ذلك غير ممكن، فالتخطيط لعملية ثم فضحها قبل انطلاقها، يعني إبلاغ المقابل بأن عليه الاختباء أو الهرب، ومثل هذه العمليات يجب إطلاقها بسرية وسرعة كبيرة".
وعن وجود تهديدات أمنية للأنبار، لفت إلى أن "تنظيم داعش وغيره من المجاميع الارهابية، خلقت لخلق المشكلات وزعزعة الأمن، لذا فإنهم مصدر تهديد"، مختتماً بالقول "اعتدنا في كل رمضان أن يكون هناك تصعيد إعلامي عالٍ حول عمليات عسكرية وإجرامية وغيرها، لكن في الواقع فإن المحافظة تشهد استقراراً أمنياً كبيراً، وانضباطاً عالي من قبل الأجهزة الأمنية بهدف حفظ الأمن".
عاصفة ترابية
من جانبه، نوه قائممقام قضاء الرطبة، عماد الدليمي، إلى اتخاذ إجراءات أمنية احترازية في المدينة بالتزامن مع هبوب العاصفة الترابية، وذلك لتجنب أي خطر ممكن، منها توجيه الأجهزة الأمنية باتخاذ إجراءات الحيطة والحذر وقطع الطرق الرئيسة، خاصة الطريق الدولي السريع، لتجنب وقوع أي حوادث إرهابية".
وذكر الدليمي، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "هبوب العاصفة الترابية أمس دفع قوات الأمن إلى قطع طريق (طريبيل – رمادي) أيضاً، لتجنب الحوادث المرورية".
وأوضح أن "حالة الطقس كانت إحدى أسباب حادثة هجوم تنظيم داعش على محطة وقود تعود لأحد المواطنين، ومن ثم حرقها وخطف أحد المواطنين منها".
في المقابل، قال قائممقام قضاء حديثه غربي الأنبار، مبروك الجغيفي، إن "الوضع الأمني في المدينة جيد جداً، وإجراء حظر التجوال الأمني الذي تم اتخاذه يوم أمس، كان بسبب معلومات استخبارية تفيد بنية جهات معينة، بمهاجمة قوات الأمن".
وبين الجغيفي، لوكالة شفق نيوز، أن "بناءً على المعلومة آنفة الذكر، تم تنفيذ حظر تجوال أمني لساعات عدة، وخلالها تم اتخاذ إجراءات أمنية احترازية، منها التحقق من هوية سكان بعض المناطق، فضلا على تفتيش مناطق معينة، وإخلاء الأسواق، وتأمين المناطق المحيطة بالقضاء، ونشر عناصر أمنية عند مداخل المدينة".
وتابع: "بعد ذلك تم رفع الحظر وإعادة الحركة بشكل طبيعي في الأسواق، لكن ما تزال قوات الأمن تعمل على اتخاذ تحوطاتها بهدف التأكد من إزالة الخطر عن المدينة وسكانها".
ولفت الجغيفي، إلى أن "العاصفة الترابية أثرت بشكل مباشر حتى على خطوط نقل الطاقة الكهربائية، فقد تسببت بسقوط أعمدة عدة، مما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن عدد من المناطق السكنية".
وخلص إلى القول إن "الكوادر الهندسية والفنية التابعة لدائرة صيانة كهرباء حديثة، تواصل العمل ليلاً ونهاراً لإعادة الخدمة إلى عموم مناطق القضاء" مشيراً إلى عدم وجود "أي إجراء أمني تم اتخاذه بالتزامن مع العاصفة الترابية".