ابي صيدا الساخنة.. اقتتال عشائري تغذيه "المجاملات" وبغداد تدفع بالرد السريع لضبط الأمن

ابي صيدا الساخنة.. اقتتال عشائري تغذيه "المجاملات" وبغداد تدفع بالرد السريع لضبط الأمن
2020-11-15T11:19:54+00:00

شفق نيوز/ تترقب ناحية ابي صيدا شمال شرق بعقوبة، اسخن نواحي ديالى منذ سنوات طويلة حلولا أمنية وعشائرية، للتحرر والخروج من الفوضى والاضطرابات التي سببها ضعف القانون والمجاملات الامنية حيال المطلوبين والخارجين عن القانون.

وأمر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، يوم السبت(14 تشرين الثاني 2020)، قادة أمنيين بالاطلاع الميداني على الأوضاع الأمنية في ناحية أبي صيدا.

فشلت الجهود العشائرية والحكومية على مدار السنوات الماضية، بفرض الاستقرار وإنهاء الاقتتال العشائري والفوضوي، الذي خلق حالات ضياع وعدم تمييز بين الحوادث الارهابية والحوادث العشائرية والجنائية.

ومع تجدد الاقتتال العشائري في ابي صيدا خلال الايام الاخيرة والذي استخدمت فيها اسلحة متوسطة وقذائف هاونات فشلت الجهود العشائرية والحكومية باحتواء النزاع بعد فشل اجتماع عشائري في بعقوبة لعدم التوصل لحلول مرضية بين الأطراف المتصارعة.

وذكر بيان لمستشارية الأمن القومي ورد لوكالة شفق نيوز؛ ان مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، وصل الى محافظة ديالى للإشراف ميدانيا على الوضع الأمني في المحافظة، يرافقه وفد أمني كبير، ضم نائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الأمير الشمري والفريق عامر صدام وكيل استخبارات الداخلية واللواء الركن فائز المعموري مدير الاستخبارات العسكرية وممثل مدير جهاز الأمن الوطني.

عصابات مأجورة

تأزم الأوضاع الامنية والعشائرية في ابي صيدا دفع مدير ناحيتها وكالةً عبدالله احمد الحيالي الى تقديم طلب استقالة لمحافظ ديالى، معتبراً قبوله ادارة الناحية بالوكالة هو لدواعي انسانية لتمشية الامور الادارية والانسانية وإيقاف الظلم عن الأبرياء والفقراء.

الحيالي يؤكد في حديث لوكالة شفق نيوز؛ ان ابي صيدا تعاني إهمالا أمنيا وضعفا في  تنفيذ القوانين بحق المطلوبين والخارجين عن القانون.

ويشير مدير ناحية أبي صيدا؛ الى وجود عصابات مأجورة تعمل على اشعال الفتن والفوضى في الناحية.

ويتابع الحيالي؛ "لن ارضى ان اكون شاهد زور على دماء الابرياء وما تتعرض له الناحية من فوضى واقتتال عشائري يدفع ثمنه السكان الأبرياء".

تعزيزات عسكرية

وفي تلك الاثناء اعلن الحيالي يوم الأحد 15 تشرين الثاني الحالي، وصول فوج من الرد السريع من بغداد لتولي الملف الأمني وفرض القانون وإنهاء الاقتتال العشائرية والقبض على المطلوبين ومثيري الفوضى وهو أمر اعتبره بادرة كبيرة لحلول ناجعة لملف ابي صيدا، إلا أنه رفض العدول عن قرار الاستقالة وبانتظار موافقة المحافظ على طلب استقالته.

ويجمل الشيخ صلاح زيني التميمي أحد المهتمين والساعين لمعالجات حقيقية لملف ابي صيدا امنية وعشائرية مشاكل الناحية والفوضى المستمرة الى تراكمات مشاكل من جزئين؛ الاول، مشاكل عشائرية متجذرة لم ترقَ الى حلول حقيقية واقتصرت على الحلول الترقيعية الى جانب المجاملات الامنية من قبل القوات الامنية وعدم ملاحقتها المطلوبين قانونيا وقضائيا وهم أعداد ليس كبيرة.

ويشير التميمي في حديثه لوكالة شفق نيوز؛ الى "عدم وجود جهود حقيقية جادة لملاحقة المطلوبين واعتقالهم والتحرر من المجاملات غير المبررة".

ويلفت التميمي، الى ان "المشكلة الاخرى في عدم استقرار ابي صيدا وجود جيوب ارهابية متنقلة مستغلة البساتين والطبيعة الزراعية الوعرة وهي مشكلة عامة تعاني منها الكثير من مناطق ديالى خاصة الشريط الممتد من حوض حمرين وصولا الى نهر ديالى وكذلك اطراف ناحية بهرز".

ويرفض التميمي خيار استقدام قوات امنية من خارج ديالى لتولي ملف ابي صيدا. ويوضح أسباب رفضه؛ بأن "المطلوبين يفرون الى خارج الناحية ويعودون بعد انسحاب القوات من خارج المحافظة وهي تجربة تكررت مرات عدة دون جدوى أمنية، داعيا الى تشكيل فريق أمني مختص  لملاحقة المطلوبين اينما ذهبوا وخارج الناحية وعدم اقتصار الملاحقة ضمن حدود مناطق ابي صيدا".

طاولة واحدة

ويرى أن "جمع الأطراف المتنازعة عشائريا في ابي صيدا حول طاولة واحدة والخروج بحلول ومعالجات جذرية هو الحل الأمثل لتطويق وإنهاء النزاعات والصراعات معولا عن الخطوات الجيدة التي اتخذتها القيادات الامنية في ديالى في اعادة توزيع القطعات الامنية"، لافتا الى "وجود مناطق غير ممسوكة في ديالى وتحتاج لقطعات اضافية لمعالجة البؤر الارهابية الساخنة".

وينتقد الشيخ؛ عدم تعيين مدير لناحية ابي صيدا وادارتها بالوكالة بسبب مخاوف ادارة ديالى  من تولي ادارة ابي صيدا من قبل شخص ينتمي لعشيرة معينة واثارة حفيظة عشيرة اخرى والانجرار الى مشاكل عشائرية مضاعفة"، معتبرا تعيين مدير دائمي  لابي صيدا  يخفف من الأزمة ويمهد للاستقرار الذي يسعى إليه الجميع.

سلاح منفلت

من جهته؛ يعزو النائب عن ديالى وعضو الامن والدفاع النيابية عبد الخالق مدحت العزاوي أسباب ازمة ابي صيدا المستدامة منذ سنوات الى السلاح المنفلت وعدم تطبيق القانون رغم أن قانون العقوبات العراقي منذ 1969 يعد أقوى القوانين في الدول العربية وتستشهد  الدول العالمية، بحسب تعبيره.

ويشير العزاوي في حديث لوكالة شفق نيوز؛الى ضعف أدوات تنفيذ  القانون العراقي  من قبل الاجهزة التنفيذية، ما ولد معادلة عكسية تسببت باستقواء وسطوة  الجماعات المسلحة في ابي صيدا سواء كانت حزبية او عشائرية مقابل اضعاف اجهزة الدولة.

ويؤكد العزاوي ان تولي قوات امنية من خارج المحافظة لملف ابي صيدا الحل الأمثل والانجح لانهاء الازمة الامنية والعشائرية ويعزز قوله" لن نسمع صوت اي رصاصة في حال تولي قوات من خارج ديالى لملف ناحية ابي صيدا.

الملف الشائك

بدوره؛ يبين محافظ ديالى مثنى علي مهدي ان ملف ابي صيدا شائك عشائريا  قبيل 2003  بسبب تأصل وتجذر المشاكل العشائرية في الناحية.

ويشير الى وجود 3 أو 4 عشائر متنازعة في ابي صيدا "دون أن يكشف هويتها".

غير أن المحافظ استدرك قائلاً؛ ان "يجري من أحداث ابي صيدا لا تصل الى الضخامة والمبالغة  الاعلامية الحالية".

المحافظ وعبر حديث متلفز تابعته "شفق نيوز" نفى ضلوع الأحزاب بمشاكل ناحية ابي صيدا وان المشاكل عشائرية بحتة، ولن يسمح لأي جهة بالتدخل وان اتفاقات وتنسيقات امنية مع رئيس الوزراء ومستشار الامن الوطني وان قوة من خارج ديالى ستتولى الملف الأمني لأبي صيدا .

واقر المحافظ بوجود أخطاء أمنية بعدم تنفيذ مذكرات القبض القضائية بحق المطلوبين متوعدا باستبدال أي قوات عاجزة عن تنفيذ مذكرات القبض القضائية. 

وتسود ناحية ابي صيدا 30 كم شمال شرق بعقوبة نزاعات واقتتال عشائرية في عدة مناطق وقصبات منذ سنوات عدة، تسبب بنزوح عشرات الاسر ومصرح وجرح مئات المدنيين.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon