السودان: كيف يؤثر استهداف المرافق الصحية في حياة المدنيين؟
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الهجمات على مرافق الرعاية الصحية في السودان صارت أشد فتكا وأكثر انتشارا، الأمر الذي يحرم السكان من الوصول إلى الخدمات المُنقذة للحياة، ويُعرض العاملين الصحيين والعمليات الإنسانية لمخاطر جسيمة.
وأكدت الصحة العالمية أنه منذ اندلاع الصراع المسلح في إبريل/نيسان 2023، تحققت من "وقوع 201 هجوم على مرافق الرعاية الصحية في السودان"، مما أسفر عن "1858 حالة وفاة و490 إصابة".
وأضافت المنظمة الأممية في تقرير لها صدر، الجمعة 19 من ديسمبر/كانون الأول 2025، أنها وثقت خلال عام 2025 فقط "65 هجوما على مراكز ومرافق صحية"، ما تسبب في مقتل "أكثر من 1620 شخصا وإصابة 276 آخرين".
وأشارت إلى أن عدد الوفيات الناتجة عن استهداف المرافق الصحية في السودان يشكل "أكثر من 80 في المئة" من إجمالي الوفيات الناجمة عن استهداف مرافق الرعاية الصحية عالميا خلال عام 2025.
وطالبت منظمة الصحة العالمية الأطراف المتصارعة بوقف فوري لاستهداف المدنيين والعاملين في المرافق الصحية والعمليات الإنسانية في السودان، مع ضرورة ضمان وصول إنساني آمن وسريع ودون عوائق، عملا بمقتضيات القانون الإنساني الدولي.
وتسبب الصراع الدائر في السودان في مقتل وإصابة المئات من الكوادر الطبية.
وكانت "شبكة أطباء السودان"، وهي شبكة طبية غير حكومية، قد قالت إنها وثقت منذ إبريل/نيسان 2023 "مقتل ما يزيد عن 234 من الكوادر الطبية، فيما تجاوز عدد الجرحى 507 كادر طبي، إضافة إلى أكثر من 59 مفقودا لا يزال مصيرهم مجهولا حتى اللحظة، بينما تم احتجاز 73 بمدينة نيالا في أوضاع بالغة السوء".
وأكدت الشبكة الطبية السودانية أن هذه الأرقام "تعكس حجم الاستهداف والانتهاكات الجسيمة التي تطال العاملين في القطاع الصحي، في مخالفة صريحة للقوانين الدولية التي تكفل حماية الكوادر الطبية والمنشآت الصحية أثناء النزاعات".
ودعت جميع الأطراف المُتحاربة إلى وقف الانتهاكات فورا، وضمان حماية الكوادر الطبية، والإفراج عن المحتجزين، والكشف عن مصير المفقودين.
ولا يقتصر استهداف المرافق الصحية في السودان على الاعتداءات المباشرة، بل تشمل أيضا هجمات غير مباشرة، مثل حصار المرافق الصحية، ومنع العاملين في القطاع من أداء مهامهم، وإجبارهم على التوقف عن العمل.
وينفي كلٌّ من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تعمّد استهداف المنشآت الطبية، ويُحمل كل طرف منهما الطرفَ الآخر مسؤولية استهداف المرافق الصحية.
ويعيش السودان أكبر أزمة نزوح في العالم بعد أن اضطر أكثر من 11 مليون شخص للفرار من ديارهم منذ اندلاع الحرب، منهم ما يقرب من 3 ملايين شخص عبروا الحدود إلى الدول المجاورة.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى انتشار لأمراض الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة الألمانية، نتيجة انهيار البنية التحتية.
وتطالب الأمم المتحدة طرفي الصراع الرئيسيين، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بضرورة وقف الأعمال القتالية والتوافق على هدنة إنسانية لخلق فرص للحوار ودخول المساعدات الإنسانية.
ولا يمكن التحقق بدقة من أعداد القتلى في السودان، لكن تشير تقديرات بعض المنظمات الإنسانية مثل "لجنة الإنقاذ الدولية" (منظمة غير حكومية أمريكية)، إلى أن عدد القتلى قد يتجاوز حاجز 150 ألف قتيل.
برأيكم،
- كيف يمكن حماية المنشآت والمرافق الصحية في السودان؟
- ما تبعات استهداف المراكز الصحية على حياة المدنيين السودانيين؟
- ما أثر استهداف القطاع الصحي والأطباء والعاملين في القطاع الصحى في قدرة السودان على مواجهة الأوبئة والأمراض والاستمرار في تقديم الخدمات الطبية؟
- وما سُبل حماية المدنيين في السودان؟
نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 22 ديسمبر/كانون الأول.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا.