وفيات مفاجئة بين لاعبي كمال الأجسام تثير القلق
"المدمر" إيليا غوليم توفي عن 36 عاماً
شفق نيوز/ شكّل عام 2021 عامًا مأساويًا في عالم كمال الأجسام، مع وفاة أكثر من عشرين رياضيًا محترفًا بشكل مفاجئ خلال 12 شهرًا، ما جعل هذه الظاهرة تتصدر عناوين الصحف العالمية.
وكان أصغر هؤلاء الرياضيين يبلغ من العمر 27 عامًا، رغم أن العديد من الدراسات تشير إلى أن الرياضيين النخبة غالبًا ما يتمتعون بعمر أطول من عامة الناس. إلا أن موجة الوفيات المبكرة بين لاعبي كمال الأجسام في السنوات الأخيرة أثارت تساؤلات حول سلامة هذه الرياضة تحديدًا.
وفي هذا السياق، أجرى باحثون من جامعة بادوفا الإيطالية أول دراسة من نوعها لتقييم خطر الوفاة المفاجئة لدى عينة كبيرة من لاعبي كمال الأجسام الذكور.
وخلصت الدراسة إلى نتائج مقلقة، اعتبرها الباحثون غير قابلة للتجاهل من قبل الرياضيين أو الجمعيات الطبية أو الجهات المنظمة للرياضة.
وتتبع التحليل أكثر من 20 ألف لاعب كمال أجسام على مدى متوسط بلغ 8 سنوات، وسجلت خلالها 73 حالة وفاة مفاجئة بمتوسط عمر بلغ 42 عامًا.
ونقلت مجلة "ساينس أليرت" عن الدراسة، أن بعض هذه الوفيات تعود إلى تعاطي المنشطات أو العقاقير المحسنة للأداء، بينما نتجت حالات أخرى عن حوادث مرورية أو جرائم قتل أو انتحار. إلا أن السبب الأكثر شيوعًا كان قصور القلب المفاجئ، الذي سُجّلت منه 46 حالة.
ورغم أن هذا يمثل خطرًا منخفضًا نسبيًا للاعبي كمال الأجسام عمومًا، إلا أنه يشكل خطرًا أكبر بكثير لدى المحترفين؛ إذ أظهرت الدراسة أن خطر الإصابة بقصور القلب المفاجئ لدى المحترفين أعلى بـ14 مرة من الهواة، ما يشير إلى أن التعمق في هذه الرياضة يزيد من خطورتها بشكل واضح.
كما أظهرت الدراسة أنه من بين 100 متسابق من النخبة شاركوا في مسابقة "مستر أولمبيا" الدولية الأعلى تصنيفًا، توفي 7 رياضيين لأسباب مفاجئة، خمس منها كانت وفيات قلبية مؤكدة، بمتوسط عمر بلغ 36 عامًا فقط.
ودعا الفريق الدولي من الباحثين إلى إصدار توصيات واضحة للوقاية من الموت القلبي المفاجئ بين لاعبي كمال الأجسام، بما في ذلك الاستخدام المنتظم لأجهزة إزالة الرجفان القلبي الخارجية الآلية.
وأشارت الدراسة إلى أن محدودية البيانات الموثوقة – حيث لم تتوفر تقارير تشريح سوى لحوالي 10% من حالات الوفاة القلبية المفاجئة – أدت إلى غياب تفاصيل دقيقة حول أسباب وفاة العديد من الرياضيين.
لكن الباحثين، بقيادة ماركو فيكياتو من جامعة بادوفا، يشتبهون بأن مزيجًا من التدريب المكثف، والأنظمة الغذائية الصارمة، وتعاطي العقاقير المحسّنة للأداء، يشكل تهديدًا خطيرًا لصحة القلب لدى لاعبي كمال الأجسام المحترفين.
وقال فيكياتو إن هذه الأساليب قد تُحدث ضغطًا كبيرًا على الجهاز القلبي الوعائي، وتزيد من احتمالات اضطراب نظم القلب، وربما تؤدي إلى تغيّرات هيكلية في القلب مع مرور الوقت.
ووجدت عمليات التشريح المتوفرة في الدراسة، بشكل متكرر، سماكة في البطين الأيسر وتضخمًا في القلب لدى لاعبي كمال الأجسام، وهي نتائج تتماشى مع دراسات سابقة بيّنت أن متوسط كتلة قلوب هؤلاء الرياضيين كان أثقل بنسبة تقارب 74% من المعدلات الطبيعية، بينما كان البطين الأيسر لديهم أثقل بنسبة 125% مقارنة بمتوسط كتلة قلب الرجل العادي.
المصدر: سبوتنيك