منها التلوث البيئي.. اطباء يكشفون عن أسباب وأعراض موت "الفجأة" بين الشباب
شفق نيوز/كشفت إحصائيات حديثة أن حالات الموت المفاجئ في مرحلة الشباب تزايدت بشكل مقلق خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغت نحو 300 ألف حالة سنويًّا؛ ما دعا الأطباء والمختصين للبحث في الأسباب.
وبهذا الخصوص، قال الدكتور جمال شعبان عميد معهد القلب السابق بمصر: إن "هناك أسبابًا تقليدية ومعروفة تؤدي لموت الشباب المفاجئ، بينها الأزمات القلبية وأمراض الشرايين والسكتات الدماغية، التي تأتي نتيجة الضغط المرتفع، والسكري، والكوليسترول، بسبب التدخين، السمنة، وعدم ممارسة الرياضة".
وأضاف الدكتور شعبان في تصريحات لوسائل اعلام وتابعتها وكالة شفق نيوز، "هناك أعراض مستجدة، وعوامل خطر مكتشفة حديثًا للإصابة بأمراض الشرايين التاجية تتلخص في عدد من الأمراض، بينها التهابات الجسم، والنقرس، وارتفاع اليوريك اسيد، إذ إن المرضى الذين عانوا من النقرس ازدادت لديهم احتمالية التعرض لمشاكل في القلب والأوعية الدموية، مثل: احتشاء عضلة القلب أو السكتة الدماغية".
وتابع "من الأمراض التي قد تؤدي للموت المفاجئ جراء مشاكل في شرايين القلب هي أمراض المناعة مثل روماتويد المفاصل، والذئبة الحمراء، والتهاب الأمعاء أو ما يطلق عليه مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي، والصدفية التي تزيد من نسبة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تصل إلى 50٪ ".
واستكمل "مشكلات في الحمل والولادة والأمومة والطفولة، وسكري الحمل، وتسمم الحمل، وولادة طفل منخفض الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة، وانقطاع الطمث المبكر مرتبطة أيضًا بالإصابة بأمراض الشريان التاجي لأسباب غير مؤكدة تمامًا، ولكنها قد تكون نتيجة لزيادة السيتوكين والإجهاد التأكسدي (عمليات أكسدة).
الصداع النصفي والحالة الاجتماعية
وواصل الطبيب المصري في حصر الأمراض التي تؤدي إلى الموت المبكر موضحًا: "الصداع النصفي عند النساء مرتبط بأزمات القلب، والصدمات المبكرة في الحياة تحمل خطر حدوث تداعيات سلبية على عضلة القلب والأوعية الدموية لدى الأفراد الصغار ومتوسطي العمر الذين لديهم تاريخ من الإصابة باحتشاء عضلة القلب، كذلك المرضى المتحولون جنسيًّا الذين يتقدمون لرعاية تأكيد الجنس معرضون هم أيضًا لمخاطر القلب والأوعية الدموية المتزايدة، ومن بين هؤلاء المرضى، قد تكون الزيادة في مخاطر الإصابة بمرض الشريان التاجي مرتبطة بارتفاع معدلات القلق والاكتئاب".
الصداع النصفي GETTY IMAGES
وبيّن شعبان "الحالة الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة ظهرت كعامل خطر، أيضًا الضغوطات النفسية والاجتماعية المتزايدة، ومحدودية الفرص التعليمية والاقتصادية، وعدم وجود شريك الحياة المناسب الذي يسهم في تحسين اختيارات أنماط الحياة الصحية، ظهرت كعوامل مسببة تؤدي إلى تعزيز مرض الشريان التاجي بين الأفراد الذين يعانون ظروفًا معيشية اجتماعية واقتصادية منخفضة".
التلوث وضغوط العمل
ولفت عميد معهد القلب السابق أن التلوث البيئي له أثر كبير على الموت المفاجئ، إذ تسبب بوفاة 9 ملايين شخص في عام 2019 ، 62٪ منها بسبب الأمراض القلبية الوعائية و 31.7٪ بسبب أمراض الشريان التاجي، إذ تحتوي المناطق البيئية شديدة التلوث على العديد من المعادن السامة، مثل: الرصاص، والزئبق، والزرنيخ، والكادميوم، وقد يؤدي التعرض العابر لهذه الملوثات إلى ظهور متلازمة الشريان التاجي الحادة".
ونصح جمال شعبان الرجال والنساء "بعدم تحميل أنفسهم مالا يطيقون"، مشيرًا إلى أن "ساعات العمل الطويلة خاصة لمن يعانون من احتشاء في عضلة القلب تزيد من خطر حدوث احتشاء متكرر، ربما بسبب التعرّض للضغوط على مدار ساعات طويلة".
وأكد "عدم تناول وجبة الإفطار مرتبط بزيادة معدل الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية وجميع الأسباب، وكذلك تناول المشروبات التي تحتوي على السكر والمحليات الصناعية على المدى الطويل زادت من معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية".
أعراض قد تظهر قبل حدوث الموت المفاجئ
من جانبه، كشف الدكتور محمد سلامة أستاذ أمراض القلب بالجامعات المصرية "الأعراض التي تنذر بالموت المبكر"، مشيرًا إلى أن "الوقاية خير من العلاج، ومعظم حالات الموت المفاجئ كان من الممكن إنقاذها لو انتبه المريض للأعراض في وقت مبكر"، بحسب قوله.
وأضاف سلامة: "هناك 8 رسائل تحذيرية من الجسم ينذرك من خلالها لاحتمال الإصابة بأزمة قلبية خلال شهر:
الإرهاق
التعب غير المعتاد، يعد أحد الأعراض الرئيسة التي تُشير إلى حدوث أزمة قلبية وشيكة وفي بعض الأحيان يكون من المُجهِد أداء مهام بسيطة، مثل: ترتيب السرير أو الاستحمام، أو حتى لبس الجوربين، ويزيد مع نهاية اليوم ويكون واضحًا وملحوظًا وليس بسبب النشاط البدني".
اضطرابات الجهاز الهضمي
وتابع "أوجاع البطن والغثيان سواء كانت المعدة فارغة أو ممتلئة، أو الشعور بالتخمة، أو المعدة المُتقلِّبة، والعديد من الأعراض الأكثر شيوعًا، وتكون الآلام قبل الإصابة بأزمة قلبية طبيعة متقطعة، فالألم يذهب ويعود لفتراتٍ قصيرة من الزمن وقد يؤدي التوتر البدني إلى تفاقم آلام المعدة".
الأرق
واستكمل: "كما إن الأرق يشير إلى خطر متزايد للإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية، وتتمثَّل أعراضه في ارتفاع مستوى القلق وشرود الذهن، وتشمل صعوبة في بدء النوم، وصعوبة بالاستمرار في النوم، والاستيقاظ بالصباح الباكر".
صعوبة التنفس
وتابع: "وتأتي صعوبة التنفس أو النفس القصير، وهو شعور بعدم القدرة على أخذِ نفَس عميق، ويحدث غالبًا بين الرجال والنساء على حد سواء، ويمتد فترة قد تصل إلى 6 أشهر قبل الإصابة بأزمة قلبية، وهو عادةً علامةٌ تحذيرية على حالة طبية طارئة".
تساقط الشعر
وأردف "تساقط الشعر يعد مؤشرًا ظاهريًّا آخر على خطر الإصابة بأزمة قلبية، ويكون غالبًا أكثر تأثيرًا في الرجال فوق 50 عامًا، لكن بعض النساء قد يكن أيضًا عرضة للخطر، ويرتبط الصلع أيضًا بالزيادة في مستوى هرمون الكورتيزول، فانتبه جيدًا لتساقط الشعر من وسط رأسك".
عدم انتظام دقات القلب
وشدَّد "الخفقان وعدم انتظام ضربات القلب أبرز تلك الإشارات، وغالبًا ما يصاحبها هلع وقلق، خاصةً بين النساء، ويظهر بشكلٍ غير متوقع ويكشف عن نفسه بطريقتين مختلفتين هما عدم انتظام ضربات القلب، أو زيادة معدل ضربات القلب، وقد يستمر مدة تتراوح بين دقيقة ودقيقتين، وإذا لم يقلَّ فقد تشعر بالدوار والتعب الشديد".
التعرق الشديد
وأشار إلى أن "التعرَّق غير المعتاد أو المتزايد هو بمثابة إنذار مُبكِّر لإمكانية حدوث أزمة قلبية، وقد يحدث في أي وقت من النهار أو الليل، ويؤثر هذا العارض على النساء بصورة أكبر، وعادةً ما يُخلَط بينها وبين الهبات الساخنة أو العرق الليلي، وهي أعراض تتوافق مع سن اليأس، وله أعراض مشابهة للإنفلونزا، وتهيُّج في الجلد، أو عَرق يحدث بغض النظر عن درجة حرارة الهواء أو المجهود البدني، ويبدو العرق أكثر غزارة في الليل، فقد تكون ملاءات السرير مبللة بحلولِ الصباح"، بحسب قوله.