أمريكا تطلق معايير صارمة في سلامة مكابح السيارات
شفق نيوز/ أعلنت الإدارة الأمريكية لسلامة المرور على الطرق السريعة، عن معايير سلامة اتحادية صارمة، متمثلة في إلزام السيارات الجديدة بأنظمة مكابح أوتوماتيكية متقدمة بحلول عام 2029.
ووفق موقع "engadget" الأمريكي، فإن هذه اللوائح تنطبق على جميع سيارات الركاب والشاحنات الخفيفة التي يقل وزنها عن 10000 رطل، وتشدد على الشركات المصنّعة التأكد من أن أنظمة فرامل الطوارئ الأوتوماتيكية قادرة على إيقاف السيارة التي تسير بسرعة تصل إلى 62 ميلاً في الساعة حتى التوقف الكامل، وبالتالي تجنب الاصطدامات المحتملة.
وبالإضافة إلى ذلك، يتعيّن على هذه الأنظمة أن تأخذ في الاعتبار وجود المشاة، مع القدرة على الاستجابة بفعالية بسرعات تصل إلى 45 ميلاً في الساعة في ظروف النهار والليل.
وتعتمد أنظمة مكابح الطوارئ الأوتوماتيكية على مجموعة متطورة من أجهزة الاستشعار، وأشعة الليزر، والكاميرات للكشف عن الاصطدامات الوشيكة. وعند اكتشافه، يقوم النظام بتشغيل الفرامل بشكل مستقل، أو توفير مساعدة الفرامل لتسهيل التباطؤ السريع والآمن، وبالتالي التخفيف من مخاطر وقوع حوادث.
وفي حين أن غالبية السيارات الجديدة تدمج بالفعل مثل هذه الأنظمة، فقد لوحظ أن العديد من التطبيقات الحالية لا ترقى إلى مستوى الأمان المنصوص عليه في اللوائح الجديدة. ومع ذلك، تعرب الإدارة الأمريكية لسلامة المرور عن ثقتها في أن معظم الشركات المصنّعة يمكنها تحقيق الامتثال من خلال تحديثات البرامج.
وتقدر توقعات الوكالة الفيدرالية أن هذه اللوائح الجديدة ستحقق مكاسب كبيرة في مجال السلامة، مع انخفاض متوقع لأكثر من 360 حالة وفاة على الطرق سنويًا، وانخفاض في خطورة أكثر من 24000 إصابة. علاوة على ذلك، من المتوقع تحقيق وفورات كبيرة في تكاليف الأضرار التي لحقت بالممتلكات.
وأشادت كاثي تشيس، رئيسة منظمة المدافعين عن سلامة الطرق السريعة وسلامة السيارات، باللوائح باعتبارها "انتصارًا كبيرًا لجميع المستهلكين والسلامة العامة"، مؤكدة على إمكانية معالجة العدد المقلق من الوفيات المرتبطة بالسيارات، التي تجاوزت 41000 حالة وفاة في الولايات المتحدة في عام 2023.
ومع ذلك، فإن استجابة صناعة السيارات لهذا التفويض كانت متباينة؛ فقد دعا تحالف الابتكار في مجال السيارات، وهو مجموعة ضغط تمثل شركات صناعة السيارات، إلى اتباع أساليب بديلة، مشيراً إلى المخاوف بشأن الجدوى الفنية للوفاء بالمعايير المقررة. ومن الجدير بالذكر أن الاقتراحات تتضمن إعادة النظر في حدود السرعة لتتماشى مع القدرات التكنولوجية الحالية.
وتشير الاختبارات التي أجراها معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة، إلى أن التحسينات الجوهرية قد تكون ضرورية بالفعل للامتثال؛ إذ تكشف تقييمات أنظمة تجنّب الاصطدام في عشر سيارات دفع رباعي صغيرة عن أوجه قصور؛ إذ فشل العديد منها في التوقف بفعالية في سيناريوهات الاختبار الصعبة.
وبالنظر إلى المستقبل، تستعد إدارة سلامة المرور لتمديد صلاحيات مماثلة للمركبات الثقيلة، مثل الشاحنات الكبيرة، بالتعاون مع الإدارة الفيدرالية لسلامة حاملات السيارات. ويشير هذا إلى جهد متضافر لتعزيز معايير السلامة عبر فئات المركبات المتنوعة؛ ما يؤكد الالتزام بالحدّ من حوادث الطرق وحماية الأرواح على الطرق السريعة.